في الثاني من حزيران تسير دورية اسرائيلية في شرق جباليا.. تبدو الارض صامتة، لكن الصمت ليس حيادا هنا. فجأة تنفجر قذيفة ثم اخرى، ويُفتح باب الجحيم.
وفي الشجاعية تتقدم قوة اسرائيلية تجرها اقدامها نحو كمين كان ينتظر منذ زمن.. لا مجال هنا للاشتباك العابر، كل رصاصة تقف على كتف خطة وكل حجر يحفظ ذاكرة معركة قادمة.
لكن الاكثر ايلاما وقع في اول ايام عيد الاضحى المبارك. المكان خان يونس، مبنى يبدو عاديا يخفي في داخله موتا صامتا.. تدخل وحدة "ويهلم" ولا تخرج؛ 8 جنود وربما أكثر تحت الركام، إنهيار في الحجاره وإنهيار في الحسابات.
تكتيكيا استخدمت المقاومة تكتيك الارض كسلاح بتحويل مبنى الى فخ مميت، العملية تطلبت صبرا وقدرة فائقة على التمويه الهندسي لتجنب كشف المتفجرات.
شاهد أيضا.. المعارضة الاسرائيلية تقرر طرح قانون لحل الكنيست للتخلص من نتنياهو
اما استخباراتيا، فكان النجاح في استدراج وحدة نخبة اسرائيلية متخصصة، ما يشير الى فهم عميق لنمط عمل الجيش الاسرائيلي واجراءاته العملية، أما على المستوى الاستراتيجي فقد اجبرت هذه العملية جيش الاحتلال على اعادة تقييم شاملة لأساليب القتال في المناطق المبنية واثبتت ان المقاومة لا تزال قادرة على توجيه ضربات استراتيجية مؤلمة للغاية رغم مرور اكثر من 20 شهرا على العدوان، فهي ليست مجرد معارك، بل هي رسائل مكتوبة بلغة لا يجيدها الا من يعيش تحت السماء المفتوحة، ومن يحول ازقة غزة الى خرائط نار.