غارديان: الربيع العربي صحوة اسلامية انتصر فيها الاسلاميون

غارديان: الربيع العربي صحوة اسلامية انتصر فيها الاسلاميون
الإثنين ٠٥ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٣:٥٩ بتوقيت غرينتش

اعترفت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية بان ما شهده العالم العربي هو صحوة اسلامية، وحذرت الغرب من هيمنة "الاسلام السياسي" على العالم العربي.

ونقلا عن موقع نهرين نت الاحد، قالت الصحيفة البريطانية في سياق تقرير أوردته على موقعها على شبكة الإنترنت?: "أن صعود نجم الجماعات والأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية في عدد من الدول العربية مؤخرا إنما يعكس هيمنة الإسلام السياسي على العالم الجديد الذي شكلته ثورات الربيع العربي".

وذكرت الصحيفة بإن الإسلام السياسي قد يمثل التركة الأكثر بقاء من بين تركات الربيع العربي مشيرة إلى أن نجاح أحزاب وجماعات الإسلام السياسي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كان أمرا متوقعا.

وأوضحت أنه على الرغم من تزايد المخاوف لدى الغرب من سيطرة الإسلاميين على مستقبل الشرق الأوسط إلا إن هذه السيطرة لا تعني بالضرورة تعرض السياسات الديمقراطية والليبرالية المتحررة إلى التهميش في هذه المنطقة.

وعددت الـ "غارديان" تجارب نجاح جماعات وأحزاب الإسلام السياسي في العالم العربي وبدأت من مصر التي حققت فيها جماعة الإخوان المسلمين الفوز في المرحلة الأولى من الإنتخابات البرلمانية ، حيث قالت أن نجاح الجماعة التي لطالما منعت من ممارسة السياسي في حصد النسبة الأكبر من مقاعد البرلمان المصري يعد إحدى العلامات السياسية البارزة التي خلفها ميدان التحرير ، أيقونة الثورات العربية.

وأشارت إلى إن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تعيش فيها التيارات الإسلامية أجواء غير مسبوقة من النصر السياسي فقد أسفرت الانتخابات في تونس "نقطة انطلاق الثورات العربية"، عن فوز حزب النهضة الإسلامي المعتدل كما قام المواطنون في المغرب بانتخاب رئيس الوزراء عبد الإله بنكيران المنتمي للاسلام السياسي.

وقالت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية إن نجاح جماعات وأحزاب الإسلام السياسي في دول الربيع العربي لم يكن أمرا مفاجئا على الإطلاق.

وأكدت أن النتائج التي أسفرت عنها الإنتخابات في كل من مصر و تونس مؤخرا هي ذاتها النتائج التي كانت ستسفر عنها أية انتخابات حرة إن كانت عقدت في البلدين خلال العقدين الأخيرين وهي إذ تعكس مستوى التنظيم بالنسبة لجماعتي النهضة والإخوان المسلمين فإنها تعكس أيضا الحراك الثقافي والإقتصادي والإجتماعي في البلدين.

وتساءلت الصحيفة عما يعنيه نجاح قوى الإسلام السياسي في حصد أصوات الناخبين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومدى أحقية الغرب بالشعور بالقلق إزاء هذا النجاح.

واستعانت الصحيفة بتقرير صدر في وقت مبكر من العام الجاري حول تداعيات الربيع العربي على السياسة الخارجية لبريطانيا للاجابة على هذه التساؤلات ، إذ أوضح التقرير أن مصطلح "الإسلام السياسي" عادة ما يستخدم لوصف اتجاهين شديدي الإختلاف عن بعضهما البعض ، الأول يتناول مجتمعا إسلاميا يعتمد على القيم الصحيحة للدين الإسلامي وبالتالي فهو مجتمع لا يتسم بالعنف ويسمح بقدر أكبر من التحرر وفقا لتعاليم الإسلام وعادات المجتمعات الإسلامية.

أما الإتجاه الثاني فيشير إلى مجتمع يتسم بالتعصب والعنف وهو أقرب في توجهه لتنظيم القاعدة المعروف بميوله الإرهابية.

وقالت الصحيفة إنه إذا ما تم النظر في مصر إلى التجربة التركية كنموذج فإن الإخوان المسلمين سيواجهون تحديات كبيرة بصفتهم حزبا سياسيا جديدا يسعى للتحكم في زمام الأمور في مصر لكنهم من الأرجح وفقا لخبراء سيتجنبون نماذج الإسلام السياسي في الجزائر أوفي قطاع غزة لتجنب الدخول في خلاف مع الغرب.