تركيا: فرنسا وراء جرائم الحرب في ليبيا

تركيا: فرنسا وراء جرائم الحرب في ليبيا
الخميس ٢٥ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

انتقدت تركيا دور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في ليبيا، وحمّلته مسؤولية جرائم الحرب في ليبيا، كما اتهمت مصر التي تهدد بالتدخل عسكريا في ليبيا، بالتبعية لباريس وأبو ظبي.

العالم _ أوروبا

وبينما ناقشت مباحثات ليبية إيطالية التدخلات الخارجية والعودة للمسار السياسي، أكدت طرابلس مجددا رفضها المبادرة المصرية.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في تصريحات أدلى بها يوم الأربعاء في أنقرة، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يقف وراء ارتكاب حفتر جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في ليبيا، داعيا لمحاسبة المسؤولين عن تلك الجرائم، حسب تعبيره.

وردا على تصريحات ماكرون التي وصف فيها دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني الليبية باللعبة الخطيرة، أعرب جاويش أوغلو عن بالغ قلقه من الوجود الفرنسي في ليبيا. وقال إن فرنسا تناقض نفسها بشأن ليبيا من خلال دعمها لحفتر من جهة، ودعم مجلس الأمن الدولي الذي هي عضو فيه لحكومة الوفاق، من جهة أخرى.

ووصف أوغلو سياسة فرنسا تجاه ليبيا بـ "النفاق والخداع"، وأكد أن الجميع يرى مدى خطورة اللعبة الفرنسية في ليبيا، مشيرا إلى أن وقوف الدول المترددة سابقا مع حكومة الوفاق، وتزايد الدعم لهذه الحكومة، أكثر ما استفز فرنسا والإمارات.

ويأتي انتقاد جاويش أوغلو العنيف لباريس في ظل توتر فرنسي تركي بشأن التطورات الأخيرة في ليبيا، وأيضا في شرق البحر الأبيض المتوسط بعد اتهام فرنسا البحرية التركية بالتحرش بإحدى سفنها، وهو ما نفته أنقرة. وفي خضم هذا التوتر، طالب وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان يوم أمس الاتحاد الأوروبي بأن يفتح سريعا نقاشا معمقا حول آفاق العلاقة المستقبلية بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، كما حث دول الاتحاد على الدفاع بحزم عن مصالحها.

كما ندد الوزير الفرنسي بتعزيز وزن تركيا في ليبيا، منتقدا الاتفاق المبرم بين أنقرة وحكومة الوفاق حول التنقيب عن الغاز بشرق المتوسط. وكان لودريان قد طالب في وقت سابق حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تتمتع فرنسا وتركيا بعضويته، بالتدخل عقب ما قالت باريس إنه تحرش تركي بسفينة تابعة لها في شرق المتوسط.

اما فيما يتعلق بتلويح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أخيرا بالتدخل عسكريا في ليبيا، وتحذيره من أن مدينة سرت وقاعدة الجفرة اللتين تسعى قوات حكومة الوفاق للسيطرة عليهما تعدان "خطا أحمر"، قال وزير الخارجية التركي إن ذلك مرده إما لقيام السيسي بدور الأداة، أو أنه يريد الوصول إلى آبار النفط في ليبيا. كما قال إن القاهرة تتصرف في ما يتعلق بليبيا بناء على توجيهات فرنسا والإمارات.

وفي السياق، قال نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي إن بلاده تسطر حاليا التاريخ في ليبيا بعدما مزقت الخرائط والمخططات التي كانت تهدف لإقصائها من شرق البحر المتوسط، حسب تعبيره. مؤكدا أن حكومة الوفاق الوطني الليبية تمكنت بموقفها الحازم وبدعم من أنقرة من إفشال المؤامرات التي كانت تحاك ضد ليبيا.

وكانت قوات حكومة الوفاق قد سيطرت أخيرا على كل الغرب الليبي، وبدأت الزحف شرقا نحو قوات اللواء خليفة حفتر.

وبدوره، أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج ووزير الخارجية الإيطالي لويدجي دي مايو يوم أمس الأربعاء أهمية العودة إلى المسار السياسي ورفض التدخلات الخارجية السلبية في ِالأزمة الليبية.

وقال وزير الخارجية الإيطالي، في تصريح صحفي لدى عودته إلى روما بعد زيارته إلى طرابلس إنه تحدث مع السراج بشأن استئناف مفاوضات الحل السياسي بناء على مرجعيات الأمم المتحدة ومقررات مؤتمر برلين. معبرا عن القلق من أن تؤدي عمليات تحرير سرت إلى مزيد من الاقتتال.

وأضاف دي مايو أنه طلب من وزير الخارجية التركي خلالها لقائهما في أنقرة مساندة حكومة الوفاق للعودة إلى المفاوضات، مؤكدا وجود فرصة لاستعادة المسار السياسي.

وذكر دي مايو أن بلاده دعت أيضا في طرابلس إلى "ضرورة تجنب تجميد الصراع الذي سيؤدي الى انقسام لا تقبل به إيطاليا". مشددا على أهمية "ألا تصبح المواجهة على خط الجبهة الجديد في سرت نقطة انطلاق لتصعيد عسكري جديد".

بالمقابل، قال دي مايو أنه تلقى تأكيدات "كبيرة" من طرابلس بأن إيطاليا تظل للعاصمة الليبية "شريكا أساسيا لا غنى ولا بديل عنه".