أوراق القوة

تكنولوجيا النانو ورقة من أوراق قوة واقتدار إيران

الأحد ٠٥ أكتوبر ٢٠٢٥
٠٤:٢٦ بتوقيت غرينتش
حلم جريء لأستاذ إيراني عاد من الخارج رسم مسار دخول البلاد إلى عالم تكنولوجيا النانو، ومنذ ذلك الزمن الذي لم يكن فيه اسم نانو معروفا بعد في إيران خطت البلاد بالتزام وتحدد، وتحول الحلم إلى أحد مسارات الفخر والقوة، لتصبح إيران اليوم إحدى الدول الرائدة في هذا المجال.

عالميا تحتل إيران مراتب متقدمة في مجال تقنية النانو والتقنية الدقيقة، وتعمل حاليا آلاف الشركات في هذا المجال داخل البلاد، ومنتجات النانو الإيرانية تدخل عائداً مالياً ضخما في جيبة الاقتصاد المحلي.

وعلى الرغم من القيود الدولية المفروضة عليها في مختلف جوانب البحث العلمي والتكنولوجي خلال العقود الماضية رسخت إيران مكانتها كقوة علمية وصناعية في الساحة الدولية.

تعد إيران من الدول الرائدة في مجال تكنولوجيا النانو، حيث حققت تقدماً ملحوظاً في هذا المجال على مدار العقدين الماضيين.

ووفقا للهيئة الوطنية لتطوير تقنيات النانو والمايكرو إحتلت إيران المرتبة الخامسة عالميا من حيث عدد المقالات العلمية المنشورة في مجال تكنولوجيا النانو، وذلك حسب تصنيف موقع ويب أوف ساينس.

كما أظهرت مبيعات الشركات الإيرانية الناشطة في هذا المجال زيادة كبيرة، حيث تضاعفت 50 مرة خلال السنوات الأربع الماضية.

وتظهر التقارير أن الشركات الإيرانية قد نجحت في تطوير منتجات نانوية ذات تطبيقات واسعة في مجالات مختلفة، مثل الطب والبيئة والطاقة والمواد المتقدمة، وقد ساهمت هذه التطورات في تعزيز قدرة إيران على مواجهة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية، مما جعلها واحدة من الدول المتقدمة في هذا المجال.

كما تسعى إيران إلى أن تصبح مرجعية علمية عالمية في مجال تكنولوجيا النانو بحلول عام 2033 من خلال تعزيز البحث والتطوير وتوسيع التعاون الدولي وتطوير بنية تحتية قوية لدعم الابتكار في هذا المجال.

واستضافت قناة العالم د.عماد أحمدوند أمين عام هيئة تطوير تقنيات النانو والمايكرو وحاورته بهذا المجال.. إليكم أجزاء من اللقاء.. ويمكنكم متابعة البرنامج عبر الفيديو المرفق.

العالم: ماذا تعني تكنولوجيا النانو إن أردنا أن نشرحها للمشاهدين؟

أحمدوند: كلمة نانو هي بادئة تعني واحد من مليار، عندما تضاف هذه الكلمة إلى أسماء أخرى تحمل معنى خاصا، على سبيل المثال نقول نانومتر أي واحد من مليار في المتر، إنها مقياس في حدود الذرات والجزيئات، وتعني تكنولوجيا النانو القدرة على استخدام الإمكانيات الموجودة في مقياس النانومتر، لماذا هذا مهم؟ لأنه في مقياس النانومتر تختلف خصائص المواد عن خصائصها في المقاييس الأكبر، قد تكون لمادة ما خصائص فيزيائية أو كيميائية أو حيوية معينة في المقاييس العادية التي نتعامل معها، حتى في مقياس المايكرو، ولكن عندما تصل إلى حدود أقل من نانومتر تتغير هذه الخصائص، فقد تكون مادة ما موصلة في المقاييس العادية.. ولكن في هذا المقياس قد تصبح غير موصلة، أو قد لا تكون موصلة في المقاييس العادية ولكن في هذا المقياس قد تصبح فائقة التوصيل، أو قد تمتلك خصائص حيوية مختلفة.. لذلك لدينا في حدود أقل من نانومتر بحر من الفرص العلمية والتكنولوجية في مواد مختلفة، القدرة على التعرف على هذه الفرص وفهم التغيرات في الخصائص في هذا المقياس واستخدام تلك التغيرات لتطوير منتجات جديدة يعرف بتكنولوجيا النانو، التي حظيت باهتمام أكبر في العالم خلال العقدين الماضيين، حيث تزداد القدرة على العمل في هذا المقياس بفضل المعدات التي يتم تصنيعها.

العالم: اليوم ما هي مرتبة إيران في هذا المجال؟ وهل تعتبر أن تكنولوجيا النانو اليوم تشكل ورقة قوة من أوراق قوة إيران؟

