انسحاب قطر من الأوبك.. بين التأثيرات وردود الفعل

انسحاب قطر من الأوبك.. بين التأثيرات وردود الفعل
الثلاثاء ٠٤ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

تباينت التداعيات وردود الفعل بشأن قرار قطر الانسحاب من منظمة أوبك فهناك من يرى أنه لن يكون لهذا القرار اثر ملحوظ وهو قرار مسيس في حين يرى اخرون أنه قد نشهد انفخاضا في اسعار النفط بدءا من العام المقبل.

العالم . تقارير

اعلنت قطر يوم أمس الاثنين أنها ستنسحب من منظمة الدول المصدرة للنفط(أوبك) اعتبارا من الأول من يناير 2019 وجاء ذلك على لسان وزير الدولة لشؤون الطاقة القطري سعد الكعبي. وقال الكعبي أنه تم ابلاغ المنظمة بالقرار.

التأثيرات:

يرى خبراء قطريون ان الانسحاب من الأوبك هو قرار تاريخي ويؤكد "الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لتنمية صناعة الغاز الطبيعي المسال وتطويرها والتركيز عليها خلال المرحلة القادمة، لا سيما أن قطر تعتبر من كبرى الدول إنتاجاً للغاز وتصديراً لهذا النوع من الطاقة في العالم، وتستضيف حالياً منتدى الدول المصدرة للغاز الذي يضطلع بدور بارز في القيام بالمهام المنوطة به".

وحول تاثير هذا القرار أكد خبير اقتصادي بأن الاسواق هي وحدها التي ستحدد إن كان هناك تاثيرات أم لا خلال جلسات الأسبوع.

وقال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية، أحمد حسن كرم، "ربما سنشهد انخفاضا محتملا في أسعار النفط في العام المقبل، مع خروج قطر"، إلا أن الأسواق تترقب ارتفاع أسعار النفط قليلا إذا أقرت المنظمة خفضا بالإنتاج مع بعض الدول المنتجة خارج أوبك.

وأضاف أن خروج قطر من "أوبك" سيكون حتما له تأثير على أوضاع المنظمة وقوتها. وذكر أن انسحاب الدوحة يعني خروج ما يقارب الـ700 ألف برميل من تحكمها، مما يعني تواجد كميتها في الأسواق النفطية كاملة.

هذا في حين يرى البعض أنه بالرغم من أن هذا القرار هو سابقة مثيرة للقلق ولكن قد لا يكون له اثر ملحوظ. ولن يسفر عن اصداء كبرى نظرا لقلة حجم وتأثير الانتاج النفطي على مستوى العالم والمنظمة.  

ولا يزيد إنتاج قطر على 600 ألف برميل من النفط يومياً، وتأتي قطر في المرتبة الـ17 بين أكبر الدول المنتجة للنفط الخام في العالم، بحسب موقع «وورلد إنفو» المتخصص. كما يأتي ترتيبها الـ11 في منظمة أوبك.

وقال مصدر في أوبك لرويترز، إن قرار قطر رمزي، مضيفًا "هم ليسوا منتجًا كبيرًا، لكنهم لعبوا دورًا كبيرًا في تاريخ  أوبك".

رغم اعلان الدوحة بأن القرار يرجع لأسباب فنية واستراتيجية وليست سياسية وجاء للتركيز على قطاع الغاز، أشارت كبيرة المحللين الاستراتيجيين للسلع في شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس"، والمحللة السابقة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "هيليما كروفت" إلى "أن التركيز على الغاز الطبيعي المسال لا يتعارض مع عضوية أوبك"، وفقا لما نقلته وكالة بلومبرغ.

ولذا رجحت "كروفت" أن تكون خطوة الانسحاب القطرية في إطار تأثير الانقسامات الجيوسياسية في المنطقة، التي "أصبحت مستعصية للغاية" حسب قولها، فيما رفض متحدث باسم منظمة البلدان المصدرة للبترول التعليق.

وتأتي مغادرة قطر وسط أزمة في العلاقات بينها و بين السعودية، إذ فرض تحالف تقوده السعودية حصاراً على قطر في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي (2017)، قُطِعَت فيه الروابط الدبلوماسية والتجارية ووسائل النقل. 

ردود فعل اقليمية ودولية

وصفت دولة الإمارات العربية المتحدة قرار قطر بالخروج من الأوبك بأنه جاء انعكاسا لانحسار نفوذها.

وقال أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، في تغريدة على تويتر إن "البعد السياسي لقرار قطر الانسحاب من منظمة الأوبك إقرار بانحسار دورها ونفوذها في ظل عزلتها السياسية". وأضاف: «الشق الاقتصادي للانسحاب أقل أهمية، ولا يبرر القرار في هذا التوقيت»، متوقعاً أن يشن مناصرو الدوحة عبر المنصات الإعلامية هجوماً على أوبك.

في حين أكد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجي نفط كبارا آخرين سيبحثون، يوم الأربعاء، قرار قطر بالانسحاب من المنظمة. تعقد أوبك ومنتجو النفط العالميون الآخرون اجتماعات في فيينا في وقت لاحق هذا الأسبوع للبت في استراتيجيات سوق النفط في المستقبل. وأحجم نوفاك عن التعليق بشأن تخفيضات إنتاج محتملة.

في ظل هذه التطورات هل سنشهد انسحابات اخرى في هذه المنظمة التي لم يبق سوى اسمها في ظل الانصياع التام السعودي للسياسات الأمريكية وهل اتخاذ هكذا قرار يعني عزم الدوحة على خوض حرب اقتصادية مع السعودية؟

تصنيف :