ضيف وحوار..

العصائب تجيب.. ما هو مستقبل تواجد القوات الأجنبية في العراق؟

الثلاثاء ١١ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٤:١٥ بتوقيت غرينتش

إستضافت هذه الحلقة من برنامج ضيف وحوار على شاشة قناة العالم الإخبارية القيادي في عصائب أهل الحق والنائب في البرلمان العراقي حسن سالم لمناقشة موضوع انسحاب القوات الأجنبية والاعتداءات ضد مواقع الحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية وايضا موضوع الانتخابات المبكرة في العراق.

العالم - خاص العالم

واليكم نص مقابلة قناة العالم مع القيادي في عصائب أهل الحق حسن سالم:

العالم: خلال الآونة الأخيرة تكررت التفجيرات الغامضة في القواعد العسكرية العراقية وتحديداً معسكرات تابعة للحشد الشعبي والقوات الأمنية العراقية، الرواية الحكومية تقول بأن هذه الانفجارات جاءت نتيجة سوء التخزين وارتفاع درجات الحرارة، انتم كيف تقيمون هذا المشهد؟

حسن سالم: بطبيعة الحال الحشد الشعبي هذه القوة الإيمانية التي كانت نتاج الفتوى المباركة لسماحة السيستاني (الله يحفظه) وبالنتيجة هذا الوجود المبارك الذي اسقط الكثير من المشاريع الأميركية – الصهيونية في العراق والتي كانت تنوي لتقسيم العراق وتمزيقه وبالتالي جعله ضعيف، بالتاكيد اليوم الحشد الشعبي صاحب القيمة العقائدية والوطنية أصبح حجر عثرة في طريق المشروع الأميركي – الصهيوني، لذلك كانت هناك الكثير من الضغوطات الأميركية على الحكومات العراقية المتعاقبة وكثيرا ما كانت تطالب بحل الحشد الشعبي او دمجه او عملية تذوبيه.. لكن هذه المحاولات بائت بالفشل بوجود قيادات وطنية بقيادة الحشد الشعبي، وبالتالي أن أميركا تمارس عدة أدوار خبيثة لغرض محو هذا الوجود المبارك اي الحشد الشعبي، فلذلك هي اليوم تلجأ إلى هذه الممارسات الخبيثة من عمليات قصف لكثير من المقرات ومواقع الحشد الشعبي ومقرات تخزين السلاح وغير ذلك، وهذا يحدث سواء في الحدود السورية – العراقية أو حدث في بغداد أو بعض المقرات، لذلك الرواية التي ترجح حدوث كل ذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة والتخزين غير الصحيح هي مبررات واهية، وإنما قضية واضحة كانت لها شواهد ووثائق من خلال قصف الكيان الصهيوني أو الأميركي لمواقع كثيرة من الحشد الشعبي في عدة مناطق.

العالم: اذا اردنا ان نتحدث عن قاعدة صقر التي تم قصفها قبل أسبوعين وايضا قاعدة سبايكر، كيف تنظرون الى هذه الرواية، ما هو الواقع؟ ماهي الثوابت التي لديكم؟

حسن سالم: قضية تخزين السلاح ودرجات الحرارة مستبعدة، لانها مرت بعدة درجات حرارة، وبالعكس الذين يشرفون على هذه المخازن هم اصحاب خبرة واصحاب دراية وبالتالي انه لا توجد ثغرات في مثل هذا الموضوع، لكن الشواهد تشير إلى أنه دائما الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية تقوم بعدة طلعات جوية، وكما تعلمون انه مع الأسف اجواء العراقية مستباحة من قبل الولايات المتحدة الأميركية وكذلك الصهيونية، عندما يكون هناك طيارين إسرائيلين في قاعدة عين الأسد او باقي القواعد لذلك كل الدلائل تشير الى أن هناك عمليات قصف ممنهجة ضد الحشد الشعبي من قبل الطيران الأميركي او الصهيوني.

