حينما نتحدث عن الـ23 من أيلول بالطبع فان قرى نهر الليطاني لها نصيب خاص من الاثنين الأسود.
تسمى هذه البلدة بقعقعية الجسر أو بعروس الليطاني تفصلها عن القرى الحدودية مسافة نهر الليطاني الشهير جدا في المواجهات الأخيرة وفي حرب الـ66 يوم تحولت قعقعية الجسر إلى خط ثان للمواجهات الإسرائيلية.
وفي الـ23 من أيلول قررت إسرائيل أن تخرج الأهالي من بيوتهم ومن أرضهم الطيبة نحو مصير مجهول، عشرات الشهداء الذين سقطوا والمجاهدين الذين قاتلوا إسرائيل في الصفوف الأمامية الأولى وهذا المنزل خير شاهد على ما جرى.
في صباح الثالث والعشرين من أيلول تحولت بلدة قعقعية الجسر إلى هدف العدو الإسرائيلي، كما باقي القرى الجنوب عشرات الغارات التي أحاطت البلدة.. الأمور كانت تتجه نحو نفق مجهول ومعها أخرج الأهالي إلى التهجير.
البلدة وأهلها يحفظون جيدا بيوت الشهداء، والعشرات منهم الذين قاتلوا العدو الإسرائيلي في الصفوف الأمامية. ولكل منهم حكاية.
ويقول يوسف قرباني والد الشهيد: "أول يوم يعني صواريخ الطيران كانت تعبر يعني بس كان يمرق الصاروخ. نعرف أنه صاروخ قلط عن البيت هون لأنه كانت صواريخ تمرق من فوق البيت بس كان يضربوا حوالينا هلأ فيه صاروخ نزل عندنا من المنطقة تحت هون، والتراب والغبرة كلها غطى البيت، كنا موجودين بالبيت نحن وبيت عمي، وقاسم كان موجودا كيف؟ والليلة كنا طول الليل فايقين يعني ريحوا ترمي الفجر شي ساعتين وعادوا انطلقوا بالضرب ساعة 7.30 ، صعب كتير لأننا بال2006 قعدنا 24 يوم الحرب يعني ظهرنا اخر عشرة يوم من الان اما اخر 7-8 يوم 2006 ما ظهرناش من الضاعة. ....."
بات الوصول إلى هذه المنطقة تحديدا هو الأصعب طيلة حرب 66 يوم فقعقعية الجسر تحاصرها الطائرات الحربية جواً والمدفعية الإسرائيلية براً لكن أحدهم قرر الصمود هنا، إنه مختار البلدة.
والمختار يقول: "أول يوم كنت هون بالمحل هون أول غارة نزلت حدنا هون تحت شوي، كان يوما مفاجئا وصعبا بالبداية، وبلشت العالم كلياتها تفل وتنزل على بيروت وتروح ونحن بقينا بالضيعة هوني عشان بقي ناس بالضيعة صامدين، بقينا صرنا نساعد الناس ونضلنا حدهم، وكانت الحرب كتير لئيمة وصعبة وهالناس اللي هم ما عندهم مقومات الصمود شو بيضلوا يسووا يعني هلأ هذا اللي بيضل يعني إذا لا فيه ملاجئ ولا فيه مطارح يأووا فيها يعني شو بيعمل بيضل بالعراء هيك مسألة صعبة تقدروا لظروفهم.
نحن بقينا طبعاً تحت الخطر تحت نتخبى تحت الشجرة نتخبى بضل حاج لحتى نقدر نقمن حاجيات الناس ونساعد الناس، بالسهل يعني ليس سهل أبداً إنك أنت تبقى وتصمد وتساعد هون الناس اللي بقيوا. ......."
الطريق من القرية إلى التهجير يحفظها كل من عاش الثالث والعشرين من أيلول. عائلات خرجت ولا تعلم إن كانت ستعود وتلتقي بأبنائها. كما الشهيد مراد الذي عثر أخوته على جثته بعد وقف إطلاق النار في بلدة الطيبة.
التفاصيل الصغيرة التي وردت في هذه الحلقة ستبقى للذاكرة وللتاريخ أن إسرائيل قصفت قعقعية الجسر وهجرت الأهالي في الثالث والعشرين من أيلول لكنهم عادوا.
التفاصيل في الفيديو المرفق