خطوات تصعيدية أمريكية لإطالة أمد الحرب المفروضة على سوريا

خطوات تصعيدية أمريكية لإطالة أمد الحرب المفروضة على سوريا
الجمعة ٠١ أبريل ٢٠٢٢ - ٠٨:٣٥ بتوقيت غرينتش

على وقع حالة تأهب قصوى في العالم والاقليم، إثر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم تغب وزارة الحرب الامريكية عن المشهد في سوريا، حيث خصّصت ميزانية ضخمة للسنة المالية 2023، لدعم مجموعات في سوريا بينها ما يُسمّى "قوات سوريا الديموقراطية" (قسد).

العالم - قضية اليوم
لم يكن هذا القرار هو الوحيد الذي اتخذته الولايات المتحدة الامريكية، ضمن مراحل التصعيد في المنطقة، فقد نقل موقع "المونيتور" الإلكتروني الأميركي، في الثامن من الشهر الجاري، عن مصادر وصفها بالمطلعة، قولها: إنه "من المتوقع أن يُصدر بايدن قراراً يقضي بإعفاء المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات قسد، والمعارضة في سورية من قانون قيصر ".
هي خطوات تصعيدية أمريكية، لا تنفصل عمّا يجري بين روسيا و اوكرانيا، ما من شأنه ان يطيل امد الحرب المفروضة على سوريا، وفتْح الباب على تداعيات عسكرية وامنية، ليس أقلّها تكريس الفكرة الانفصالية لدى قسد، وانهاء أي محاولات للحوار مع دمشق، وفرض قسد كجزء من الحراك السياسي، بالذات في جلسات لجنة مناقشة الدستور واجتماعات الاستانا، بالإضافة الى الضغط على موسكو، وهي منشغلة في حملتها العسكرية في أوكرانيا.
الزيادة في الميزانية الذي يعتبر جزء من التصعيد الأمريكي في المنطقة، جاء في توقيت يحاول من خلاله الأمريكي، توجيه ضربة حقيقية لاي جهود روسية، لرفع قسد نحو طاولة الحوار مع دمشق، ما يعني الدفع الأمريكي نحو تأزيم الموقف أكثر في شمال سوريا، ضمن ضغط واضح على موسكو ودمشق، في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وإعادة ترتيب الأوراق في تلك الجغرافيا السورية، على قواعد عسكرية جديدة واقتصادية قوية، قد تترك أثراً كبيراً على المشهد السوري بشكل خاص، وعلى المسرح السياسي الإقليمي.
إن القرارات الامريكية الأخيرة، تأتي ضمن مسار محاولات بايدن للاستثمار في قسد، كوكيل لمنع الاستقرار في سوريا، حيث تشير التطورات الأخيرة الى ان الأمريكي يسعى الى الحفاظ على الشمال السوري كساحة استنزاف للسيادة السورية، مستغلة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فقد شهدت مناطق شمال شرق سوريا، حركة امريكية واسعة، تمثل رسائل واضحة لدمشق، بعد المساعي الامريكية لإنجاح الحوار الكردي الكردي، وتكثيف الحركة الدبلوماسية الامريكية في شمال البلاد، وعقد اجتماعات وتنسيق ولقاءات مع الأطراف الكردية المختلفة، بهدف تشكيل تكتل كردي صلب تحت قيادة قسد، بقوة عسكرية واقتصادية، يؤمن لها أوراق سياسية تواجه فيها دمشق، وهذا الحراك الأمريكي المترافق مع قرار رفع قيمة الدعم المالي الامريكي لقسد عن العام السابق، تناغم مع ورشة عمل في أربيل العراقية، وعلى مدى ثلاثة أيام، نظمه المركز الأوربي للدراسات الكردية، لمناقشة ما اسموه مسودة دستور كردستان سوريا، والتركيز على استنساخ نموذج كردستان العراق على سويا، ترافق ذلك مع اعلان مظلوم عبدي عن مساعٍ أمريكية للتوصّل إلى اتفاق بين شرق الفرات وغربه بما يضغط على الحكومة السورية لتقبّل ما اسماه "الإدارة الذاتية". كما أعرب عن رغبة كردية في حل الخلاف مع تركيا بالحوار والتنصّل من تحمّل مسؤولية الخلاف بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني بإعلان أن قسد ليست طرفًا في الحرب بين الطرفين.
ان ما تحاول الولايات المتحدة تمريره من خلال حراكها، زيادة الاعتماد على قسد كضابط إيقاع في المنطقة، والاستفادة من الازمات الدولية، لزيادة الضغط على الدولة السورية، في خرق واضح للقانون الدولي، الذي يؤكد على تجريم أي عمل تسعى من خلاله أي دولة على زعزعة استقرار دولة أخرى، على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي.

حسام زيدان