لماذا بخل ماكرون وشولتس بدمعة واحدة على ضحايا أسلحتهما من الإيرانيين؟

لماذا بخل ماكرون وشولتس بدمعة واحدة على ضحايا أسلحتهما من الإيرانيين؟
الإثنين ١٤ نوفمبر ٢٠٢٢ - ٠٥:٠٢ بتوقيت غرينتش

يقود المستشار الالماني أولاف شولتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حملة شعواء ضد ايران داخل الاتحاد الاوروبي، بذريعة "الدفاع عن حقوق الانسان". ومن المقرر ان يلتقي اليوم الاثنين في بروكسل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من العقوبات على ايران.

العالم كشكول

التحالف الالماني الفرنسي ضد ايران، ليس جديدا، فآثار هذا التحالف المشؤوم محفورة في ذاكرة واجساد الشعب الايراني، لم ولن تمحى بدا، بعد الفظاعات التي ارتكبها الطاغية صدام خلال الحرب المفروضة على ايران والتي استمرت ثماني سنوات، بالاسلحة التي زودته بها المانيا وفرنسا طوال الحرب، فتسببت بتدمير حياة مئات الالاف من الايرانيين، وجلهم من المدنيين وخاصة الاطفال والنساء، ولم يرتد طرف المسؤولين الفرنسيين والالمان، وهم يرون اجساد المواطنين الايرانيين وقد مزقتها قنابلهم وصواريخهم وطائراتهم.

اكثر من 6 الاف طن من القنابل الكيميائية، التي زودت بها المانيا الطاغية صدام، سقطت على مدن وقرى مأهولة ، وازهقت ارواح الاطفال والنساء والشيوخ، وتناقلت وسائل الاعلام الايرانية، تلك الجرائم الوحشية، الا ان المانيا لم تذرف دمعة واحدة على ضحايا اسلحتها، حتى اضطرت ايران الى ارسال العشرات من المدنيين المصابين بالاسلحة الكيميائية الى المانيا بهدف التاثير على الراي العام الالماني، ليضغط على حكومته لمنعها من تزويد طاغية العراق بهذه الاسلحة المحرمة دوليا، بعد ان يأست من وجود ذرة ضمير في المسؤولين الالمان.

نفس الشيء ينطبق على فرنسا، التي كانت تعلم جيدا ان ايران تدافع عن نفسها امام العدوان الصدامي، الا انها منحت الطاغية صدام نحو 7 مليارت و500 مليون دولار خلال الحرب، وزودته بأحدث الاسلحة ، ومنها طائرات من طراز "سوبر اتندارد" وصواريخ ليزرية، وكانت تعلم جيدا ان الطاغية سيستخدمها ضد السكان والمدن الايرانية، وهو ما حصل ، فقد حولت مناطق سكنية بأكملها الى ركام، وتهدمت بيوت المواطنين الايرانيين على رؤوسهم، دون ان تحرك تلك المشاهد الفظيعة شعرة في الجسد المنافق للمسؤولين الفرنسيين، الذين كانوا يحرضون الطاغية على المزيد من القتل دون رحمة لاسقاط الجمهورية الاسلامية الفتية.

اليوم، ومن سخرية القدر، ان يخرج علينا ماكرون وشولتس، وهما يذرفان دموع التماسيح على المواطنين الايرانيين بذريعة تعرضه لـ"قمع السلطات"، ويطلبان بفرض عقوبات على ايران، ويحاولان من خلال هذا النفاق الفاضح ان يقنعا الايرانيين انهما يتعاطفان معهم، بينما مازال الايرانيون يعانون حتى اليوم من آثار الاسلحة الكيميائية الالمانية وصواريخ فرنسا، التي مازالت تحرمهم من العيش كباقي لناس، فكل معاق ايراني، يعتبر دليلا حيا ودامغا على نفاق الغرب "المتحضر" وعلى راسه المانيا وفرنسا، اللتان بخلتا بدمعة واحدة عليهم، بينما اليوم تذرفان دموع النفاق الوقح على البعض .