هل تنجح مبادرة بري في إنقاذ لبنان من خطر الانهيار؟

هل تنجح مبادرة بري في إنقاذ لبنان من خطر الانهيار؟
الإثنين ٠٧ يونيو ٢٠٢١ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

فيما ينذر مراقبون سياسيون بأن تشهد الأزمة السياسية اللبنانية مزيدا من التعقيد في ظل استمرار ازمة الفراغ الحكومي، انتقد نواب لبنانيون التأخر في تأليف الحكومة، محذرين من أن تتجه الاوضاع الى مرحلة الانهيار.

العالم-تقارير

أزمة خانقة يشهدها لبنان منذ أكثر من 10 أشهر. ففي الرابع من أب/ أغسطس عام 2020 شهد مرفأ بيروت انفجارا هائلا، اعقبته مظاهرات مناهضة للحكومة استقال على اثرها رئيس الوزراء حسن دياب من منصبه.

وكلف الرئيس اللبناني ميشال عون في البداية، مصطفى أديب، بتشكيل الحكومة، لكن رئيس الحكومة المكلف قدم اعتذاره عن تشكيل الحكومة، بسبب عدم تلبية شروطه من الكتل السياسية بعدم "تسييس" التشكيل، مؤكداً أنه مع وصول المجهود إلى مراحله الأخيرة تبين له أن "التوافق لم يعد موجوداً".

ومع اعتذار أديب عن تشكيل الحكومة، أعيد تكليف سعد الحريري رئيس تيار المستقبل بمهمة تشكيل الحكومة كما كان متوقعا، إلا أن الحريري لم يتمكن بعد من تشكيل حكومة لبنانية جديدة رغم مضي نحو ثمانية أشهر من تكليفه في اكتوبر/تشرين الأول 2020.

أسباب عدم تشكيل الحكومة اللبنانية

ما قالته الأوساط اللبنانية فإن سبب عدم تشكيل الحكومة يعود الى الانقسامات السياسية المدفوعة بالمحاصصة الحزبية في البلاد، لا سيما بين رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون.

هذا الوضع زاد من تفاقم مشاكل اللبنانيين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث نظم اللبنانيون لمرات عديدة تظاهرات احتجاجية رفضا للصراع السياسي في هذا البلد.

في غضون ذلك، دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، وسأل "هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة، نية عدم إجراء انتخابات نيابية في أيار/مايو المقبل، ثم رئاسية في تشرين الأول/أكتوبر، وربما نية إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلّة".

هذا وقال عضو "تكتّل لبنان القوي" ماريو عون (الذي يضم نواب التيار الوطني الحر) إنه مقتنع أن الحريري "لا يريد تشكيل حكومة حتى لا يعطي أي فرصة للعمل في عهد الرئيس عون"، مضيفا انه "من المبكر الحديث عن الانتخابات، لا سيما الرئاسية التي لن تبدأ معركتها قبل 6 أشهر من انتهاء الولاية الرئاسية، وإلا يكون التيار يقوم بالتضييق على الرئيس، وهذا غير منطقي".

وفيما تراجعت الآمال بنجاح الحريري في تشكيل حكومة وتعززت فرضية تقديم رئيس الوزراء المكلف اعتذراه من تأليف الحكومة، قدم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مؤخرا مبادرة لكسر الجمود السياسي في البلاد والخروج من الازمة.

وتقضي مبادرة الحريري بتشكيل حكومة من 24 وزيرا بدل الـ18 على ألا يكون فيها ثلث معطّل لأحد. وفي الواقع تعتمد المبادرة على عدم حصول اي طرف سياسي في لبنان على ثلث المقاعد المتنازع عليها بين الحريري وعون، مما ينهي فعليا الجمود في تشكيل الحكومة.

وفي هذا السياق قالت أوساط في "كتلة التنمية والتحرير" إن مبادرة بري لا تزال قائمة ضمن المهلة التي حدّدها رئيس البرلمان في محاولة لإنقاذ لبنان من الأزمات التي إذا استمرت ستطيح بالبلد.

وأكدت أن المدخل الإلزامي للإنقاذ هو تأليف حكومة وتوقيع مراسيمها من دون شروط مسبقة ووفقاً لما اقترحه بري على أساس تشكيلها من ذوي الاختصاص غير الحزبيين وبلا أثلاث معطّلة.

ويرى نواب لبنانيون ان اكثر ما يواجه لبنان ليست ضغوطا خارجية وانما هي ثأثيرات داخلية فقط، ويجب تكثيف الاتصالات وممارسة الضغط اكثر على رئيس الوزراء المكلف لتشكيل الحكومة.

وقالوا ان الكرة باتت الان في ملعب سعد الحريري ولديه فرصة لتشكيل حكومته استنادا الى مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري، داعين اياه الى ان يأخذها بعين الاعتبار ان كانت لديه نية بتشكيل الحكومة اللبنانية.

ويرجح محللون سياسيون أنه إذا لم توافق الاطراف اللبنانية على مبادرة بري، فإن أزمة تشكيل الحكومة سوف تستمر بشكل أو بآخر وأن إعفاء الحريري من مهمة التأليف أمر محتمل.