أحمدوند: دخول إيران إلى مجال تكنولوجيا النانو حدث تقريبا منذ حوالي عقدين من الزمن، ويمكن القول إنه تزامن مع الدول الرائدة في هذا المجال، منذ عام 2000 وما بعده بدات الدول الصناعية والرائدة في مجال العلوم والتكنولوجيا بالدخول بشكل جاد، ولديها برامج وطنية في هذا المجال، بالطبع قبل ذلك كانت هناك أبحاث تجري في الجامعات، ولكن بفضل القدرات المتزايدة في تصنيع المعدات أصبح التحكم في المواد في هذا المقياس يتزايد، مما أتاح فرصا أكبر في العقدين الماضيين، دخول الدول إلى هذا المجال خلال هذين العقدين كان له مسار تصاعدي، وإيران والحمد لله كانت واحدة من تلك الدول التي دخلت هذا المجال بشكل جاد تقريبا منذ عام 2000، في ذلك الوقت لم يكن لدينا مكانه خاصة في العالم ولم تكن لدينا قدرات علمية عالية وواسعة في جامعتنا، كان هناك عدد قليل جدا -ربما أقل من عشرة باحثين أكاديميين- في عام 2000 في إيران الذين كانوا يعرفون مفهوم النانو بشكل علمي وعميق وعملوا فيه، وعملوا عليه، منذ ذلك الحين تم تصميم وتنفيذ برنامج وطني، وقد مرت دورتان من عشر سنوات، ونحن الآن في بداية البرنامج الثالث لتطوير النانو في إيران، تنفيذ هذا البرنامج الوطني المنظم الذي يشمل الفضاء المدرسي إلى الجامعات والباحثين الأكاديميين ثم المبتكرين والشركات والصناعة والتصدير جعل إيران الآن واحدة من أفضل عشر دول في مجال تكنولوجيا النانو في معظم المؤشرات، ويمكن القول إنها واحدة من الدول المؤثرة في تطوير هذه التكنولوجيا.

العالم: ليست فقط دولة مؤثرة.. أنتم حققتم اليوم درجة متقدمة.. أنتم اليوم في المرحلة الرابعة أو الخامسة في هذا العلم؟

أحمدوند: المرتبة التي تشيرون إليها تتعلق بعدد مقالات النانو، وهو أحد المؤشرات التي تم التركيز عليها بشكل أكبر في العقدين الأولين.. لقد تجاوزنا فعليا هذا المؤشر، والآن التركيز أكبر على عدد الشركات والمنتجات، ومع ذلك في مجال عدد مقالات النانو تحتل إيران حاليا المرتبة السادسة عالميا، فيما يتعلق بعدد المعايير الدولية نحن في المرتبة الرابعة، المعايير التي تنشر في آي إس أو وبقيادة عدد من الدول البارزة تجعلنا في المرتبة الرابعة في هذا المجال، في مؤشرات أخرى قد تتفاوت الترتيبات بين أعلى وأدنى ولكن بشكل عام نحن من بين عشرة دول ناشطة ورائدة في هذا المجال على مستوى العالم وفقا للتقييم العام للمؤشرات.

العالم: اليوم ما هي عدد المنتجات منتجات النانو الإيرانية؟ وإلى كم دولة يتم تصديرها؟

أحمدوند:نحن في العقد الثالث من تطوير تكنولوجيا النانو نركز بشكل أكبر على المنتجات والاقتصاد وتأثير تكنولوجيا النانو على الاقتصاد ومكونات قوة البلاد، كما ذكرت لقد حدث تطور علمي جيد في البلاد، حيث يوجد لدينا حاليا أكثر من 45,000 باحث أكاديمي وعضو هيئة تدريس يعملون في مجالات النانو في جامعات مختلفة، من نتائج اعمال هؤلاء الباحثين أن لدينا الآن حوالي 400 شركة في إيران تنتج منتجات مرتبطة بتكنولوجيا النانو، عدد المنتجات التي حصلت على موافقة الهيئة المعنية والتي تتواجد في السوق يبلغ حوالي 1800 منتج حتى الآن، هناك أيضا عدد كبير من المنتجات في مراحل التطوير أو التقييم، هذه الشركات قد أدخلت منتجاتها إلى السوق في مجالات متنوعة، حيث أن تكنولوجيا النانو هي مجال متعدد التخصصات.. يمتد من مجال المياة إلى العلاج والأدوية وكذلك في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات والبلاستيك والبناء وغيرها من المجالات، هذه الـ400 شركة تعمل في جميع هذه المجالات، وقد طرحت منتجاتها في الأسواق، حجم مبيعات هذه المنتجات النووية من الشركات الإيرانية قد تضاعف تقريبا كل عام مقارنة بالعام الذي سبقه، خلال العامين الماضيين بلغ حجم المبيعات حوالي 1.6 مليار دولار، حيث كان حوالي 9% من هذا الرقم صادرات إلى دول أخرى، هذه الصادرات تظهر أن هذه المنتجات تتمتع بقدرة تنافسية من حيث الجودة والاقتصاد والسعر.

للمزيد إليكم الفيديو المرفق..

0% ...

آخرالاخبار

قتلى وجرحى باشتباكات مسلحة غرب طرابلس في ليبيا


قبائل جبل راس والعدين ومقبنة في الحديدة تُعلن النفير العام


العراق:جدل سياسي بعد إدراج حزب الله وأنصار الله على قائمة الإرهاب


تفكيك خلية ارهابية غرب العاصمة طهران


البحرية الأمريكية تؤكد انضمام مدمرة إلى قواتها في منطقة البحر الكاريبي


بقائي: العقوبات القسرية أحادية الجانب جرائم ضد الانسانية


بالفيديو ... موكب سيارات يرفع أعلام حزب الله يجوب شوارع في بغداد​


إيرواني: الإجراءات القسرية أحادية الجانب انتهاكٌ لحقوق الإنسان والحق في التنمية


الرئيس بزشكيان يغادر محافظة كهكيلويه وبوير أحمد عائدا إلى طهران


سوريا...توغل إسرائيلي جديد في ريف القنيطرة