ما الذي يجري في جنوب اليمن هو حقيقة مشروع خطير ليس فقط على المستوى الداخلي وإنما أيضاً يتقاطع مع مشاريع إقليمية خطيرة، فالأحداث تنبئ عن تتالي لأحداث خطيرة جدا.
ميليشيا الانتقالي المدعومة من الإمارات سيطرت على محافظتي حضرموت والمهرة بشكل كامل.
تغير بطيء لكنه عميق.. موازين القوى في اليمن تنقلب من جديد لتفرض واقعاً لا يشبه ما عرفه اليمنيون طوال سنوات الصراع.. حضرموت والمهرة المحافظتان الهادئتان تاريخياً تتحولان إلى مركز التصارع الجديد.
حضرموت والمهرة من الهدوء التام إلى إعادة تأجيج الصراع بين ميليشيات مدعومة من الإمارات ضد ميليشيات مدعومة من السعودية.. موازين القوى تغيرت وانقلبت الأمور رأساً على عقب.
بل الأخطر من ذلك أن الميليشيا المدعومة من الإمارات يعني المجلس الانتقالي طرد كل الجماعات المدعومة من السعودية وسيطر بشكل كامل على هاتين المحافظتين، الغنيتين والهامتين على المستوى الاستراتيجي.
يتجدد الصراع بين أدوات السعودية والإمارات في اليمن.. لكن ساحته هذه المرة حضرموت النفطية، بعد أن فرض المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات سيطرته على المحافظة، في خطوة وصفتها صحيفة فايننشيال تايمز بأنها نكسة كبيرة للرياض.. فمن شراكة الحرب والعدوان على اليمن إلى التنازع على أرضها وثرواتها.. وحضرموت ليست ساحة نفوذ فحسب بل مرآة تعكس طبيعة مشروع تعامل مع اليمن كغنيمة تقسم.
إذاً هي نكسة كبيرة للسعودية على ما وصفته فينانشيال تايمز.. بكل الأحوال المهم في هذا الموضوع علينا أن ندقق لماذا حضرموت؟ فحضرموت ليست غنية بالنفط فحسب.. بل حضرموت أيضاً هي مهمة على المستوى الاستراتيجي، وهي جسر عبور وجسر تواصل بين الشرق والجنوب
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..