مخاوف تتغلغل..

تصاعد رفض جنود الصهاينة الخدمة العسكرية يربك عمود كيان الإحتلال

تصاعد رفض جنود الصهاينة الخدمة العسكرية يربك عمود كيان الإحتلال
الأحد ١٢ مارس ٢٠٢٣ - ٠٦:٥٩ بتوقيت غرينتش

خلال الأيام الأخيرة، أعلن ضباط وجنود في المخابرات العسكرية وطيارون احتياط،رفضهم الخدمة العسكرية، على خلفية عزم نتنياهو تمرير خطة لإصلاح القضاء تصفها المعارضة بالإنقلاب القضائي.

العالم - الإحتلال

ويعبر هذا الإعلان عن أزمة سياسية ودستورية ويعكس تعمق الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي.

ومع دخول المظاهرات شهرها الرابع احتجاجا على تقليص صلاحيات القضاء لصالح السلطة التنفيذية، تُبدي المؤسسة العسكرية خشيتها من اتساع ظاهرة رفض الخدمة ضمن قوات الاحتياط.

وبدت هذه المخاوف واضحة في تحذير رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، من مغبة انخراط الجيش وسلاح الجو في الصراعات السياسية وذلك في ظل المشاركة الواسعة لضباط وجنود الاحتياط في حركة المظاهرات.

وترى هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي في إقدام الطيارين وضباط في الجيش وبوحدات الاستخبارات على المشاركة في المظاهرات؛ بوادر ومؤشرات لأزمة في صفوف قوات الاحتياط والمؤسسة الأمنية عامة، وخصوصا في سلاح الجو وأيضا ضباط سابقون في المفوضية العامة للشرطة.

ويعتقد ضابط الاحتياط في الجيش الإسرائيلي عاموس جلعاد، الذي شغل سابقا منصب رئيس الدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، أن الحالة التي تعصف بــ[إسرائيل] مقلقة للغاية. وأن "تغلغل الاحتجاجات بالمؤسستين الأمنية والعسكرية من شأنها أن تتوسع وتتدحرج ككرة الثلج لينضم المزيد من الجنود وضباط الاحتياط إلى رفض الخدمة العسكرية".

وأوضح جلعاد أن ما يسمى الإصلاح القضائي الذي تقوده حكومة نتنياهو، ما هو إلا "انقلاب" إذ إن الاستمرار في التشريعات قد يوسع رفض الاستدعاء لخدمة الاحتياط لتتحول لظاهرة، مشيرا إلى أن ذلك يعكس عمق الأزمة السياسية والشرخ في المجتمع الإسرائيلي الذي أخذت تداعياته تصل إلى صفوف الجيش والمؤسسة الأمنية.

أما يهودا شاؤول، عضو حركة "يكسرون الصمت"، وهي منظمة مناهضة للاحتلال وتوثق انتهاكات جنود الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، فيعتقد أن رفض الخدمة العسكرية في صفوف قوات الاحتياط على خلفية الاحتجاجات ضد إضعاف الجهاز القضائي وسحب صلاحيات المحكمة العليا، يضاف إلى أسباب أخرى لرفض الخدمة العسكرية ومنها "مناهضة الاحتلال".

لكن شاؤول، أوضح أن رفض الخدمة العسكرية ووقف أعمال وإجراءات التطوع ضمن قوات الاحتياط سواء في الجيش أو سلاح الجو أو الاستخبارات، هو حالة غير مسبوقة في [إسرائيل].

ويخشى من تتغلغل الاحتجاجات في المؤسسة العسكرية إذا واصلت حكومة نتنياهو خطة التشريعات وأحدثت انقلابا على الجهاز القضائي والمحكمة العليا، وهو ما تسعى قيادة هيئة الأركان لتداركه.

ويعتقد شاؤول أن رفض خدمة الاحتياط قد يتوسع لأسباب متعددة، فإلى جانب الأزمة السياسية، يضاف إلى ذلك الرفض لدوافع "ضميرية" ومناهضة الاحتلال وانتهاكات جنود الجيش بحق الفلسطينيين، وأيضا تراكم الأعباء على قوات وكتائب الاحتياط بظل التصعيد الأمني بالضفة الغربية والقدس وعلى طول حدود الرابع من يونيو/حزيران.

ولا يستبعد شاؤول أن تدفع هذه الأسباب مجتمعة جنود الاحتياط وخاصة أصحاب الرتب الصغيرة إلى التهرب من الخدمة العسكرية، وهي ظاهرة باتت تسمى "الرفض الرمادي".

ورغم تكرر إعلان ضباط وجنود احتياط رفض أوامر الاستدعاء لقوات الاحتياط مع تصاعد التوتر الأمني، من المتوقع استدعاء أكثر من 60 كتيبة في قيادة المنطقة الوسطى بالجيش والدفع بها للضفة الغربية والقدس خلال رمضان، وفق رون بن يشاي محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وموقع "واي نت".

وأوضح المحلل العسكري أن التهرب من التجنيد النظامي أو الاحتياطي سيضر على الفور بقدرة الجيش الإسرائيلي في "الدفاع عن البلاد". لكن "الرفض الرمادي" سينعكس من خلال انخفاض التجنيد بالوحدات القتالية وعدم الاستجابة لأوامر الاستدعاء لتدريب قوات الاحتياط و"هذا خطير" وفق يشاي.