العالم - لبنان
واشار الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاء في الذكرى السنوية لإستشهاد سمير القنطار، في حسينية البرجاوي – بئر حسن، انه “إذا أردنا اليوم، أن نتعرف على أزمات المنطقة على امتداد العالم العربي والإسلامي سنرى أن سبب كل الأزمات "إسرائيل"، "إسرائيل" شرَّدت الفلسطينيين، إسرائيل" ضيقت على الذين يعيشون داخل فلسطين، "إسرائيل" لم تترك وسيلة من الوسائل الإجرامية والبشعة إلاَّ واستخدمتها، قتلت الأطفال والنساء، وهدمت البيوت، وأعدمت في وضح النهار الشباب والمارة والنساء، وطردت الناس من أراضيهم ومنازلهم، وحاصرت في غزة، واحتلت أجزاء من دول عربية عدة، مصر والأردن وسوريا ولبنان، وهي دائما في الموقع المتآمر على منطقتنا وفي موقع العمل الدؤوب من أجل أن تحدث الفتن المتنقلة بين بلد وآخر، كثير من الفتن مصدرها "إسرائيل". "إسرائيل" هذه تحاول أن تبدي مظلوميتها أمام العالم لتثبت حقها في فلسطين، ولكن لا حق لها، الأرض ليست لها، والحق ليس لها، وهذا الإدعاء في العالم حتى ولو كان بمساندة أميركا والدول الكبرى لن يغير الحقيقة ولن يغير الواقع”.
اضاف سماحته: “"إسرائيل" اليوم تخترق الأجواء اللبنانية، في الشهر الماضي بلغ عدد الاختراقات في الأجواء 150 خرقا، وإذا قسمناها على 30 تكون النتيجة بمعدل 5 خروقات يوميا، ألا يعتبر هذا الخرق اعتداء على لبنان؟ أين مجلس الأمن وأين الدول الكبرى وأين الإنصاف الذي يتحدثون عنه؟ مسموح لـ "إسرائيل، أن تعتدي، ومسموح لـ "إسرائيل" أن تخترق، ومسموح ل "إسرائيل" أن تحاصر، ومسموح لـ "إسرائيل" أن تقتل، لأن أميركا مع "إسرائيل"، ولأن الدول الكبرى راضية بوجود "إسرائيل" في منطقتنا على حساب شعوب هذه المنطقة، لكن عندما تكون المقاومة موجودة وشعب المقاومة موجودا وإرادة المقاومة موجودة لا يمكن لـ "إسرائيل" أن تنجز مشروعها، ولا يمكن أن تخصص حدود دولتها، ولا يمكن أن تبقى في المستقبل بيننا مع وجود هذه المقاومة الشريفة البطلة التي تعمل وتضحي ومنها الشهيد القائد سمير القنطار”.
وتابع الشيخ قاسم: “من هنا نحن واضحون في قناعتنا، قلناها وأعلناها للملأ: لا حل مع "إسرائيل" إلاَّ بالمقاومة، أما التسوية التي يقولون عنها فهي على سيئاتها ليست معبرا لإنهاء القضية الفلسطينية، بدليل "صفقة القرن"، المبنية على ان تعطي القدس بكاملها لـ "إسرائيل" وأن تلغي حق العودة وأن تنهي كل شيء اسمه القضية الفلسطينية، إذا أي تسوية تتحدثون عنها؟ نحن آمنا بأن المقاومة هي الحل، هذه المقاومة ستستمر لا على قاعدة الألاعيب السياسية، لسنا مقاومة الدول التي تستثمر مقاومة الشعوب لمصالحها السياسية، نحن مقاومة الشعب المصر على أن يستعيد حقه بالكامل وأن يستعيد أرضه بالكامل، ولن يرد على أي معادلة سياسية لا في المنطقة ولا في العالم، لا تخيفونا بالمجتمع الدولي، ولا تضعوا لنا قواعد كما تريدون، المقاومة تأسست وجاهدت وأنجزت وانتصرت لتستمر بقواعدها لا بقواعد الآخرين، من هنا نقول لهم في الوقت الذي نقف فيه في الموقف الدفاعي وليس في الموقع الهجومي، من حقنا وحق الفلسطينيين وكل المقاومين أن يتجهزوا ويبنوا قوتهم ويستخدموا كل الأساليب والوسائل وأسباب القوة لمواجهة "إسرائيل"، لستم أنتم من يحدد لنا نوعية السلاح وكميته وضوابطه، المقاومة ستستخدم كل الإمكانات والوسائل لتكون الأقوى، ولتنتصر في المعركة، ولتواجه "إسرائيل" وكل الداعمين لها من الموقع الإسرائيلي، وسنستمر في أسباب قوتنا العسكرية مهما ارتفع الصراخ لأننا أدركنا على المستوى العملي أننا عندما أصبحنا أقوياء حررنا أرضنا في الجنوب، وعندما أصبحنا أقوياء بنينا توازن الردع مع "إسرائيل"، وعندما أصبحنا أقوياء استعدنا الأسرى والمعتقلين، وعندما أصبحنا أقوياء استطعنا أن ننقل هذه التجربة إلى شعوب المنطقة لتقاوم وتواجه الإرهاب التكفيري الذي هو صنيعة "إسرائيل"”.
