وأكد المرزوق في مؤتمر صحافي عقدته الجمعية مساء الاثنين في مقر الجمعية في الزنج أن «الأمن لا يتحقق إلا بالشراكة وهي لا تتحقق إلا بأن يكون الشعب حقّاً مصدر السلطات وممثلاً فيها بشكل حقيقي وعادل، والتعيين ليس شراكة وإن تم اختيار محاصصة أو على أساس ما يعتقد أنه تمثيل، لأن أي شخص يكون في منصبه بتعيين فإنه يتحول للمساءلة الشخصية وليس التمثيل الشعبي».
وافادت صحيفة الوسط الثلاثاء نقلا عن المرزوق « أن البعض يستغل المنصب استغلالاً سيئاً ويكون هناك مصنع للفساد المالي والإداري»، وقال: «عايشنا مرحلة فترة صعبة عندما حاول الشعب أن يعبر عن رأيه، وهو لم يكن تقليداً للثورات العربية ولا وليد ترف ولم يتحرك جزء كبير من الشعب إلا بعد عقود من الحرمان والإقصاء والتهميش والتزييف للإرادة الشعبية ما نتج عنه هذا الخروج الشعبي العارم ليكون شريكاً في الوطن». ولفت إلى أن «الأمن الغذائي والهوية والوجود والتعليم كل ذلك كان مفقوداً وسيقول البعض إن هناك اصلاحات واطباء وغيرها وأقول إن كل ذلك شكلي لأنك خلال شهر واحد أنهيت كل شيء، إذ تم حرمان من التعليم والسفر وتم السجن والتعذيب».
واعتبر أن «ما جرى في الاشهر الثلاثة الماضية هو صورة واضحة لما يجري في عقود، لذلك فإن الحكومة المنتخبة ليست ترفاً بل هي ضرورة مُلحَّة ولا يمكن أن تستقر البحرين وأن يكون هناك تعايش من دون حكومة منتخبة تتحقق فيها الإرادة الشعبية، وأن يكون رئيس الوزراء والوزراء منبثقين من الشعب ويحاسبون من الشعب وإرادته ونحن من نقول لا عفا الله عما سلف، ونريد تحقيقاً ومحاسبة ولا يمكن الإستمرار على النهج السابق».
واعتبر المرزوق أن «ما يقوله البعض من إهانة لشعب البحرين بالكلام إننا لسنا كالمغرب ولا بريطانيا أو الاردن هو من أجل تمرير ما يريده هو وغيره، ونؤكد أن شعب البحرين ليس شعباً متخلفاً حتى لا يستحق أن يختار حكومته»، مشيراً إلى أن «هناك قلقاً من البعض ولكن من حقنا نحن أن نقلق لأننا عشنا عقوداً من التهميش وما حصل في الأشهر الماضية هو تجميع لما يجري طوال العقود، فالاعتقالات منذ اغلاق المجلس الوطني وحله».
ونوه إلى أن «السلطة التنفيذية حتى لو كانت منتخبة فلا داعي للقلق فإنها ستكون محاسبة من قبل مجلس كامل الصلاحيات إذ سيحاسب رئيس الوزراء والوزراء»، لافتاً إلى أن «الشعب يهمه مصير الجزر والأراضي... لا أحد يحلم من دون حكومة منتخبة أن تكون الثروة للشعب وتوزيع عادل للثروة وأن تعاد الأراضي إلى الشعب».
وفي رده على سؤال بشأن الحوار في سورية والبحرين، نبه المرزوق إلى أنه «غير مطلع على موضوع الحوار في سورية ولكن أي حوار جدي في بلد عربي يخرج البلد من مأزقه ويتم التوافق على ما يريده الشعب فهو مرحب به والشيء نفسه في البحرين، إذا لم يكن هناك حوار جدي يخرج بنتائج يقبل بها الشعب فإنه لن يخرجنا من المأزق السياسي».
وأكد أن «أي اتصال لم يجر بين الجمعية ووفد البرلمان الأوروبي الذي يزور البحرين ونحن مستعدون لالتقاء أي أحد ونحن نريد التقاءهم، ومن الممكن انهم حاولوا الاتصال بنا ونحن في زحمة العمل».
وبين أن «الجمعية لم تشارك في الجلسة الاجتماعية لوجود طرح مقزز لأمور لا تحترم الخصوصية المذهبية ولن نشارك في أي مكان يكرس فيه الفرقة بين المذاهب، وأي أمور يراد منها الاستفزاز يجب ابعادها عن الحوار».
وختم بالرد على سؤال على ما ينشر في بعض المواقع والصحف العربية بشأن وجود صفقة بين الجمعية والسلطة نافياً وجود «أية صفقات بيننا وبين السلطة».