الطريق لتحرير إدلب محفوف بمطبات سياسية 'وهمية'

الطريق لتحرير إدلب محفوف بمطبات سياسية 'وهمية'
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٩ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

لا يخفى ان بامكان القدرات العسكرية السورية دحر المرتزقة المسلحين القابعين على ما تبقى من اراضيها بدعم اميركي وتركي وحتى دولي اوروبي ومن قبل مجلس الامن الدولي الذي طالما ذرف دموع التماسيح وتباكى بوجه كل عملية تحرير للاراضي السورية بعد اثارة الاجواء وشحنها بافتراءات كيميائية ملفقة. او العزف على وتر الحالة الانسانية التي كان ولازال سبب تأجيجها المسلحون ومن شغلهم (التحالف الاميركي وتركيا وحتى الكيان الصهيوني) بل ان التحالف الاميركي لعب دورا مباشرا في تازيم الوضع الانساني بقصفه المباشر للاحياء الامنة.

العالم - تقارير

من المقرر ان يلتقي غدا الثلاثاء في سوتشي كل من وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ونظيره الصيني وانغ يي لمناقشة وبحث ملفات دولية حيوية منها الملف السوري.. حسب ما أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا. وذلك يصب في الاتجاه القائل ان روسيا تراهن على الحل السياسي لسوريا من خلال سوتشي، مستبعدة حتى الان الحل العسكري الواسع في وقت يشكل الدعم الروسي باتجاهيه الدبلوماسي والعسكري العنصر الاساسي لتحقيق نجاح عملية تحرير ادلب بالكامل.

رغم تضارب المصالح الدولية والاقليمية وتقاطعها حول ادلب فان الاخيرة على موعد مع التحرير الميداني الكامل الذي صمم الرئيس السوري بشار الاسد مواصلته بقوة دون الالتفات الى الرغبات الدولية المستميتة من اجل ابقاء ادلب وشرق الفرات اراضي عسيرة على الحل.

لماذا التأكيد على الحل السياسي؟

** تحرير إدلب وكافة الاراضي السورية يقضي على ذريعة بقاء القوات الاجنبية التركية والاخرى لقوات التحالف الاميركي التي وضعت ارجلها على التراب السوري بزعم القضاء على المسلحين والواجهات الارهابية.

** تحرير ادلب وكامل التراب السوري يؤسس للقاء سياسي حكومي مع من سيتبقى من المعارضين السوريين المحليين بعد رحيل الايغور والاجانب الى بلدانهم او القضاء عليهم ما يعجل في حل الازمة السورية دون اي تدخل خارجي.

** تحرير ادلب وشرق الفرات الى حدود العراق يقوض الذرائع الاميركية للبقاء في هذا البلد ايضا بدعوى محاربة الارهاب.. فما سيتبقى من خلايا ارهابية اغلبها نائمة لا تقوى على مواجهة ابناء العراق وستنعدم كل الذرائع لبقاء اي قوة اجنبية في العراق..

الحل الميداني

قوات الجيش السوري وحلفاؤها دخلوا اثر معركة عنيفة مع مسلحي ما تسمى بـ"جبهة النصرة" الحدود الادارية لمحافظة ادلب بتقدم عسكري سريع ومباغت ضد الواجهات المسلحة في جبهات ريفي إدلب وحماه، وتمكنوا من السيطرة على قريتي العريمة والميدان غزال شرقي قرية الكركات التي تم تحريرها هي ومدينة قلعة المضيق في ريف حماه، فيما رصدت وحدات الاستطلاع في الجيش السوري انسحاب بعض المدرعات والعناصر المسلحة من النقطة العسكرية التركية في قرية (شير مغار) بجبل شحشبو في الريف الغربي لحماة. وهي النقطة الحادية عشرة من سلسلة المقرات التي شغلتها قوات تركية في سياق نظام نقاط مراقبة حسب "اتفاق استانا"، تمهيدا لإخلاء مناطق التماس من التنظيمات المصنفة إرهابية.

ذلك ما يشير الى ان الحل العسكري هو الاقرب من رديفه السياسي الذي لا يصب الا في صالح المشغلين للازمة السورية من خارج اراضي سوريا "بل المشغلين لعموم ازمات بلدان المنطقة"، لابقائها وسوريا بلدانا مدمرة معلولة وذلك احد اهداف الاجندة الصهيواميركية في جعل دول بعينها محيطة او قريبة من الكيان الاسرائيلي ضعيفة مهلهلة لا تقوى على شيء وقد امتازت بشجاعة ابنائها وقوتهم وبأسهم كالعراق واليمن اضافة الى سوريا.. ان بقاء هذه البلدان قوية منيعة يشكل خللا امنيا بوجه الكيان الصهيوني بالمنطقة.

الخلاصة

من هنا تأتي اهمية الحلول السياسية وليست الميدانية للقوات الأجنبية المتواجدة في سوريا وبعضها في سوريا والعراق وذلك لفرض اجندة ومطبات وهمية جديدة تضمن ولو الحد الادنى "الممكن" من الحلول الامنية لمصلحة الكيان الاسرائيلي، غير ان الجيش السوري لا يعجزه بقاء فتاة مسلحين محليين واجانب على اراضيه وكان ولا زال اقوى منهم بعشرات الاضعاف وهم في عز وأوج قوتهم والطريق سالكة امامه لاتمام كنسهم من كل شبر من اراضيه الى حدوده مع العراق ومع تركيا..

* السيد ابو ايمان / العالم

كلمات دليلية :