العالم: ايضا نلاحظ في الآونة الأخيرة توسيع رقعة المقاومة ضد الاحتلال الأميركي بما يشمل قوافل الدعم اللوجستي للإحتلال الأميركي في جنوب ووسط العراق في محافظة المثنى والديوانية وذي قار، ماذا يعني ذلك؟

حسن سالم: بعد القرار التاريخي للبرلمان العراقي بإخراج القوات الأجنبية من العراق وخصوصا القوات الأميركية كانت هناك ردود أفعال أميركية توحي التمادي وعدم الإذعان الى هذا القرار بل الإستهجان من هذا القرار، وبالتالي اليوم مشاعر الكثير من ابناء الشعب العراقي الذي خرج بمظاهرات مليونية، رافضة لمثل هذا التواجد الذي هو بمثابة احتلال، لان البرلمان العراقي هو ممثل الشعب العراقي الذي خرج بمليونية مطالباً بجلاء هذه القوات، لكن اليوم نلاحظ هناك إصرار اميركي على البقاء، وعلى العكس من ذلك اليوم هناك انتهاك حقيقي للسيادة العراقية من خلال نصب منظومة باتريوت وأنظمة الدفاعية في السفارة الأميركية اضافة الى الأجواء المستباحة، كل هذا يمثل استخفافا بقرار البرلمان وبالسيادة العراقية وبالشعب العراقي، لذلك لا نستغرب ان الشعب العراقي صاحب الثورات والإنتفاضات لا يرضى بإحتلال أرضه وعرضه ومقدساته، لذلك هذا اليوم ما نلاحظه من توسيع رقعة عمليات المقاومة وتشكيلات جديدة للمقاومة هو رد فعل طبيعي للشعب العراقي الذي لا يرضى بالإحتلال ،لذلك ما يستهدف من دعم لوجيستي أميركي في مناطق الوسط والجنوب وآخرها في محافظة المثنى هو شيء طبيعي لتوسيع رقعة المقاومة، وبالتالي الجريمة الكبرى التي أثارت مشاعر أغلب الوطنين والمقاومين اي جريمة اغتيال الشهداء قادة النصر، الشهيد الحاج قاسم سليماني والشهيد الحاج ابومهدي المهندس (رضوان الله تعالى عليهم) والذين استشهدوا معهم، اليوم هذه ردود طبيعية لها تعبر عن روح المقاومة في العراق وتعبر عن رفض لهذه القوات الأميركية التي تعتبر قوات محتلة لأراض عراقية.

العالم: كما تفضلتم هناك فصائل عراقية تنضم الى المقاومة وتعلن عن إنشائها وأن هناك أسماء جديدة تضاف الى فصائل المقاومة، ماذا يعني ذلك برأيكم؟

حسن سالم: هذا بفضل الله سبحان الله، اليوم العالم اصبحت لديه صورة واضحة عن أمريكا وهيمنتها وغطرستها وانها تدير هذا المشروع الإرهابي تجاه شعوب المنطقة وخاصة ما يجري في سوريا واليمن وفي العراق وفي لبنان وكل الدول، إضافة الى أن ممارساتها لفرض الحصار الإقتصادي ضد الجمهورية الإسلامية وسوريا ولبنان وعمليات التخريب في العراق، كل هذا الضغط الموجود ينتج عنه بلورة عامل مقاومة اكبر و اوسع، على نطاق يجب ان يكون قبال المشروع الأميركي، وهذا يعني أنه النتيجة الطبيعية لمواجهة لهذا الإحتلال.

العالم: ماذا يعني نصب الولايات المتحدة منظومة صواريخ، حيث تعتبر سابقة للمواقع الدبلوماسية ومقرات الدبلوماسية ان تنصب منظومة عسكرية داخل سفارة، كيف جاء هذا القرار؟ هل تم التنسيق وكيف سمح له على أنه يشكل خطراً على العاصمة بغداد؟

