وفي كلمة ألقاها باسم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، خلال احتفال في الذكري السنوية الأولى لوفاة العلامة السيد محمد حسين فضل الله، في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الاثنين، جدد الشيخ قاسم موقف حزب الله من المحكمة الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري فأكد "انَّها مسارٌ أميركي إسرائيلي عدواني، وهي مخصصة لطمس الحقيقة وإسقاط العدالة، وهي مسيسة بإجراءاتها واتهاماتها، وقد استهدفت سوريا والضباط الأربعة ظلماً واضحاً وعدواناً موصوفا، وهي تستهدف الآن المقاومة بعد عجز إسرائيل من القضاء عليها في عدوان عام 2006".
وأكد أن أهداف هذه المحكمة "انكشفت بالكامل، وهي جزء من لعبة الاستكبار للوصاية علي لبنان، ورسم خارطة الشرق الأوسط، وإراحة الكيان الإسرائيلي"، مشدداً على أن "من سطَّر التاريخ والحاضر بمقاومته وجهاده وطرده لإسرائيل، لن تعيقه المؤامرة الأميركية الإسرائيلية المسماة (محكمة) والتي أصبحت وراءنا".
وقال: "قد اختار ممثلو الشعب هذه الحكومة برئاسة الرئيس ميقاتي، وهي ستعمل لمصلحة لبنان، ولن ينفع الاتهام الظالم والمشبوه للمقاومين الشرفاء، ولا الصراخ الذي يتغذي منه، في تغيير واقع الالتفاف حول المقاومة وتأييدها من الشرفاء من جهة، وحق الحكومة في خوض تجربتها من جهة أخرى".
وخاطب الشيخ قاسم قوى 14 آذار، قائلاً: "راجعوا سياساتكم التي أخرجتكم من السلطة بالإرادة الشعبية، ولو دامت لغيركم لما آلت إليكم ثم خسرتموها، وهل أفجعكم الخروج من السلطة إلي هذه الدرجة؟ وهل تستحق السلطة ان تحرّضوا وتوقظوا الفتنة لأجل الإمساك بها؟ وهل تعتقدون ان المسار الأميركي الإسرائيلي سينفعكم؟ راجعوا تجاربكم الفاشلة مع هذا المسار. لن يحقق التحريض الداخلي والخارجي الا ضرراً اضافياً على لبنان وعليكم بالخصوص، فاتقوا الله في البلاد والعباد، ونحن لن ننجرَّ الى ما تريدون، سنئدُ الفتنة، ونعمل لخير الناس وبناء الدولة، وستستمر المقاومة شامخة عزيزة، وعلى الله الاتكال".
وذكّر الشيخ قاسم بمواقف العلامة الراحل السيد فضل الله الداعية للوحدة الإسلامية وللتقريب بين المذاهب الإسلامية والداعمة للمقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، وترداده لمقولة الإمام الخميني قدس سره "إسرائيل غدة سرطانية يجب اقتلاعها من الجذور"، مشيراً إلى أن السيد فضل الله تعرض في العام 1985 لـ "أضخم عملية اغتيال" دبرتها المخابرات المركزية الأميركية على خلفية مواقفه هذه.
كما ذكّر بمواقف السيد فضل الله تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية وتأكيده على "أهمية دورها وتجربتها الإسلامية الرائدة، فهو معها في كل حالاتها وتحدياتها، فهي إشعاع الأمل في رفع راية الإسلام وخدمة الأمة من منطلق الحق والعدل.. وهو دعا العرب إلي أن يستجيبوا لليد الإيرانية الممدودة إليهم، فهذا خير للجميع".
واشار الى أن السيد فضل الله كان يري أن الوقوف مع إيران هو وقوف مع قضايانا ضد المشروع التخريبي الأميركي الصهيوني لأن "إيران وقفت إلى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين، ودعمت شعوب المنطقة في مواجهة الاستكبار الأميركي، وهي تحمل القضايا نفسها التي نحملها في منطقتنا".