خطاب القائد.. والمراوغين الأربعة والمهرج الصهيوني

خطاب القائد.. والمراوغين الأربعة والمهرج الصهيوني
الإثنين ٢٢ فبراير ٢٠٢١ - ٠٦:٥٦ بتوقيت غرينتش

لطلما حذر قائد الثورة الاسلامية اية الله السيد علي خامنئي، المسؤولين الايرانيين، من الركون الى وعود الدول الاوروبية الثلاث، التي وقّعت على الاتفاق النووي الى جانب امريكا وروسيا والصين، ومن السقوط في حبائل خطاباتها المعسولة،  فهذه الدول لا تتحرك الا وفقا للاستراتيجية الامريكية، وتتقاسم الادوار مع امريكا، وهو ما بان واتضح بعد انسحاب امريكا من الاتفاق النووي.

العالم - كشكول

العالم كله كان شاهدا على الموقف الاوروبي المتناغم مع امريكا، بعد انسحاب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي، فهذه الدول لم تتخذ حتى خطوة صغيرة على طريق تعويض ايران على انسحاب امريكا فحسب، بل كانت تتقاسم الادوار مع الاخيرة لخنق ايران اقتصاديا، فكانت تعطي ايران من طرف اللسان حلاوة، الا انها كانت تراوغ كما يراوغ الثعلب.

اليوم وبعد رحيل ترامب، كان بعض المراقبين يتوقعون ان الاوروبيين سيتسابقون فيما بينهم لاقناع الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن للعودة الى الاتفاق النووي، الا اننا راينا تناغما حتى التماثل لهذه الدول، ليس مع خطاب بايدن فحسب بل مع خطاب ترامب المعتوه نفسه، حيث كفت عن خطابها المعسول وبدات تتحدث بلغة متغطرسة، كضرورة توسيع الاتفاق النووي ليشمل البرنامج الصاروخي الايراني ودورها الاقليمي، ورفضت تقديم اي "تنازلات" لايران، حتى تقبل بعقد اتفاق جديد يتماشى مع شروط الثرثار مايك بومبيو.

اليوم وضع قائد الثورة الاسلامية في خطابه الهام، خارطة طريق امام الحكومة الايرانية والمسؤولين الايرانيين، من اجل التعامل مع هذه الدول الاربع، امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا، على ضوء قانون "الخطوات الاستراتيجية لرفع اجراءات الحظر"، الذي اقره مجلس الشورى الاسلامي، ردا على على الخطاب الاستعلائي والمتغطرس والمتعجرف للمراوغين الاربعة، وردا على تهديدات المهرج الصهيوني نتنياهو، وذلك عندما اكد وبشكل قاطع ان ايران لن تتنازل عن مواقفها المنطقية في الموضوع النووي وستمضي قدما وإن اقتضت مصالحها ستقدم على تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة.

اما عن المهرج الصهيوني الذي لا ينفك، بمناسبة او بدونها، يكرر مقولته من انه لن يسمح لإيران في امتلاك القنبلة النووية، قال قائد الثورة ، ان ايران اذا ارادت امتلاك القنبلة النووية فلا يمنعها هذا المهرج ولا من هو اكبر منه، والذي يمنع ايران من امتلاك القنبلة النووية هو الدين الاسلامي، الذي يحرم قتل الابرياء، باسلحة الدمار الشامل.

بعد خطاب قائد الثورة الاسلامية، على المراوغين الاربعة ان يكفوا عن تقاسم الادوار، وان يتعاملوا بإحترام وإنصاف مع ايران، كما تعاملت هي عندما التزمت بالاتفاق النووي رغم خياناتهم. وعلى المهرج الصهيوني ان يكف عن سياسة استجداء اصوات المستوطنين الصهاينة، عبر اظهار نفسه المدافع عنهم ، فلا ترامب المعتوه ولا بايدن المراوغ ، ولا حركاته الاستعراضية، كتعيين مبعوث "إسرائيلي خاص للمسألة الإيرانية"، وما قيل عن "القرارات الصعبة" التي سيتخذها كيانه، ستعصمه ، في حال جن جنونه وارتكب خطا مهما كان صغيرا ضد ايران.