حسن سالم: كثيراً ما تحدثنا وعلى وجه الخصوص كمحور مقاومة او كتلة الفتح او كتلة صادقون، في ان الأمريكان في استمرارية لإنتهاك للسيادة العراقية تمثل بالجريمة اغتيال شهداء قادة النصر ومن مطار مدني، إضافة الى ذلك استباحة الأجواء العراقية من قبل الطيران الأمريكي، وآخرها الذي هو انتهاك حقيقي للقوانين والأعراف الدولية والدبلوماسية أن السفارة هي عبارة عن تمشية مصالح الدولة التي تتواجد فيها، لكن نلاحظ بأن هذه السفارة تحولت الى قاعدة عسكرية تضم قوات مارينز وطائرات، واضافة الى كل ذلك نصب منظومة الدفاع الجوي، هذا هو حقيقة سابقة خطيرة وهي تمثل نهاية الإستخفاف بالسيادة العراقية، وعن ما تمثل في المناورة الأمنية الأمريكية من داخل السفارة الأمريكية بتجربة منظومة الباتريوت هو بحد ذاته عملية إستفزاز لأبناء الشعب العراقي خاصة في العاصمة وكذلك انتهاك السيادة العراقية، ومع الأسف الشديد أمام صمت الحكومة العراقية الذي هو غير مبرر، وطالما ناشدنا الخارجية العراقية والحكومة العراقية بأنهم مثل هذه التصرفات هي غير مقبولة دبلوماسياً وتمثل إنتهاكا للسيادة العراقية، لكن للاسف الشديد كانت هناك ردود أفعال خجولة بل الصمت المطبق هو غالب على كل هذه الأحداث.

العالم: عقدت الجولة الاولى من الحوار الإستراتيجي الأميركي – العراقي قبل عدة أشهر وكان مقررا ان الجولة الثانية تكون في تموز الماضي لكن يبدو ان الجولة قد أجلت الى موعد آخر، اولا هل البرلمان على علم بمحاور المحادثات العراقية – الأميركية فيما يخص بحوار الإستراتيجي وما هي أسباب تأجيل هذا الحوار؟

حسن سالم: "إتفاقية الأطر الإستراتيجية" المعقودة بين حكومة بغداد وبين الولايات المتحدة الأميركية هي إتفاقية قد انتهت وبالتالي لا يوجد لها أي مبرر، أولاً أميركا لم تف بعهودها ضمن هذه الإتفاقية، عندما تعرض العراق الى الغزو الداعشي كانت الحكومة العراقية آنذاك بحكومة السيد المالكي قد طلبت العون من الولايات المتحدة الأميركية كونها ضمن أتفاقية الاطر الإستراتيجية للدفاع عن العراق، لكن حقيقة أن الولايات المتحدة الأميركية تنصلت عن الدفاع عن العراق وبالتالي اعطت وعود هي كاذبة، لأننا في عام 2014 ونحن نطلب السلاح والدعم اللوجيستي وغير ذلك وهم يوعدون بأنهم سوف نعطيكم السلاح في عام 2020، هذا دلالة على أنه هناك عملية تسويف في هذه الاتفاقية، في حين عندما طلب العراق من الجمهورية الإسلامية كجارة لم تستغرق عملية نقل السلاح سوى 6 ساعات، وهذا هو حقيقة الموقف الأخوي والصادق تجاه أبناء الشعب العراقي.. إضافة الى ذلك ما الذي جناه الشعب العراقي من إتفاقية الاطر الإستراتيجية؟ هي إتفاقية أمنية إقتصادية، ولكن اليوم العراق يعاني عن ويلات في مسألة الخدمات وخصوصا الكهرباء، وتجد ان السبب الرئيسي في تعطيل الكهرباء هو الولايات المتحدة الأميركية وشركاتها التي لن تسمح بإصلاح تام لمنظومة الكهرباء، شركة سيمينس الألمانية التي تعهدت بإصلاح الكهرباء في العراق على أتم إستعداد، لكن أميركا لن تسمح للشركات الألمانية بإصلاح منظومة الكهرباء، كثير من المشاريع التي ترى فيها الفساد وكثير من الأمور التي تنتهك السيادة العراقية، عمليات اغتيال شهداء قادة النصر، هذا كله يمثل إنتهاك صارخ لهذه الإتفاقية ولسيادة العراق، لذلك الاتفاقية هذه هي عبارة عن إملاءات أميركية ثانية لشرعنة بقاء القوات الأميركية في العراق وبالتالي أنه التمركز وتواجد قواعدها في العراق هي شرعنة جديدة لاحتلال العراق.

