تأخر "سد النهضة".. كيف تتعامل مصر بعد تصريحات "ابي احمد"؟

تأخر
الإثنين ٢٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٤٨ بتوقيت غرينتش

في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد علي، تأخر اكتمال مشروع "سد النهضة" المزمع افتتاحه خلال العام الحالي نظرًا لتأخر الشركة المحلية "ميتيك"، في تنفيذ الإنشاءات المطلوبة منها.

العالم - تقارير

وقال رئيس الوزراء أبي أحمد علي خلال مؤتمر صحفي، إن الحكومة ألغت العقد مع "ميتيك"، التي يديرها الجيش الإثيوبي، وستعطيه إلى شركة أخرى، وذلك في تطور سريع لمواجهة تأخيرات في استكمال مشروع سد النهضة حيث أزاحت إثيوبيا شركة المعادن والهندسة "ميتيك"، من العمل بالمشروع.

يذكر أن شركة "ساليني إمبريغيلو" الإيطالية هي المقاول الرئيسي في مشروع بناء السد البالغة تكلفته أربعة مليارات دولار، فيما كانت "ميتيك" متعاقدة على القطاعات المعدنية الخاصة بالمكونات الكهروميكانيكية والهيدروليكية في المشروع.

جاء ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، السبت، أن هناك مشكلات في تصميم سد النهضة، الأمر الذي ينذر بعرقلة إتمام بناءه في الموعد المحدد.

وفد مصري يزور أديس أبابا

وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، قد أعلن أن شكري، ورئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، سيتوجهان إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الاثنين، لنقل رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء الإثيوبي ابي احمد.

ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، وجود صلة بين زيارة شكرى وكامل بتصريحات رئيس وزراء إثيوبيا أبي أحمد علي، بشأن تأخر أعمال إنشاء سد النهضة المثير للخلاف بين البلدين.

وقال أبو زيد إن "الزيارة مقررة وفقا لمسار سياسي واتصالات دبلوماسية بين البلدين، وهدفها التأكد من وجود دعم سياسي كامل للعملية التفاوضية، ونحن نسير في الطريق الصحيح، وندرك أهمية عامل الوقت وضرورة التوصل إلى اتفاق كامل وشامل حول سد النهضة فى أقرب وقت".

وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن المسار الرسمي الخاص بالدراسات المشتركة بشأن التقرير الاستهلالي الذي أعده المكتب الاستشاري، مازال يواجه تعسرا بسبب بعض الأمور الفنية التي لم تحسم بعد والخلافات حول بعض النقاط الفنية.

وأكد أن الزيارة لن تقتصر على المفاوضات بشأن ملف سد النهضة، حيث ستتضمن برامج عديدة للتعاون بين الدول الثلاث، كالصندوق الثلاثي الخاص بإقامة مشروعات تنموية تخدم المصالح التنموية لمصر وإثيوبيا والسودان، والمشروعات الثنائية بين مصر وإثيوبيا التي تحتاج إلى متابعة، فضلا عن الأوضاع الإقليمية والتطورات في منطقة القرن الأفريقي.

كيف ستتعامل مصر مع سد النهضة بعد إعلان الفشل؟

وقال وزير الري المصري السابق حسام المغازي، إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، جريئة، وتأتي في إطار حسن النوايا والمكاشفة بين إثيوبيا ودول حوض النيل، موضحا أن مصر تثمن مصارحة الحكومة الإثيوبية لشعبها والدول التي قد تتأثر من بناء السد، مشددا على ضرورة التواصل مع الجانب الإثيوبي والتعاون المشترك بين البلدين في إطار حسن النوايا من جانب مصر.

وأوضح، أن مصر لديها خبرات كبيرة فيما يخص الأمور الفنية والإنشائية حال تقدمت إثيوبيا للجانب المصري بطلب رسمي للمساعدة، مضيفا، أن مصر لديها تجارب ناجحة كبرى مثل بناء السد العالي وبناء قناطر جديدة تنتج طاقة كهربائية نظيفة.

وأوضح وزير الري السابق، أن مصر لديها خبراء من مدرسة الري المصرية في جميع التخصصات التي قد تحتاج لها إثيوبيا، مثل حركة المياه والجيولوجيا وبناء منشآت عملاقة ومتوسطة، مشيرًا إلى أن تلك الظروف قد تنتج تعاونا ثنائيا ذا طابع خاص بين البلدين قد يصل إلى ربط مصر كهربائيًا بإثيوبيا، مثلما حدث مع السودان.

ومن جانبه قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق جمال بيومي، إن مصر لا تفرح في قضايا مثل قضية فشل إدارة سد النهضة، لافتا إلى أن ما حدث كان متوقعا خاصة أن إثيوبيا كانت تتعجل في تنفيذ المشروع.

يشار الى ان تصريحات رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد، أوجدت مشاعر متضاربة بين دول حوض النيل، فمن ناحية شعر الشعب الإثيوبي بنذير شؤم حول عدم إمكانية اكتمال السد الذي عُد لسنوات طويلة من الزمن "حلما قوميا" روَّجه الإعلام الإثيوبي، ومن ناحية أخرى تنفس الشعب المصري الصعداء الذي كان يعتبر مشروع سد النهضة خطرا على الأمن القومي المصري، لخصمه جزءا من حصة مياه مصر، في الوقت الذي دخلت فيه القاهرة حالة العجز المائي الشديد.

وما بين المشاعر المتضاربة بين شعوب حوض النيل، تدور في الكواليس العديد من التحليلات والتفسيرات حول الأسباب الحقيقية لتعطل أو توقف مشروع سد النهضة، التبعات التي سيحملها هذا التطور، خاصة في ظل زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، إلى إثيوبيا، وذلك بعد تصريحات أبي أحمد حول سد النهضة.