خبير في الشؤون الاسرائيلية..

سيناريو اسرائيلي مظلم وراء تأجيل اجتياح غزة

الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٣ - ٠٣:٠٠ بتوقيت غرينتش

رأى الخبير في الشأن الاسرائيلي أمجد شهاب أن كيان الاحتلال يتعمد تأجيل الدخول البري الى قطاع غزة بسبب الكلفة الباهضة لهذه العملية حاليا ولذلك يلجأ لأساليب اخرى.

العالم - خاص بالعالم

وقال شهاب في حوار مع قناة العالم خلال تغطيتها المستمرة للعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة: هناك خلاف حقيقي داخل الكيان الاسرائيلي ولكن الذي يدير مجلس الحرب الآن هو وزير الحرب السابق بيني غانتس ووزير الحرب الحالي غالانت، هما اللذان يديران الحرب على قطاع غزة.

واضاف: هناك استراتيجية واضحة الآن وهم صرحوا بشكل واضح ان سياستهم هي سياسة تجويع قطاع غزة، وتحويلها الى كارثة انسانية لا تطاق لإرغام المقاومة على الإستسلام، هم يرسلون رسائل واضحة جدا إما الإستسلام أو الموت، وتأخير الهجوم البري يدخل في نطاق ان نقص المواد الغذائية اصبح واضحا جدا على السكان ونموذج 2008 عندما اجتاح اكثر من 200 ألف فلسطيني معبر رفح لعدم قدرتهم على تحمل نقص الغذاء.

وتابع شهاب: هذه هي الاستراتيجية التي يركزون عليها بهذا الشكل ويعتقدون ان دخولهم البري سيكلفهم غاليا الآن وأنه يمكن الانتظار ربما يكون هناك تنازلات كبيرة جدا وخاصة في ملف الاسرى يعتقدون ان الضغط واستخدام السكان كاداة لإبتزاز المقاومة قد يؤدي بالنهاية ان تقدم المقاومة على اطلاق جميع الاسرى دفعة واحدة مقابل ادخال بعض المواد الغذائية.

واردف: الاستراتيجية بدأت تتوضح عندما بدأوا يصرحون بأن الحرب ستطول لأنهم يدركون تماما بأن المقاومة لن تقدم تنازلات وانها ستصمد حتى آخر رمق ولذلك يؤجلون الدخول الى قطاع غزة، هناك تركيز واتفاق وطلبات امريكية وفرنسية وألمانية وبريطانية بضرورة الدخول والقضاء على المقاومة نهائيا حتى ان تصريحات غالانت الآن تؤكد للمجتمع المتطرف الصهيوني بأن هذه هي الحرب الأخيرة مع المقاومة في قطاع غزة وانه لن يكون هناك مقاومة في القطاع.

هذا ويؤكد خبراء استراتيجيون ومسؤولون اسرائيليون ان تأخير الدخول البري الى قطاع غزة هو بسبب خوف سلطات الاحتلال من تداعيات هذ العملية ومن خسائرها الكبيرة وعدم الثقة بقدرة الجيش الاسرائيلي على انجاز اهدافه من الاجتياح.

وقال شهاب: النقطة الثانية انهم يتحدثون بشكل واضح بأن القادم بعد قطاع غزة هو حزب الله وجنوب لبنان، هم لا يريدون فتح جبهتين في الوقت الحالي لأن هناك خلافات كبيرة جدا، وهناك من يؤيد فتح جبهة وضرب البنية التحتية لحزب الله وهناك من يفضل الانتهاء اولا من قطاع غزة وبعدها التركيز على المقاومة في جنوب لبنان.

وفي هذا الشأن ايضا يؤكد الخبراء ان جبهة لبنان اصعب بكثير جدا منها من قطاع غزة، وان كلفتها ستكون باهضة جدا، وانه قيادات كثيرة في كيان الاحتلال لن تسمح بالانخراط والدخول في هذه الجبهة.

واشار شهاب الى وجود اجتماعات كثيرة لطرح سيناريوهات ما بعد قطاع غزة، قائلا إن معظم الاجتماعات والنقاشات هي مع جهات ودول عربية، هناك من يقترح حل وسط بإخراج المقاومين وتوزيعهم على الدول وهذا كان طرحا من احد الزعماء العرب، وهناك من يقترح بإعادة احتلال كامل لقطاع غزة من الطرف الاسرائيلي وادارته بدون سكان وتهجيرهم بطريقة منظمة، ايضا هناك اقتراحات بعودة السلطة بشرط ان تقوم بنزع السلاح كاملا في قطاع غزة، هذا ما يدور في الاروقة.

واضاف: هذا ان دل على شيء فيدل على ان هناك مؤامرة على قطاع غزة ومؤامرة على المقاومة وهم يحاولون بطريقة او بأخرى تغيير قواعد الاشتباك وتدوير اهداف كبيرة جدا بهذا المجال مستغلين حالة التشتت والضياع لدى الشعوب العربية بعدم قدرتها حتى على ادخال مساعدات الى قطاع غزة في الوقت الحالي.

ورقة الاسرى

وفيما يخص موضوع الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، قال شهاب: اعتقد ان ورقة الاسرى ليست مهمة بالنسبة لنتنياهو وليست من اولوياته، وشهود العيان الذين كانوا موجودين عندما قامت المقاومة بعملية طوفان الاقصى تؤكد بأن طائرات اباتشي والقوات الخاصة واليمام كانت تطلق النار على المقاومين وعلى الرهائن الاسرى بيد المقاومة وسقط عدد كبير جدا من المستوطنين بنيران اتت من طائرات الاباتشي ومن القوات الاسرائيلية وهذا مؤكد على الشاشات الاسرائيلية.

وتابع: وهذا يثبت ان الهدف الاساسي هو وجود مشروع توسع وهذا المشروع لا يمكن ان يتم الا بالقضاء على المقاومة وهذا يبدأ من المقاومة في قطاع غزة وسيحول الى مناطق اخرى.

هذا وتخرج كل يوم تظاهرات من قبل اهالي الاسرى لدى المقاومة الفلسطينية تحمل نتنياهو وقادته مسؤولية ما حصل لابنائهم، ومطالبين بضمان سلامتهم.

مصر

وقال الخبير في الشأن الاسرائيلي امجد شهاب: يجب توجيه الجماهير العربية على الاقل بالطرق لكي تضغط على حكوماتها، بما ان هناك حكومات عربية متواطئة مع الغرب على الاقل يمكن ايجاد مخارج اساسية، واعتقد أن الجبهة المصرية مهمة جدا، وهناك اكثر من 14 كيلومتر نحن لا نطلب من الجيش المصري بالدخول في حرب، نطالب فقط ان يدخلوا الطعام والمواد الغذائية كما كان في السابق لتفادي تفشي الامراض والدخول في حالة مجاعة كما يخطط لها الاحتلال.