لماذا اختار الكاظمي كركوك في أول عملياته العسكرية ضد "داعش" بالعراق؟

لماذا اختار الكاظمي كركوك في أول عملياته العسكرية ضد
الخميس ٠٤ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٤ بتوقيت غرينتش

عملية "أبطال العراق" واحدة من عدة عمليات عسكرية أطلقتها الحكومات المتعاقبة للقضاء على فلول "داعش"، وتكمن أهمية تلك العملية في مكانها بكركوك وتسلم الكاظمي مهامه في البلاد.

العالم-العراق

يرى مراقبون أن إطلاق تلك العملية في هذا التوقيت وفي كركوك له أهداف سياسية أكثر منها عسكرية، العملية تأتي بعد شهور من الصراع السياسي والتظاهرات التي لم تتوقف.

قال اللواء أحمد الشريفي الخبير الاستراتيجي العراقي، إن العملية العسكرية التي أطلقتها الحكومة لمحاربة داعش في كركوك والمناطق الحدودية كانت استحقاقا لمرحلة مهمة في إطار التخطيط للعمليات الاستباقية، للتغيير في تكتيك إدارة المعركة من قبل التنظيم، خصوصا في عملية الانتشار واستخدام الغش والتموية، الأمر الذي جعل مسألة الرصد والاستهداف الجوي من قبل الجيش الوطني غير متاحة.

خطوة استباقية

وأضاف الخبير الاستراتيجي لـ"سبوتنيك"، كانت هناك حاجة إلى عملية برية لإسكات التهديد الذي أتى بشكل مباشر أو غير مباشر من جانب التنظيم وقيامه بالعديد من العمليات الإرهابية، فضلا عن أن تلك العملية جاءت متزامنة مع عمليات جرت في صلاح الدين وفي ديالى، وتلتها أيضا عملية كانت تجري في الأنبار، ولذا فإن تلك العملية في إطارها العام تأتي ضمن سلسلة عمليات، وتصنف ضمن العمليات الاستباقية.

وتابع الشريفي، اختيار كركوك في هذا التوقيت لم يأت من فراغ، بل كل الشواهد والمقدمات كانت تؤكد أنها ستكون هدفا قادما لانتشار "داعش" من جهة، وأيضا فيما يتعلق بمسارات سياسية داخلية وخارجية، لذلك نحن أمام تحديات كانت تقتضي ضرورة الانتشار والوجود الأمني، وستلي تلك العملية عمليات أخرى خلال الفترة القادمة.

رسائل الكاظمي

وتابع الجميلي، "أما الرسالة المحلية، تتمثل بأن الكاظمي الذي تصدى لأخطر الملفات وهو خطر داعش الإرهابي، قادرعلى مواجهة ملفات ضرورات التغيير وفي مقدمتها ملفات الفساد المتورطة بها جميع الكتل بدون إستثناء.

وحول تركيز العملية على كركوك قال أمين الحزب الطليعي، لأن داعش إختار هذه المنطقة التي تمثل حوضا من التضاريس الصعبة التي تحيط بها سلاسل الجبال وتتخللها الوديان والبقع غير المأهولة، و تحاذي محافظتي صلاح الدين وديالى باتجاه بعض مناطق السليمانية الجبلية في كفري وغيرها، نزولا إلى الدوز وطرق كركوك بغداد، و تكريت كركوك وتكريت ديالى، وبالتالي تمثل مخبئا مستمرا لداعش الارهابي في هذه المناطق، ومقصدا لخلاياه في المناطق الغربية والشمالية والجنوبية الغربية المفتوحة على الصحراء.

قال عبد القادر النايل المحلل السياسي العراقي، إن العملية العسكرية التي أعلنت عنها حكومة الكاظمي في محافظة كركوك لها أبعادها السياسية والاقتصادية المغلفة بالأحداث.

وأضاف المحلل السياسي لـ"سبوتنيك"، كركوك غنية بالنفط ويمكن أن تكون أفضل مكان لتصدير النفط على المستوى الإقليمي لقربها من الحدود التركية والإيرانية.

ابطال العراق

قال إسماعيل الحديدي، مستشار رئيس الجمهورية العراقية ونائب محافظ كركوك السابق، إن عملية "أبطال العراق – نصر السيادة" لها أهمية كبرى، لأنها ستقطع إمدادات الإرهابيين بين محافظات كركوك وصلاح الدين شمالي العراق.

وأكد الحديدي" أن هذه العملية عززت الثقة لدى المواطنين في قواتهم العسكرية التي بدأت بتطهير مناطقهم بإشراف القائد العام للقوات المسلحة ومشاركة كل القوات المشتركة والحشد الشعبي.

وأشار الحديدي إلى أهمية الإسناد الجوي الذي تقدمه للقوات الأمنية التي باتت تشعر بالثقة في إنهاء هذه الجماعات وعدم تكرار أخطاء الماضي.

وأوضح، أن "وجود (رئيس الوزراء العراقي مصطفى) الكاظمي شخصيا مع القوات الأمنية في كركوك كان مهمة جدا".

مبينا أن زيارته للمحافظة اقتصرت أهدافها على إطلاق العملية العسكرية ودعم القوات وليس لها أي أسباب سياسية.

ولفت الحديدي إلى أن الكاظمي كان رئيس جهاز الاستخبارات ولديه كل المعلومات عن تحركات عناصر "داعش" الإرهابي.

وأوضح الحديدي، إلى أن العمليات الجارية ليست استعراضية بل عمليات توفرت فيها كل الجوانب الفنية والمعلومات والخطط حيث سيكون هناك انتشار جديد للقوات في المناطق الوعرة التي كان يستغلها الإرهابيون بين كركوك وصلاح الدين للتواصل فيما بينهم.

وقال مستشار رئيس الجمهورية إن عملية أبطال العراق ستقطع إمدادات الإرهابيين بين هذه المحافظات وبالتالي سيكون هناك قدرة على السيطرة على هذه المناطق وإنهاء كل العمليات التي كانت تستهدف القوات العراقية هناك.