يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم التاسع عشر بعد الـ700، مخلفًا عشرات الشهداء والجرحى وسط تصاعد القصف الجوي والمدفعي.
ففي مدينة غزة، ارتكبت طائرات الاحتلال مجزرة جديدة استهدفت عائلات أثناء نزوحها، كما طالت الغارات المقر الرئيس لجمعية الإغاثة الطبية في حي تل الهوا، في وقتٍ أكدت فيه مصادر فلسطينية أن مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شمال شرقي المدينة تعرضت للقصف.
صور الأقمار الصناعية أظهرت تطويق قوات الاحتلال للمدينة من عدة اتجاهات، بالتزامن مع عمليات قصف ونسف متواصلة على مدار الساعة. ورغم شدة الهجمات، أكد مكتب الإعلام الحكومي في غزة أنّ نحو 900 ألف شخص ما زالوا صامدين داخل المدينة.
في المقابل، تتواصل موجات النزوح من غزة ومناطق أخرى في القطاع باتجاه منطقة المواصي الساحلية، حيث تفترش مئات العائلات الأرض في ظروف قاسية يعصف بها الجوع ونقص المأوى.
الأزمة لا تقف عند حدود النزوح، إذ تواجه مستشفيات غزة انهيارًا وشيكًا بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما يهدد حياة مئات المرضى. وقد بدأت بعض الخدمات الطبية في مستشفى الشفاء – الأكبر في القطاع – بالتوقف، وسط تحذيرات وزارة الصحة من 'موت جماعي' خلال ساعات إن لم يتم تدارك الموقف.
على الصعيد الدولي، قال مارتن غريفيث، منسق الأمم المتحدة السابق للشؤون الإنسانية، إنه لم يشهد في مسيرته أزمة أسوأ من الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، داعيًا الدول الداعمة لفلسطين إلى التحرك الفوري. كما وصفت منظمة أوكسفام الوضع في غزة بأنه 'كارثي'، بينما حذّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من فقدان المزيد من الأرواح مع استمرار إغلاق المرافق الصحية وتفاقم المعاناة.