لقمة عيش الشعب اليمني مجدداً على طاولة مجلس الأمن الدولي الذي تبنى حصار اليمن منذ مارس 2015 بقرارات مختلفة، كان من المقرر تجديدها بالأمس في جلسته الخاصة بالشأن اليمني لتجديد العقوبات الجماعية وتجديدها بشكل أوسع وأكبر، حيث صوت الجميع على تجديد العقوبات السابقة، وامتنعت روسيا والصين عن التصويت لصالح حزمة الإجراءات الخانقة التي كان المتوقع اتخاذها ضد اليمن تحت ذرائع مختلفة تمهيداً لجولة جديدة من الحرب كما يقول قادة أنصار الله.
وفي حيدث لقناة العالم قال السفير بالوزارة الخارجية اليمنية بصنعاء عبدالله صبري: "اليوم العودة إلى هذه الإجراءات المشددة يعني عودة إلى عقاب جماعي بحق الشعب اليمني، هذا العقاب الجماعي يتنافى مع كل القوانين والأعراف الدولية، وأيضاً لا يمكن أن يكون سيفا مسلطاً على رقاب اليمنيين."
على عكس ما يدعيه المبعوث الأممي إلى اليمن الذي صرح مؤخرا أنه يبذل جهودا كبيرة لتحريك في السلام والذي أشار إلى أن حلحلة الملف اليمني مرتبطة بالمشكلة الإقليمية في إشارة إلى معركة إسناد غزة ومواجهة إسرائيل.. تحرك أممي معاكس للواقع والمسؤولية الإنسانية، لكنه ليس مفاجئا، فبالأمس القريب قبضت الاجهزة الأمنية في صنعاء على أعداد كبيرة من خلايا التجسس الصهيونية التي كانت تعمل تحت غطاء الأمم المتحدة.
ولعل التحرك الأممي الأخير والانحياز الواضح لروايات الأطراف المعادية لليمن يأتي تباعا لهذه الفضيحة وتكاملاً مع دور مجلس الأمن في الحصار.
وصرح عضو المكتب السياسي لحركة أنصارالله علي الديلمي: "نقول للدول الأخرى مثل الصين وروسيا: مواقفكم كانت جيدة في اجتماع مجلس الأمن، لكنها لا ترقى إلى حماية مصالحكم ومصالح الدول وحماية الملاحة الدولية، كون هناك قرصنة من قبل الولايات المتحدة الأميركية."
مجلس الأمن لم يكتفي بفرض الحصار بالذرائع السابقة، بل ربط ذلك بعمليات اليمن البحرية المساندة لغزة، واصفاً ذلك بحماية الملاحة، ما يؤكد نية دولية مبيتة لتحرك جماعي جديد في البحر، كما تبدو المؤشرات المتعددة، ابتداءا من المناورات البحرية المشتركة بين السعودية وأميركا، وصولا إلى التحشيد الواسع للمرتزقة على الأرض، وشن الحملات الإعلامية الكبيرة مؤخرا ضد اليمن لتهييج الشارع المنهك أصلا بفعل الحصار تمهيدا لخطوات قادمة ستكشف الأحداث القريبة فحواها.
التصريحات اليمنية الرسمية استنكرت ولم تستغرب هذا القرار، بل كما يؤكد الشعب في وقفاته المسلحة والمسؤولون في صنعاء أن الاخيار في الحروب إلا خوض غمارها، وإذا لم يكن في الهدنة فرجاً فلعل فيما دونها المخرج.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..