فمن جديد يتكرر السيناريو داخل قبة البرلمان اليمني ، إذ تخفق جلسة ثالثة في مناقشة قانون الحصانة وإقراره، الأمر الذي ينتج تعقيدات أخرى ربما تعصف بالتوافق السياسي القائم، ومن ذلك اشتراط حزب الرئيس صالح اقرار قانون الضمانات قبل الاقدام على خطوة اختيار هادي مرشحا توافقيا للانتخابات الرئاسية في الـ21 من فبراير المقبل.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي سلطان البركاتي في تصريح لقناة العالم الاخبارية السبت : ان مبادرة مجلس التعاون تحدثت في بندها الثالث عن قانون الضمانات وفي بندها الرابع تحدثت عن الترشيح لرئاسة الجمهورية، في اشارة منه الى ان بند الحصانة يسبق الانتخابات.
تأجيل مناقشة القانون إلى موعد آخر تم ربطه بعودة رئيس الحكومة باسندوة من جولته في دول مجلس التعاون ، وعزاه نواب عن حزب المؤتمر الشعبي الى تغيب وزيري العدل والشئون القانونية كما هو الحال مع الجلسة السابقة، متهمين أحزاب اللقاء المشترك بعدم الجدية في التصويت على القانون ، لكن نواب المشترك يقولون إنهم ملتزمون بكل بنود الاتفاق.
وقال عضو البرلمان عن التجمع اليمني للاصلاح محمد الحزمي : قانون الضمانات هو عبارة عن مطلب من مطالب المبادرة الدولية ، ونحن نرى من المنطلق الشرعي ان المفسدة الكبرى يمكن دفعها بمفسدة صغرى.
واضاف الحزمي ان بقاء علي عبد الله صالح مفسدة كبرى واذا ما تم دفعها بهذه المفسدة الصغرى (الحصانة) فان ذلك هو من اجل مصلحة الشعب والوفاء بالالتزامات الدولية واخراج البلد مما هو فيه.
وبعيدا عن قبة البرلمان وتبادل الاتهامات بين أعضائه ، شهدت أكثر من مدينة يمنية احتجاجات شعبية ترفض قانون الحصانة ، منها مسيرة شهدتها الشوارع القريبة من مقر البرلمان في صنعاء حملت مسمى "ولكم في القصاص حياة"، هتفت بإسقاط مشروع القانون وطالبت بمحاكمة رئيس البلاد ورموز نظامه.
وقال احد شباب الثورة محمد علي القرشي : لقد خرجنا رفضا للمبادرة الخليجية (الخليج الفارسي) ورفضا للحصانة التي وقع عليها قيادات المشترك مع المؤتمر ، هؤلاء الذين خانوا دماء الشهداء.
وفي ظل استمرار هذا الرفض الشعبي للقانون، يعيش المشهد السياسي حالة من المد والجزر ، حيث يحاول المبعوث الأممي جمال بن عمر تقديم المعالجات المناسبة لها خشية تعثر الاتفاق ، منها زيارة خاطفة له لجلسة البرلمان الأخيرة التقى خلالها برئيس المجلس ورؤساء الكتل البرلمانية ، اذ تحدثت المعلومات عن أن موضوع الحصانة تصدر أجندة هذا اللقاء.
MKH-15-00:53