كورونا تصفع العنصرية الغربية على وجهها

كورونا تصفع العنصرية الغربية على وجهها
السبت ١١ أبريل ٢٠٢٠ - ١٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

قبل ايام دعا باحثون فرنسيون الى استخدام مواطنين أفارقة في التجارب السريرية التي تجري لايجاد لقاح لفيروس كورونا الذي يجتاح فرنسا والعالم، انطلاقا من نظرة عنصرية مريضة لم تجد لها علاجا لدى بعض الاوروبيين، لا في التطور العلمي ولا في المستوى الدراسي ولا في الثقافة العامة.

العالم - كشكول

هذه النظرة العنصرية تعرضت لصفعة مدوية نزلت على وجوه اصحابها، وذلك عندما تبين ان علماء شباب افارقة وعرب، يعملون ليل نهار في مركز طبي فرنسي مرموق لايجاد لقاح لفيروس كورونا، لينقذ البشرية، من بينها هؤلاء العنصريون الفرنسيون، من كورونا.

يوم الخميس الماضي زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المعهد الاستشفائي الجامعي في مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا للاطلاع على نتائج عمل فريق العلماء الذي يقوده البروفيسور ديدييه راوول، لايجاد لقاح لفيروس كورونا، وتفاجأ ماكرون من أجوبة الباحثين عندما سألهم عن جنسياتهم واعمارهم، فاجابوه:" من لبنان والمغرب وتونس والجزائر والسنغال، مالي، بوركينافاسو"، ولم تتجاوز اعمارهم الثلاثين عاماً.

الفيديو الذي سجل الحوار بين ماكرون والباحثين، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مثل النار في الهشيم، بعد ان كشف فيروس كورونا عن غباء الافكار العنصرية وغباء العنصريين، بل كورونا اثبت وبالدليل القاطع ان لا فرق بين انسان وانسان في حال توفرت الامكانيات بينهم بالتساوي، وان الانسان الغربي الذي كان يظن نفسه مركز الحضارة منذ 400 عام، انزله فيروس لا يُرى بالعين المجردة من عليائه ، وبات يتلمس سبل الخلاص ممن كان يظن ، وعلى مدى قرون، انهم اقل منه شأنا.

من هؤلاء العنصريين الحمقى، ترامب ورهطه، الذين لم يكلفوا انفسهم، خلال السنوات الثلاث الماضية، عناء اخفاء عنصريتهم البغيضة، فقد اعلنوا جهارا نهارا انهم لم يسمحوا الا للجنس الابيض ان يطأ ارض امريكا، وبنوا الجدران الحديدية والاسمنتية حول امريكا، ولم تحرك كل مناشدات العقلاء في العالم خلية في عقله المتكلس، الا ان فيروس صغير ذله وذل كل غطرسته العنصرية، بعد ان فتك بالالاف من الامريكيين وتجاوز عدد المصابين النصف مليون، وسط انهيار فظيع للنظام الصحي الامريكي ، الذي رفع الراية البيضاء امام كورونا، فاذا بترامب العاجز يعطي الاوامر لوزير خارجيته البائس مايك بومبيو، لتعديل اشتراطات السفر الى امريكا وتقديم التسهيلات لهم ، وتشجيع العاملين فى المجال الصحي على القدوم الى امريكا والعمل فيها وخاصة أولئك الذين يعملون فى مجال مكافحة وباء كورونا!.