وكان الحريري كشف في مقابلة تلفزيونية الليلة قبل الماضية عن حجم الغيظ الذي يختلج في صدره منذ سقوط حكومته وخروجه من السلطة، من خلال هجومه الشديد علي كل اطراف الحكومة الجديدة ورئيسها نجيب ميقاتي وحلفائه ومنهم الوزير الصفدي، متوعدا باستخدام كل الطرق لاسقاطها.
وفي حين اثر الرئيس ميقاتي السكوت على ما تفوه به الحريري في حقه واكتفى بالقول: ان لكل انسان الحق بقول ما يريد ونحن نتابع العمل من اجل لبنان. فضل الوزير الصفدي الرد عليه واصدر بيانا نشر اليوم الخميس اعرب فيه عن اسفه للكلام التحريضي الذي اطلقه الحريري، مشيرا الى ان هذا الكلام، وبغض النظر عن مخاطره الامنية عليهما، فهو تحريض للناس في طرابلس بعضهم علي بعض.
وسال الوزير الصفدي في بيانه: الا يكفي التحريض المذهبي بين السنة والشيعة، وبين السنة والعلويين، لكي يضاف اليه التحريض بين السنة انفسهم؟.
وعلقت اوساط الوزير الصفدي على سؤال طرحه الحريري في مقابلته التلفزيونية ماذا فعلنا مع محمد الصفدي فقالت: كان عليه ان يسال ماذا فعل الصفدي لنا؟ والاجابة حاضرة في جعبة الحريري اننا استقبلناه في طرابلس عام 2005 عندما كان لا يعرف كيف يمشي في شوارعها، ورفض الصفدي الاستقالة من حكومة فؤاد السنيورة الاولى، ما عرضه لمخاطر جدية. اليست تلك تضحية يستحق عليها الشكر مثلما شكر جنبلاط؟ عليه ان يكون واقعيا ويتواضع قليلا.
وعن اعتذار الحريري من اهل طرابلس (التي ينتمي اليها الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي) ومن النائبين السابقين مصطفي علوش ومصباح الاحدب من تيار المستقبل، لانه لم يتحالف معهما بدلا من ميقاتي والصفدي، ردت اوساط الصفدي بالقول: نحن من يجب علينا ان نعتذر من الطرابلسيين، لاننا قبلنا تحالفا فرض عليهم زعامات من خارج المدينة، ونائبا من خارج نسيجها هو سامر سعادة، وقبله الياس عطا الله. مؤكدة انه لو لم نتحالف معه عام 2009، وخضنا الانتخابات مع ميقاتي في وجهه، لما نجح له نائب واحد في طرابلس.