مرضى الكلى يواجهون الموت في المستشفيات غزة

السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٥
٠٩:١٩ بتوقيت غرينتش
مرضى الكلى يواجهون الموت في المستشفيات غزة بين أنين المرضى وصفير الأجهزة المُتهالكة، تحوّلت أقسام غسيل الكلى في مستشفيات غزة إلى محطات وداعٍ لا عودة منها، مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال الأدوية والمستلزمات الأساسية لإنقاذ حياتهم.

ويُسجل العشرات من مرضى الكلى أسماءهم في قوائم الموت، لا لشيء اقترفوه بل لأن دواءهم مُنع، وأجهزتهم اختارت الصمت، والضمير العالمي لا يزال غائبًا.

إقرأ أيضاً..اليونيسيف: طفلان يُقتلان يوميا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار

ويعاني مرضى الكلى في قطاع غزة أوضاعًا صحية متدهورة للغاية، جراء نقص الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود اللازم لجلسات الغسيل، وتضرر المرافق الصحية بشكل كبير، بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية.

موت بطيء

على إحدى ماكينات غسيل الكلى، يتحدث عبد الرحمن لوز بحسرة عن حالٍ آلت إليه صحته بعد محاولات كبيرة لئلا يكون الغسيل خياره، إلا أن ملوحة الماء وانقطاع سبل التغذية وتناول المعلبات أدى إلى أن تكون حصة الأسد بالنسبة له.

ويحتاج المريض لوز إلى ثلاث جلسات غسيل أسبوعيًا، دون الغياب عن إحداهن حتى يستطيع النهوض على قدميه دون مساعدة أحد.

يقول لوز لوكالة "صفا": "تستغرق كل جلسة غسيل أربع ساعات، في الوضع الطبيعي ما قبل الحرب، لكن وضع المشافي وخروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، واقتصار غسيل الكلى لمرضى غزة والشمال على مستشفى الشفاء فقط حال دون حصولنا على الجلسات والأربع ساعات كاملة".

ويضيف "بعد مجيء مرضى الكلى من شمال القطاع وتعيين جدول لهم أصبحت ساعات وأيام غسيل الكلى لا تؤدي الغرض اللازم لها، فأصبح الغسيل حفاظًا على الحياة لا نجاة من الموت".

ويتابع "لا تنحصر معاناتنا على تقليص أيام وساعات الغسيل، بل إن العلاج الواجب أخذه من مدعمات وفيتامينات ومقويات دم لا يتوفر، الأمر الذي يصيب أجساد المرضى بالهزال والضعف العام ويضع حياة الكثير من المرضى على حافة الموت".

"لا أحد يمكن أن يتخيل معاناة مرضى الفشل الكلوي، فنقص الجلسات إلى جلستين أسبوعيًا بعدد ساعات أقل من ثلاث، يضاعف تراكم الأملاح واختلاط السموم بالدم مما يؤثر على متوسط عمر المريض".

آلام وأوجاع

ولا يبدو وجع المريض عزيز خضر مختلفًا عن سابقه، فهو الآخر يعاني أوضاعًا صحية تتفاقم باستمرار، بسبب نقص الأدوية وتقليص أيام وساعات غسيل الكلى.

يقول خضر لوكالة "صفا" والغصة تأكل روحه: "نحن هنا في قسم غسيل الكلى لا أحد يستمع لألامنا وأوجاعنا، نموت بكل لحظة دون مجيب".

ويضيف أن "نقص الدواء وتقليص عدد ساعات وأيام الغسيل أدى الى حدوث خلل عام في أجسام المرضى، وتراكم الأملاح، مما يؤثر سلبًا على حياتهم".

والأخطر من ذلك بلوغها الحد الأعلى واختلاط سمومها بالدم، مما يشكل خطرًا على حياة المريض.

ويردف خضر "المكان هنا يكتظ بالمرضى، الذين ينتظرين دورهم في الجلوس على ماكينة لا ترتقي إلى الجيدة في أدائها، لكنها السبيل الوحيد للنجاة من خطر السموم التي تغزو أجسادهم".

نقص الأدوية

الممرض في قسم غسيل الكلى رامي البنا يقول لوكالة "صفا": إن اتقطاع الكهرباء ونقص المستلزمات الطبية أدى إلى تقليص جلسات الغسيل الكلوي من ثلاث إلى جلستين أسبوعيًا، بمدة لا تتجاوز الساعتين والنصف.

ويوضح أن هذل الأمر يؤدي إلى تراكم السموم في أجساد المرضى، وارتفاع معدلات الوفيات.

ويواجه المرضى، وفقًا للبنا، صعوبات كبيرة في الوصول إلى المستشفى، بسبب شح المواصلات وارتفاع تكاليفها، فضلًا عن نقص حاد في أدوية فقر الدم مثل إبر "الإريثروبويتين"، مما تضطر الفرق الطبية إلى اللجوء إلى نقل الدم المتكرر بدلًا من العلاج الدوائي الكافي.

ويشير إلى أن هناك قرابة 750 مريض فشل كلوي في غزة، موزعين على 34 جهاز غسيل في مجمع الشفاء، ومن الصعب استيعابهم جميعًا في مستشفى واحد.

ويحذر من أن استمرار منع إدخال الأدوية ينذر بنفاد مخازن الأدوية، والمستلزمات الطبية الخاصة بمرضى الكلى.

0% ...

آخرالاخبار

إيران تطلق صاروخاً تجاوز مداه طول الخليج الفارسي


إستراتيجية ترامب للأمن القومي


المرحلة الثانية لغزة على جدول أعمال ترامب ونتنياهو يحاول التأجيل!


مجزرة في السودان.. قصف روضة أطفال يودي بحياة العشرات جنوب كردفان


منتدى الدوحة.. غزة الجريحة حاضر ثقيل في ضمير العالم


بزشكيان يعلن بدء نقل مياه الخليج الفارسي إلى أصفهان لأول مرة


إضراب وطني في تونس إحتجاجا على 'المعيشة'


خطوة لبنانية تحت الضغط والعدوان الإسرائيلي مستمر!


الحرس الثوري يعلن القبض على عناصر تابعة لزمرة خلق الارهابية


مفاوضات سوريا.. الإدارة الذاتية جاهزة ودمشق تتريث!