"هذا أبوي!"... ممرّض فلسطيني يتفاجأ أن من حاولوا إنعاشه هو والده +فيديو

الخميس ٢٣ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

قال الممرض أحمد أسود، زميل الممرض إلياس أشقر، عبر منشور في "فيسبوك"، سرد فيه لحظات معرفة إلياس بأن والده هو الشهيد الذي يحاول إنعاشه، إنه تمّ استدعاؤهما عبر "نداء الطوارئ ’code blue’ إلى قسم الطوارئ" في مشفى النجاح في نابلس.

العالم - فلسطين

"هذا أبوي... هذا أبوي"، كانت هذه العبارة الصادمة، هي أوّل ما قاله الممرّض إلياس أشقر، حينما اكتشف أن الشخص الذي كان يحاول إنعاشه، في محاولة للإبقاء على حياته، هو والده، الشهيد المسن عبد الهادي عبد العزيز أشقر، ذو الواحد والستين عاما.

واستشهد 11 فلسطينيا، وأصيب أكثر من 100 آخرين بجروح، بينهم 7 بحالة خطيرة، إثر استهدافهم برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، إثر عدوان نفذته على نابلس، الأربعاء. كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين الاحتلال والشبان الفلسطينيين.

والشهداء هم: المسن عدنان سبع بعارة (72 عاما)، ومحمد خالد عنبوسي (25 عاما)، وتامر نمر ميناوي (33 عاما)، ومصعب منير عويص (26 عاما)، وحسام بسام اسليم (24 عاما)، ومحمد عبد الفتاح عبد الغني "الجنيدي" (23 عاما)، ووليد رياض دخيل (23 عاما)، المسن عبد الهادي عبد العزيز أشقر (61 عاما)، ومحمد فريد شعبان (16 عاما)، وجاسر جميل قنعير (23 عاما)، وعنان شوكت عناب (66 عامًا).

وقال الممرض أحمد أسود، زميل الممرض إلياس أشقر، عبر منشور في "فيسبوك"، سرد فيه لحظات معرفة إلياس بأن والده هو الشهيد الذي يحاول إنعاشه، إنه تمّ استدعاؤهما عبر "نداء الطوارئ ’code blue’ إلى قسم الطوارئ" في مشفى "النجاح" في نابلس، "لإنعاش من وصل من الإصابات (المصابين)".

وأضاف أسود: "وجدنا إصابتين قد توقف القلب لديهما. بدأنا بإنعاش المصابين دون أن نلتفت إلى وجوههم، واستدعينا جراح القلب، وقام بفتح صدر المصاب، وحاولنا بكل جهدنا إنعاشه".

وأكّد أن زميله في العمل، الممرض إلياس، "كان من بين الطاقم المشارك في إنعاش ذلك المصاب".

وتابع أسود: "توقّف الجرَّاح وأعلن عن وفاته"، مشيرا إلى أن "إلياس التفتَ لوجه المصاب (الشهيد) وصاح بأعلى صوته، وسط الطوارئ: ’هاد أبوي’ (هذا والدي)!".

وأضاف أسود: "هوية المصاب للصدفة في جيبي. أشهرت الهوية في وجه إلياس و سألته: ’هاد أبوك؟’"، ليجيبه إلياس، بالقول: "صحيح هاد أبوي".

وختم أسود منشوره، بالقول: "صمتٌ رهيب في (قسم) الطوارئ، لا نعلم ماذا نقول، أو نتصرّف... تقبّله الله شهيدا".

وكان الأهالي في نابلس، قد تدفّقوا إلى محيط مشفى "رفيديا" الحكوميّ، في انتظار أنباء عن أبنائهم وأهاليهم من الجرحى الذين يتلقون العلاج فيه.