بانوراما:

بانوراما - منبج... تنسيق ايراني تركي روسي لحفظ مسار الاتفاقات السابقة

الأحد ٣٠ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠١:١٨ بتوقيت غرينتش

العالم - بانوراما

ملف واحد في بانوراما هو ما يجري في مدينة منبج وما حولها شمال شرق سوريا غداة اعلان الجيش السوري دخولها ومن ثم الاتفاق الروسي- التركي على تنسيق العمليات البرية في سوريا وتاكيد تركيا على التنسيق مع إيران لتسريع التوصل إلى تسوية سياسية في سوريا.

أعلنت روسيا وتركيا التوصل الى اتفاق لتنسيق العمل العسكري بينهما في سوريا بعد سحب الولايات المتحدة قواتها من المناطق الشمالية. وكان الجيش السوري اعلن دخول قواته الى مدينة منبج في ظل تهديدات تركية بشن عملية ضد القوات الكردية في المنطقة.

لم تكن انعكاسات هذا الاعلان المحوري عادية على مجريات الميدان في سوريا، حيث يمكن القول انه رسم خطوط المسارات المتعددة الفاعلة في الملف السوري وتحديدا شمالي البلاد.

فبعد اعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سحب قوات بلاده المتواجدة في شمال سوريا، سيناريوهات عديدة طرحت على الطاولة، ربما كان ابرزها التهديد التركي بشن عملية عسكرية على مناطق شمال الفرات بحجة طرد القوات الكردية المتواجدة هناك. تهديدات ترافقت مع حشد انقرة قواتها عند الحدود وتحضير الجماعات المسلحة التابعة لها داخل سوريا. كل ذلك دفع قوات الحماية الكردية لمناشدة الحكومة السورية للتدخل حيث اتى اعلان دخول الجيش السوري الى منبج.


وبناء على هذا الاعلان رسمت المواقف اللاحقة، لتعلن تركيا انها غير معنية بمنبج في حال خرجت القوات الكردية منها.

وارتباطا بهذا المسار اجتماع تركي روسي في موسكو بين وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش اوغلو وخلوصي اكار ونظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو اتفق فيه على التنسيق العسكري في ظل اعلان سحب القوات الاميركية من سوريا.

التنسيق حول الميدان السوري هو بحكم ضرورة الحفاظ على المسار الذي تبنته الدول الضامنة اي روسيا وايران وتركيا، وبالتالي لا بد من مواصلة هذا التنسيق وهو ما اكده شاويش اوغلو الذي قال ان بلاده ستستمر في العمل عن كثب مع ايران وروسيا بشان سوريا وقضايا المنطقة.

ومن ضرورات هذا التنسيق قطع الطريق امام التبعات المعاكسة التي ارادت واشنطن ايجادها بسحب قواتها، حيث راهنت على عقدة المثلث الكردي التركي السوري وما يمكن ان يخلقه من صراع يضرب ما انجز حتى الان.

لكن التنسيق بين طهران وانقرة وموسكو على ضوء اعلان دخول الجيش السوري الى منبج من شانه ان يحبط مشاريع تعميق الصراع شمالي الفرات. خاصة وان الضمانات التي يمكن لهذه الدول تقديمها كافية لملء فراغ الخروج الاميركي وتحييد تبعاته السلبية، في ظل القدرة المتنامية لسوريا وحلفائها على الارض بعد القضاء على الارهاب وتحرير معظم المناطق من الجماعات الارهابية.