العالم: هناك إنسحابات بدأت الولايات المتحدة الأمريكية والقوات الأجنبية في العراق من بعض القواعد التي كانت تتمركز فيها مثل قاعدة بسماية، برايكم ما هو الجدول الزمني لهذه الإنسحابات؟ وما هي اهداف هذه الانسحابات؟ هل هي إعادة تموضع او إنسحاب نهائي؟ أين تتمركز هذه القوات؟ وهل هناك رؤية واضحة لدى الجانب العراقي والأميركي حول هذه الإنسحابات؟

حسن سالم: في زمن حكومة السيد عادل عبدالمهدي وبعد إقرار البرلمان العراقي إخراج القوات الأميركية من الأراضي العراقية طلب من الجانب الأميركي بجدولة إنسحاب هذه القوات، لكن كانت عمليات مماطلة وتسويف، ولاتوجد أذان صاغية من الجانب الأميركي لمثل هذه الإنسحاب، ما يحدث اليوم من انسحاب بعض هذه القوات هو اجراء تكتيكي وعمليات تغيير عسكرية خاصة بهذه القواعد، ولا توحي بأنه إنسحاب جاد للقوات الأميركية وتنفيذ قرار الحكومة العراقية من العراق بإخراج القوات الأجنبية من العراق، ولو كانت هناك نية صادقة لكان الإنسحاب من القاعدة الضخمة وهي قاعدة عين الأسد ومن قاعدة الحرير في كردستان، لكن هذه الإنسحابات من هذه القواعد ما هي إلا تكتيكات عسكرية وخطط أميركية يراد منها إعادة التموضع لا اكثر.

العالم: البرلمان العراقي قد اقر انهاء الوجود الأميركي على الأراضي العراقية، كيف تتعامل الحكومة العراقية مع هذا القرار اولاً؟ وهل هناك نوايا جادة من قبل الأميركان لإنهاء هذا الوجود؟

حسن سالم: بعد إرتكاب الجريمة الغادرة جاء السيد عادل عبدالمهدي الى البرلمان بنفسه لإضفاء الشرعية لقانون إخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، والرجل كان جاد في هذا القرار وطلب من الجانب الأميركي اكثر من مرة بجدولة زمنية لإنسحاب هذه القوات، لكن كانت هناك مماطلة وتسويف، بعد انتهاء حكومة السيد عادل عبدالمهدي ومجيء السيد الكاظمي، الكتل السياسية خصوصا كتل الفتح وسائرون كان لديها شرط للموافقة على السيد الكاظمي هو تطبيق قرار اخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وقال بهذه الكلمة :"السيادة ثم السيادة ثم السيادة" لكن اليوم للاسف الشديد لم نجد هناك نية جادة من الجانب الأميركي بالإنسحاب، بالعكس هناك تمادي أكثر خاصة بنصب منظومة باتريوت للدفاع الجوي وهناك إعادة تمركز في بعض القواعد وهناك طيران مكثف في الأجواء العراقية وهناك ضرب لمواقع الحشد الشعبي والقوات الأمنية، كل هذا يدل على أن الأميركان لا توجد لديهم نية صادقة للإنسحاب.

العالم: حتى هذه الإنسحابات التي جرت من بعض القواعد في بعض المناطق العراقية هل جاءت نتيجة ضربات وجهات المقاومة والإبتعاد عن هذه المناطق التي تعتبرها خطرة ومناطق تماس؟

حسن سالم: بالتأكيد، قوات الإحتلال الأميركي في عام 2011 خرجت تحت عاملين، العامل الأول هو ضربات فصاةل المقاومة الإسلامية التي اوجعت الجانب الأميركي وتكبدت خسائر فادحة ولذلك لم تجد لديها أي مأمن في أرض العراق لذلك خرجت من أرض العراق، كذلك المفاوض العراقي الذي كان لديه إصرار لإخراج القوات الأميركية عام 2011، اليوم حقيقة السبب الرئيسي لإنتقال الأميركي ناهيك عن التكتيك العسكري هي أنها بدأت تشعر بأن مسلسل الهجمات يستهدف قواتها وهناك عدم استقرار خصوصا في مناطق الجنوب وهو يشكل السبب الرئيسي لإنسحاب هذه القوات من بعض هذه القواعد.

العالم: وتتمركز في قواعد ابعد مثل عين الأسد.

حسن سالم: نعم عين الأسد وقاعدة الحرير في كردستان.