واردف: “المقاومة هي الحل لثلاثي الحق: للحماية والردع والتحرير، الحماية من العدوان الإسرائيلي الذي لا يفهم إلاَّ بلغة القوة، والردع لنضع حاجزا أمام تصرفاته العدوانية بأي وقت يشاء، والتحرير لنستعيد أراضينا المحتلة. نحن نعبِّر عن ارتياحنا لمسار تشكيل الحكومة في الأيام الأخيرة، خاصة أن مبادرة رئيس الجمهورية فخامة العماد ميشال عون قد فتحت مسارا للحل والمعالجة، حيث يمكن إطلاق وصف حكومة الوحدة الوطنية عندما يتم الاعتراف باللقاء التشاوري وكل المجريات في الأيام الأخيرة تبين أن هذا الاعتراف حصل، وأن المطلوب استكمال بعض التفاصيل، ليكون تمثيل اللقاء التشاوري باختيار من يختارونه جزءا لا يتجزأ من حكومة الوحدة الوطنية”.
وقال: “قلنا مرارا بأن حزب الله ليس له مطالب خاصة في الحكومة، ولا يريد حصة إضافية، وإنما يريد إنصاف اللقاء التشاوري الذي يمثل أفراده رصيدا شعبيا ظهر من خلال الانتخابات النيابية، عندما يحصل هذا الأمر ويوافقون عليه، وإن شاء الله تسير الأمور في هذا الاتجاه، فالحكومة تتشكل بشكل طبيعي، عندها ستبصر الحكومة النور في القريب العاجل، ويكون أمامها مهمات كبيرة اجتماعية واقتصادية، لتبدأ معالجة هذا الواقع وتهتم بشؤون المواطنين، وتعمل على مكافحة الفساد كأولوية، وتعدل بعض القوانين التي تعبر عن الشفافية، وعلى إجراء المناقصات في التعهدات المختلفة، مصحوبة بالتفتيش والمساءلة، لنصل إلى بعض الإصلاح في هذا الواقع المهترىء، وهنا ألفت النظر الحكومة القادمة تستلم مسؤوليتها ولدينا استقرار أمني وسياسي، وهذا دفعة مهمة لتنطلق الحكومة إلى أعمالها الداخلية في منطقة تعيش القلق والتطور والمشاكل التي استطعنا أن نحيِّد لبنان عن التأثر فيها. كفانا تجاذبات تخسرنا النتائج العملية”.
وختم: “أميركا تعلن الانسحاب من سوريا لفشلها، أميركا في الواقع فشلت في مواقع عدة في المنطقة، هي لم تنجح في العراق ولا في لبنان ولا في دعم "إسرائيل"، ولم تنجح في دعم الإجرام ضد اليمن، ولم تنجح في سوريا، لأن سوريا بعد سبع سنوات تحرر بقسم كبير منها، هنا يأس الأميركي من تحقيق شيء على الأرض، ولذا أعلن قراره بالانسحاب، وللعلم مبرر أنه ينسحب لأنه انتهى من داعش مجال للسخرية والاستهزاء، لأنه هو الذي أتى بداعش، وهو الذي أطال وجودها، وهو الذي دعمها في السلاح والإمكانات، ولعلمكم عندما حرر الجيش السوري وحلفاؤه منطقة دير الزور وقف الأميركيون حاجزا في منطقة شرق الفرات كي لا يمس داعش لأن لها وظيفة إضافية، وبالتالي من أعاق انهاء داعش في شرق الفرات في منطقة دير الزور لسنة ونصف تقريبا هو أميركا لأنها تريد أن تستبدل داعش بغيرها، أميركا حامية داعش، وليست هي التي أخرجت داعش من منطقتنا، الجيش السوري والشعب السوري والحشد العراقي والجيش والشعب العراقي، وحزب الله لبنان ومن معه من الحلفاء، وإيران الإسلام، كل هؤلاء الذين هم في محور المقاومة هم الذين قضوا على إمارات داعش في العراق وسوريا واحتمال إمارة داعش في لبنان، وإلا الجيش الاميركي كان يريد داعش محطة من أجل أن يسيطر على المنطقة”.