صانع الزمن الجديد

عماد مغنية... بعض من حكاية

عماد مغنية... بعض من حكاية
السبت ١٣ فبراير ٢٠١٦ - ٠٧:٤٤ بتوقيت غرينتش

يصعب إقناع أحد بأن هناك أموراً لا يمكن كتابتها، عن مشاعر راودتنا، ونحن نقرأ عماد مغنية في شهادات* من عرفوه. تأتي حكاياته كغيمة مرت فروَت. ونسأل، كمن يحوم حول سرّ: «هل كان عماد مغنية حقيقة؟».

ليس صعباً أن نؤكد، أن الحكاية ولو رويت لن تنتهي، ما دامت الحياة تعدنا، عاماً تلو آخر، بكشف المزيد عن حياة شهيد عزَّ نظيرُه. لذا، لن تكون الحكاية كاملة، لكن عساها تروي قليلاً من شوق كثيرين آمنوا به، وصدَّقوا دمه ودموعهم، وأيقنوا أنه، من دوننا جميعاً، أتقن الحب... والشهادة.
تعود الذاكرة بالحاجة أم عماد إلى العام 1962. تسرد الحادثة بتفاصيلها: سارت بهم السيارة التي تضمّ سبعة أشخاص، على طريق المصيلح، وكان عمر عماد مغنية يناهز الـ 40 يوماً. تعرّضوا لحادث، انقلبت بهم السيارة ثم احترقت، ونجوا من الموت بأعجوبة. «كلكم نجيتوا؟» سأل جدّها. ثم أجاب نفسه: «كلكم نجيتوا بحسنة هذا الطفل. هيدا الطفل بدو يطلع منه شي كتير مهم بالحياة».

هادي أحمد

سأحدّثكم كيف عاش صانع الزمن الجديد

الحديث عن الشهيد القائد عماد مغنية هو حديث عن رجل استثنائي بكلّ معنى الكلمة. وعندما أتحدث عنه، لا أفعل ذلك كمحلّل ومراقب عن بعد، بل أتحدّث عن أخ وصديق عزيز، وعن إنسان متميّز عرفته عن قرب لسنوات طويلة من العلاقة الحميمة والوثيقة والحافلة بالعطاء والتكاتف في ساحات النضال ضد العدو الصهيوني، سواء تعلّق الأمر بفلسطين، أو بكل مجرى الصراع مع العدو. (...)
عندما اختار النظام العربي طريق التسوية، وقرّر أن لا طاقة للعرب بقتال "إسرائيل"، حدث فراغ كبير في المنطقة وفي مجرى الصراع الاستراتيجي والتاريخي والوجودي مع العدو الصهيوني. لم يكن أحد يتصوّر بأن المقاومة يمكن أن تملأ فراغاً بهذا الحجم. الحاج عماد وإخوانه، ومشروع المقاومة الذي كانوا فيه، استطاعوا أن يملأوا هذا الفراغ بجدارة، لماذا؟ المسألة ليست مسألة إمكانات وتدريب وتسليح، بل مسألة القناعة والرؤية التي يملكها المشروع. الحاج عماد أدرك بأن النظام العربي عندما خرج من الصراع، سوّغ هذا الخروج باختلال موازين القوى. أما هو فكان من القلائل الذين يؤمنون بأن الصراع مع العدو ليس مرتبطاً بميزان القوة، وان الأساس فيه هو وجود حق مغتصَب ووجود غاصِب. هكذا ترجم موقفه عملياً: نحن الذين نصنع الميزان، ونعدّله ولا نخرج بسبب اختلاله.

رمضان عبد الله شلح

«زيارة» الى فلسطين

يعرف الفلسطينيون الشهيد عماد مغنية ويعرفهم. فهو ابن ثورتهم، وابن «قوات الـ17»، عندما كانت منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت. بعد خروج المنظمة من لبنان بقي مغنية على تواصل مع  ياسر عرفات، وباقي الفصائل الفلسطينية، وعمل على نقل خبرات المقاومة اللبنانية اليها، فكان حاضراً في انتفاضة الضفة عام 2000 وفي حروب غزة اللاحقة.
«يروى» أن الشهيد عماد مغنية زار غزة، بعد تحريرها، عبر أحد الأنفاق بين رفح المصرية والقطاع. ويزيد الراوون أنه التقى قادة المقاومة في القطاع، وزار مصانع الصواريخ ومرابضها، وتعرّف إلى رجال الأنفاق، وأن نائب القائد العام في «كتائب الشهيد عزالدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس»، الشهيد أحمد الجعبري، كان دليله «السياحي» في رحلته.

قاسم س. قاسم

«ويبقى سرّاً»
وثائقي قصير يُسلّط الضوء على البُعد الإعلامي في شخصية القائد عماد مغنية. يتناول جزءاً من اهتمامات الشهيد في المجال الفني، وقصصاً يرويها بعض عارفيه.


 

مقتطفات من وثائقي .

مقتطفات من وثائقي "ويبقى سرا"


 

المصدر / الاخبار

109-2