العالم: الحكومة العراقية حددت مؤخراً موعداً للإنتخابات البرلمانية المبكرة في السادس من حزيران 2021، ما هو موقف البرلمان من هذ الموعد؟ وهل يدعو الى موعد ابكر كما دعت اليه بعض القوى السياسية؟ ومع وجود كل هذه التحديات والصعوبات هل بالفعل هناك إمكانية تنفيذ هذه الانتخابات في الموعد المحدد؟

حسن سالم: اولاً تحديد موعد من قبل رئيس الحكومة هو شيء مخالف للدستور لأن القضية مناطة بمجلس النواب العراقي، وأن البرلمان العراقي هو من يحدد موعد الإنتخابات المبكرة او الانتخابات الإعتيادية من خلال المشاورة مع مفوضية الانتخابات ومدى الاستعدادات.

العالم: لماذا البرلمان لم يرد على هذا الموعد؟

حسن سالم: هناك تصريحات كثيرة من قبل اعضاء البرلمان العراقي، وعندما تعقد الجلسات في المستقبل التي ألغيت بسبب جائحة كورونا سيعلن البرلمان عن اعتراضه لهذا الخرق الدستوري لأن رئيس الوزراء ليس من يحدد بل البرلمان سيحدد بالتشاور مع مفوضية الإنتخابات، الإنتخابات لها عقبات، اولاً هل يتوفر المال الكافي للتهيئة للإنتخابات؟ القضية الأخرى هي بأن الى الآن لم يكتمل قانون الإنتخابات، هناك تعثر وإختلاف بين الكتل السياسية في قضية الدائرة الواحدة او الدوائر المتعددة، إضافة الى ذلك هناك عقبة آخرى هي تحديث سجلات الناخبين وكذلك العد اليدوي او البايومتري، كل هذه عقبات، لكن نقول بأننا مررنا بتجربة متعثرة من خلال شكل النظام السياسي البرلماني القائم على المحاصصة الحزبية والطائفية، التي أدت الى كثير من الفساد وحرمان الشعب العراقي من فرص عمل كثيرة والخدمات، لذلك نقول اليوم لا جدوى من إنتخابات دون ان يكون هناك تعديل دستوري يحول النظام من البرلماني الى الرئاسي او شبه رئاسي، كل هذه التصريحات التي تشير الى إنتخابات مبكرة في مثل هذا الموعد تحتاج الى استعدادات حقيقية وامور لوجستية ورغبة جادة للوصول الى إنتخابات نزيهة تصل العراق الى بر الأمان عبر عملية سياسية رصينة تكون كفيلة بأبناء الشعب العراقي.

العالم: هناك كلام في قضية الإنتخابات المبكرة.. هناك جدلية وإشكالية حول كيفية حل البرلمان لنفسه، البعض يتحدث عن طلب من رئيس الوزراء لرئيس الجمهورية ثم العودة الى البرلمان وهناك إشكالية وجدلية بخصوص موقف البرلمان العراقي.

حسن سالم: اولاً الكل مرحب بقضية الإنتخابات المبكرة وتصحيح مسار العملية السياسية، لكن ان تكون ضمن الاطر الدستورية والقانونية، قضية حل البرلمان هي قضية معني بها البرلمان وحده، وان يتوافق ثلثي البرلمان على حله، لكن ان يكون هناك طلب للحكومة فهو طلب وليس فرض، والبرلمان هو المعني بحل نفسه فقط.

العالم: في ظل هذه الظروف الموجودة حاليا هل بالفعل البرلمان سيتخذ مثل هذه الخطوة؟

حسن سالم: القضية صعبة للغاية، لأن البلد اليوم غير مستقر أمنيا وصحياً بسبب جائحة كورونا، وهناك ظروف إقتصادية وأزمات كثيرة تواجهه البلد، لذلك قضية حل البرلمان في مثل هذه الظروف عملية صعبة ومعقدة، كذلك الإنتخابات تحتاج الى سنة ونصف وقد يكون أكثر ان لم تتوفر هذه المقدمات لهذه الإنتخابات، لذلك ارى حل البرلمان في هذه الظروف هو قضية صعبة جدا.

العالم: برأيكم هل يمكن تنفيذ الإنتخابات في هذا الموعد الذي تم تحديده؟

حسن سالم: لا اعتقد أن تكون هناك انتخابات في مثل هذه الفترة بسبب كل هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الشعب العراقي.