وفي اجتماع كتلة حزب "الصهيونية الدينية"، أشار رئيس الحزب، الوزير بتسلئيل سموتريتش، إلى تصريحه المهين بحق السعودية قائلا: "حسناً، كان لدي تصريح غير موفق، ويا للأسف لقد أهنّا السعوديين. أين المشكلة يا ترى؟ أين كنتم عندما كان السعوديون، لمدة عامين، يتهمون جنود الجيش الإسرائيلي بالإبادة الجماعية والتجويع؟ عندما كانوا يدعمون الإجراءات ضد إسرائيل في المحاكم الدولية وأوامر الاعتقال ضد رئيس الوزراء ووزير الدفاع؟" وفق قوله.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي، مذكرات اعتقال بحق كل من رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب "الإسرائيلي" السابق يوآف غالانت (2022–2024) بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة.
وادعی سموتريتش: "هذا مهين ألف مرة أكثر من تصريح غير مخطط له وغير موفق لوزير مالية في إسرائيل. قال السعوديون عنا أشياء أكثر إهانة بكثير. كانوا شركاء في تصريحات معادية للسامية ولم يطالبهم أحد بالاعتذار. إنهم يطالبون بتمزيق دولة إسرائيل إلى نصفين ويريدون إقامة دولة إرهاب لدينا. لكن لا بأس. مسموح لهم بذلك"، على حد وصفه.
وكان الوزير المتطرف الصهيوني قد أثار غضبا واسعا في تصريح له جاء فيه: "إذا قالت لنا السعودية: تطبيع مقابل دولة فلسطينية، أيها الأصدقاء، لا شكرا. استمروا في ركوب الجمال في الصحراء السعودية".
وكان سموتريتش قد اعتذر بعد وقت قليل جدا من هذا التصريح، وقال عبر حسابه على منصة "إكس": "لم يكن تصريحي بشأن السعودية موفقا بالتأكيد وأنا آسف للإهانة التي سببتها"، مضيفا: "ومع ذلك، وفي الوقت نفسه، أتوقع من السعوديين ألا يضرونا وألا ينكروا تراث وتقاليد وحقوق الشعب اليهودي في وطنه التاريخي في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وأن يقيموا السلام الحقيقي معنا" حسب زعمه.
وفي أكثر من مناسبة، أدانت السعودية الجرائم التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزة خلال عامين، وقالت إنها ترقى إلى "جرائم إبادة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة".
كاتب سعودي: البعير نفسه في المنطقة سبق وجود الاسرائيلييين بملايين السنين
وفي مقال بعنوان "رسالة إلى سموتريتش: السعودية دولة تملك التاريخ والجغرافيا" نشرته "جريدة الرياض"، كتب علي الخشيبان ردا على سموتريتش: "يبدو أن القيادات المتطرفة في الكيان الإسرائيلي بدأت فعليا تفقد قدرتها على التوازن عند الحديث عن المملكة العربية السعودية، وهي واحدة من أهم دول العالم وليس الشرق الأوسط".
وأشار الخشيبان إلى أن "إسرائيل التي احتلت أرضا لا تملكها قبل ثمانية عقود، يحاول مسؤولوها المتطرفون اليوم التحدث عن أنفسهم وكأنهم أصحاب أرض وأصحاب تاريخ ويقودون المنطقة نحو التغير والتحول، بينما البعير نفسه في المنطقة سبق وجودهم بملايين السنين"، موضحا أن "معادلة الانتقاص من التاريخ هي معادلة لا يستخدمها سوى من لا يملك أي مقومات تاريخية تؤهله ان يكون جزءا من هذه المنطقة...".
ووفقا للكاتب والمحلل السياسي السعودي، "إسرائيل المحتلة تعرف هي كيف وجدت في المنطقة وسموتريتش نفسه يدرك في داخله كيف تم فرض إسرائيل على الجغرافيا وعلى التاريخ فرضا، والكثير من اليهود يدركون حقيقة هذا الكيان الذي تتعامل معه المنطقة بواقعية تامة، فالجميع في العالم وليس الشرق الأوسط يدركون ان إسرائيل فرضت فرضا من القوى الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، وكان ولا يزال يراد لها ان تجرد الأرض من سكانها من اجل فكرة يهودية غير قابلة للحياة تقوم على احتلال أرض في منطقة لا تشبه اليهود ولا تشبه إسرائيل بأي شكل من الأشكال فحتى السحنة وصور الوجوه تعكس غربة هذا الكيان فوق أرض ليست من حقه".
وارتكب كيان الاحتلال الصهيوني جرائم مروعة خلال حرب الإبادة التي بدأتها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بدعم أمريكي مطلق واستمرت لمدة عامين.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أمس الاثنين في التقرير الإحصائي اليومي، أنه منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، استشهد 93 مواطنا، وأصيب 337 آخرين، فيما انتشلت جثامين 472 شهيدا. وذكرت أنه تم التعرف حتى الان على هوية 72 شهيدا من أصل 195 جثمان تسلمتهم الصحة من جيش الاحتلال عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مقابل جثامين الأسرى الإسرائيليين.
وقالت إن حصيلة ضحايا الإبادة الإسرائيلية ارتفعت منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 68,527 شهيدًا 170,395 إصابة.
وجددت الصحة التأكيد على وجود عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. كما أهابت الصحة بذوي الشهداء والمفقودين بضرورة استكمال بياناتهم، لاستيفاء جميع البيانات ضمن سجلات وزارة الصحة.