العالم - مقالات وتحليلات
هذه النظرة الدونية الى الشعب ، هي التي دفعت ابن الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك ، علاء الى نشر صورة وصفها بـ"التاريخية" للرئيس المصري الاسبق انور السادات ، ونائبه حسني مبارك وبعض مسؤولي الحكومة المصرية حينها ، وهم يصلون في سيناء "صلاة الشكر" على "استعادة" سيناء من "اسرائيل" وفق اتفاقية "كامب ديفيد" عام 1978.
يعتقد علاء مبارك ان الشعب المصري ستنطلي عليه هذه الالاعيب ، التي عفى عليها الزمن، فهذا الشعب كان ومازال اذكى واعمق فهما من قادته، فهذا الشعب يعرف ان الحقائق لا تغيرها صور استعراضية، فمصر خسرت الكثير عندما وقعت اتفاقية " كامب ديفيد" بسبب سياسات السادات وخلفه مبارك ، فهي قوضت المشروع العربي ، وصفرت دور مصر الاقليمي، ودمرت النهضة الصناعية والاقتصادية والزراعية ، عندما فتحت ابواب مصر امام الاستيراد الملفت للبضائع الاستهلاكية تحت شعار الاقتصاد الحر ، ودمرت قيم المجتمع المصري ، بعد ان فتحت الابواب امام النسخة الوهابية السلفية التكفيرية المنغلقة ، لتغزو مصر ، التي كانت على الدوام رمزا للاعتدال والتسامح.
اما سيناء التي يصلي فيها السادات ومبارك ، فإان قصتها تدمي القلوب ، ويكفي مراجعة بنود اتفاقية "كامب ديفيد" حتى يقف الانسان على الاهانة التي نزلت بمصر بسببها ، فقد قسمت لمناطق ، ولكل منطقة قوانينها ، ولا يحق لمصر ان تحدد نوع الاسلحة وعدد جنودها الذين يجب ان ينتشروا فيها ، فأين سيادة مصر على سيناء ، وهذه السيادة بانت ضعفها و وهنها ، عندما رأى الشعب المصري كيف اييد جيشه في محاربة الجماعات التكفيرية التي تعشعش في سيناء ، بسبب القيود التي تفرضها "كامب ديفيد" عليه.
اخيرا ، قيل ان السادات وقع "كامب ديفيد" من اجل تحسين الوضع الاقتصادي للشعب المصري ، ولكن الذي حدث هو عكس ذلك بالضبط ، فانهار الاقتصاد المصري وانتشر الفقر وازدادت الفواصل الطبقية بين الاغنياء والفقراء ، وتبخرت الطبقة الوسطى ، واخذ المصريون يجدون الخلاص بالهجرة ، وهذه التطورات ، وقبلها رفض الشعب المصري لاتفاقية كامب ديفيد ، كانت من اهم اسباب حملة الاعتقالات التي قام بها السادات ، طالت نحو الفين من النخب السياسية والاعلامية والفكرية والدينية في مصر خريف عام 1981 ، والتي انتهت بعد ايام في حادثة المنصة التي شهدت نهاية لعهد السادات.
حال مصر في عهد مبارك ، الذي ينشر ابنه اليوم صورة ابيه وهو يصلي في سيناء ، لم تكن بافضل من حالها في عهد السادات ، وقد قال الشعب المصري كلمته في حقه في 25 يناير 2011 ، ولن تستطيع كل البومات علاء ان تغير صورة والده لدى الشعب المصري ، فكل ما تعانيه مصر والبلدان العربية اليوم من ويلات ونزاعات وفتن وتجبر الصهاينة والاعداء ، هو بسبب سياسات السادات وخلفه مبارك.
منيب السائح / العالم