بعد فضيحة "الذباب".. هل تغلق تويتر مكتبها الإقليمي في دبي؟

بعد فضيحة
السبت ٢١ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

سيكون على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أن تنظر بالمطالبات العديدة التي بدأت أعدادها بالارتفاع في وسم على المنصة؛ بغية إغلاق مكتبها في الإمارات.

العالم - السعودية

المطالبات هذه لم تكن جديدة، لكن المنصة الشهيرة تأكدت من وجود حسابات استغلت المنصة لأغراض سياسية وإسقاط الخصوم والإساءة إليهم.

والجمعة (20 سبتمبر الجاري)، حذفت شركة "تويتر" آلاف الحسابات التي كانت تدار من السعودية والإمارات ومصر للتأثير في الأزمة الخليجية والعدوان على اليمن، بينها حساب المستشار في الديوان الملكي السابق، سعود القحطاني.

وذكرت الشركة المالكة لأبرز مواقع التواصل الاجتماعي في بيانها أنها "علقت حساب سعود القحطاني بشكل دائم؛ لانتهاكه سياسات تويتر"، وذلك بعد نحو من عام من إقالته بسبب الاشتباه بضلوعه في قتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده، في أكتوبر 2018.

وعليه دُشن على "تويتر" وسم حمل عنوان "#تغيير_مكتب_تويتر_بدبي"، سرعان ما تفاعل معه العديد من المغردين العرب.

"دليم"، اللقب الذي أطلق على سعود القحطاني في إشارة إلى احتقاره، كان حاضراً ضمن التعليقات.

وكلمة "دليم" تستعمل في نجد؛ وبحسب ما يقال فإن رجلاً أدى التحية إلى أحد كبار القوم، فقال ذلك الكبير لخادمه، أو خويه الذي اسمه "دليم"، بسكون الدال والياء: قل له يا دليم "هلا"، أي رد عليه التحية؛ في إشارة إلى احتقار هذا الشخص.

وأصبحت العبارة مثلاً دارجاً تطلق على من يمارس الأعمال الدنيئة وينفذ أوامر مرؤوسيه وإن كانت فيها مذلة وإهانة.

سر افتتاح الإمارات مكتباً لـ"تويتر"

افتتح مكتب شركة "تويتر" في إمارة دبي بدولة الإمارات، في 19 أغسطس 2015، بصفته مكتباً إقليمياً للعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ولم يمر الكثير من الوقت على وجود هذا المكتب المهم في دبي حتى تبين القصد من وراء سعي الإمارات لافتتاحه، حيث يغطي جزءاً كبيراً من العالم داخل أراضيها، حيث تكشف عن اختراق شركة "تويتر" وأخذ معلومات عن نشطاء واعتقالهم؛ وهو ما أدى لبروز مطالب من جهات دولية بإغلاق مكتب "تويتر" في الإمارات.

ففي نوفمبر الماضي، أعربت مؤسسة "سكاي لاين" الدولية عن قلقها البالغ من الأنباء التي تحدثت عن دور كبير وواسع للإمارات باعتقال معارضين سعوديين وتعرضهم للتعذيب، ما أدى إلى مقتل أحدهم بعد فترة قصيرة من الاعتقال.

وقالت المؤسسة التي تتخذ من العاصمة السويدية ستوكهولم مقراً لها، إن الأنباء التي نُشرت في عدد من الصحف الخليجية والعربية حول دور الإمارات في اعتقال المعارضين السعوديين، خلال عامي 2017 و2018، من خلال اختراق مكتب "تويتر" الإقليمي في الشرق الأوسط، هو أمر خطير وعرض حياة العشرات من المدونين للخطر الشديد.

"سكاي لاين" ذكرت أن عدداً من موظفي "تويتر" في الإمارات ساعدوا السلطات السعودية على تعقب بعض الحسابات على "تويتر"، واستطاعوا الوصول إليها واعتقال أصحابها بسبب كتاباتهم المعارضة.

ونقلت التقارير الصحفية عن بعض المصادر أن موظفي شركة "تويتر" من خلال استضافة دولة الإمارات للسيرفرات الخاصة بالشركة استطاعوا معرفة بعض أصحاب الحسابات الذين لم يكونوا ينشرون بأسمائهم الشخصية خوفاً على حياتهم.

وأشارت تسريبات إلى أن ما يعرف برئيس الجيش الإلكتروني السعودي السابق، سعود القحطاني، تمكن عبر عاملين معه من اختراق مكتب "تويتر" عبر توظيف بعض عناصره، ومن ثم الاستيلاء على بيانات بعض المغردين في السعودية؛ ما أدى إلى كشفهم واعتقالهم واختفائهم قسرياً.

وطالبت "سكاي لاين" الدولية بشكل سريع وفاعل شركة "تويتر" بإغلاق مكتبها الإقليمي في الإمارات، والشروع فوراً بتحقيق شامل في انتهاكات الخصوصية التي أدت إلى مقتل واعتقال عدد من المغردين، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية.

"تويتر" تفضح السعودية والإمارات

"تويتر" قالت تعليقاً على حذفها آلاف الأسماء إنها "رصدت 6 حسابات مرتبطة بأجهزة إعلامية تديرها الرياض تعمل على تضخيم مزايا عمل الحكومة السعودية".

وأضافت أنها "أزالت 4285 حساباً من الإمارات كانت تستهدف قطر واليمن قدمت نفسها على أنها شخصيات معينة وتحدثت عن الحوثيين والحرب الأهلية اليمنية".

وأردفت أنها ألغت 267 حساباً مصدرها الإمارات ومصر، تعمل على توجهات أخرى في المنطقة.

وأشارت "تويتر" إلى أن الشفافية هي جزء من "DNA" (الحمض النووي) لديها، وعملت على تحديث أرشيف عمليات المعلومات للحسابات المدعومة من الدول فتمت إزالتها من الخدمة.

وحذفت "تويتر" 259 حساباً مصدرها إسبانيا كانت تستخدم في "السبام" (الذي يشك أنه مزيف أو وهمي) وعمل حركة تفاعلات وهمية، في الوقت الذي أزالت فيه 1019 حساباً مصدرها الإكوادور؛ بسبب التلاعب بالتفاعل حول قضايا سياسية هناك.

الرقم الأضخم بالنسبة للحسابات المحذوفة جاء من الصين وهونغ كونغ، حيث أزيل 200 ألف حساب وهمي، في أغسطس الماضي، أتبعت الآن بـ4302 حساب آخر.

وفي أبريل الماضي، حذفت "تويتر" أكثر من 5 آلاف حساب "بوت" أوتوماتيكي تنتمي إلى الذباب الإلكتروني؛ لأن هذه الحسابات نفذت حملة تأييد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فضلاً عن أنها نفذت حملات سابقة للترويج للحكومة السعودية.

وكان القحطاني يلقب بوزير "الذباب الإلكتروني"، بعدما كلفه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بإدارة الحملات الإعلامية على منصات التواصل الاجتماعي؛ لـ"تلميع صورة السعودية، والهجوم على المعارضين وشيطنتهم".