رسالة السيد نصرالله للاحتلال.. فهل فهم الرسالة؟

رسالة السيد نصرالله للاحتلال.. فهل فهم الرسالة؟
الثلاثاء ٠٩ أغسطس ٢٠٢٢ - ٠٥:٢٨ بتوقيت غرينتش

أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ختام المسيرة العاشورائية المركزية في الضاحية الجنوبية لبيروت بمناسبة احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع)، وفي خطابه الهام اكد أن المقاومة اليوم أقوى من أي وقت مضى، وإن أي اعتداء على أي انسان في لبنان لن يبقى دون رد. 

العالم - كشكول

خطاب السيد نصرالله حمل العديد من الرسائل لقادة الاحتلال كافة، منها التحذير من القيام بأي عمليات اغتيال تستهدف قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية في لبنان، مؤكدا ان فلسطين هي القضية المركزية. واشار الى ان في لبنان مقاومة أثبتت أنها تقهر الجيش الذي قيل أنه لا يقهر . اما في ما يخص الملف اللبناني الداخلي فقد شغلت مسألة ترسيم الحدود حيزا هاما في كلمة السيد نصر الله حيث قال أن حزب الله ينتظر الأجوبة المتعلقة بملف ترسيم الحدود البحرية، داعيا اللبنانيين، وخاصة جمهور المقاومة الى الاستعداد لكل الاحتمالات، وشدد على عدم التسامح مع نهب ثروات البلاد، وقال إن حزب الله في هذه المعركة سيمضي حتى نهاية الطريق، وعلى العدو عدم اختباره.

كلام السيد نصرالله لا يحتمل التأويل ولا صعب الفهم فقد وجه رسالة تحذرية واضحة وصريحة للعدو بان لا تسامح مع نهب ثروات البلاد، وسبق واكد أنه على ضوء نتائج المفاوضات (الغير مباشرة مع كيان العدو حول ترسيم الحدود البحرية) نحدد كيف سنتصرف في الآونة المقبلة، مضيفًا أننا لسنا طرفًا في التفاوض ولم نكلف أحدًا للتفاوض عنا كحزب والمفاوضات مسؤولية الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية.

المعلوم للجميع ان ما أعاد الزخم إلى الملف ترسيم الحدود خاصة على المستوى الدولي هو اقتراب فصل الشتاء الذي يتأهب الاتحاد الأوروبي لاستقباله على وقع سيناريوات مخيفة بعدَ تقليص روسيا ضخ الغاز إلى أوروبا. ما جعل الملف من أولويات الإدارة الأميركية التي تضغط للتوقيع، إلى حدّ التدخل لدى جهات إسرائيلية ومنع استخدامه في البازار الانتخابي. كما أشارت مصادر مطلعة نقلاً عن دبلوماسيين غربيين قالوا إن الرئيس الأميركي جو بايدن أثار هذه النقطة مع القيادات الإسرائيلية، ومن بينها زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.

ومع عودة الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين إلى تل أبيب تكون الكرة هذه المرة في ملعب الاحتلال لكنه عليها ادراك ان لكل ضربة خاطئة حساب فلا مجال للتهاون ولا تفريط في اي من ثروات البلاد. كما ان تحذير الامين العام لحزب الله لواشنطن من ضيق الوقت حول قضية ترسيم الحدود البحرية، المقصود منها ألا تمارس نفس الاساليب المعروفة وتتلاعب بالوقت وبالتعديلات وبالمفاوضات.

البعض لامس تحولا كبيرا في الموقف والخطاب الاسرائيلي، ما يؤكد ان ما بناه الاحتلال الاسرائيلي على فرضيات حين غامر باستخراج الغاز، ثبتت انها كانت خاطئة، ليتحول الى خطاب ايجابي لاغلبية المسؤولين الاسرائيليين، وهو ما يعني ان كيان الاحتلال رضخ لتهديدات السيد نصرالله. خاصة ان الوسيط الامريكي هوكشتاين سمع موقفاً موحداً من لبنان قادة ومقاومة وشعبا وهي مواقف ثابته وهو بالتاكيد ما نقله للجانب الاخر. فهل سيعود إلى بيروت حاملاً اتفاقاً خطياً ينتظر التوقيع، أم أن كيان الاحتلال سينصرف إلى اللعب في الوقت الضائع على حافة المواجهة المؤجلة التي أكدت المقاومة استعدادها لها؟.

ن.ق