وفي وقت ترتكب فيه الإبادة الجماعية على مرأى العالم في غزة، تتجه أنظار كثيرين نحو الجامعات الأمريكية لا بوصفها مراكز تعليم فقط بل بوصفها ميادين للمقاومة. والاختبار الحقيقي للقيم التي لطالما بشرت بها الأكاديمية الغربية حرية الفكر، كرامة الإنسان، وحق الاعتراض .. لكن ما الذي حدث بالفعل؟
هل وقفت الجامعات في وجه المجازر أم وقفت مع السلطة ضد طلابها؟
في مقال لافت في مجلة بلومبرغ الأميركية للكاتب كيريس هيجز يسأل السؤال الكبير: هل بدأت الولايات المتحدة تفقد مكانتها كمركز عالمي للبحث العلمي؟
والجواب لا يتعلق بالمختبرات أو الميزانيات، بل بحرية التعبير التي تقمع وبطلاب يقمعون من الاعتراض ويطردون ويتهمون بمعاداة السامية مجرد أنهم يستنكرون المجازر الإسرائيلية.
هارفارد وغيرها من كبرى الجامعات الأميركية باتت نموذجا حقيقيا لهذا التراجع الأخلاقي والمؤسسي.
فهل تستطيع الجامعات الأميركية أن تنقذ ما تبقى من مصداقيتها؟ وهل ما يجري اليوم هو لحظة انكسار أم بداية وعي جديد داخل الحرم الجامعي الأمريكي؟
ويناقش البرنامج الموضوع مع ضيوفه الكاتب والباحث الفلسطيني خالد بركات، وأستاذ العلوم السياسية علي فضل الله، والأكاديمي والباحث في العلاقات الدولية محمد سويدان.
وحول الواقع الأكاديمي خلال الحرب على غزة ونبض الطلاب في تلك الفترة، اعتبر خالد بركات أنه ما يجري في الساحة الأكاديمية الأمريكية يحظى بأهمية يؤشر الى العديد من القضايا ملفتا أنه يتجاوز موضوع فلسطين وغزة ما يعني أن هناك تحول داخل هذه الجامعات الأميركية والحراك الطلابي.
وأضاف أن الجامعات الأميركية كانت دائما ساحة مهمة في عمليات التغيير مشيرا الى فترة الستينات من أجل النضال في الحقوق المدنية حتى قبل ذلك كانت حركة مناهضة للحرب.
وتابع أن الجامعات الأميركية تأسست قبل إعلان الاستقلال الأمريكي قبل 1776 ما يعني أن الحضور الجامعي أقوى من حضور الدولة وجرى تكريس فكرة عدم تدخل الدولة في الجامعات بالمناهج التدريسية الى آخره من قضايا.
واعتبر أن أهمية البحث في الجامعات والتطوير للحوار تأتي هنا وهذا ما جرى سحقه بالكامل في الفترة الأخيرة.
وأكد الباحث خالد بركات أن التضامن مع فلسطين بدأ قبل حرب الإبادة الجماعية بالجامعات الأميركية، مشيرا الى أن الجسم الطلابي يؤيد مقاطعة إسرائيل سواء في الجامعات العامة أو الخاصة.
لمزيد من التفاصيل إليكم الفيديو المرفق...