ومع إقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية المفترضة حسب إتفاق نقل السلطة في اليمن، تزداد الإضطرابات التي قد تمثل عائقا أمام إجراء هذه الإنتخابات في موعدها المحدد بالحادي والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، فملفات تعطل إتفاق نقل السلطة تبدو حاضرة بقوة ولا يكاد يغلق أحدها إلا ويفتح الآخر.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني عبد الله بن عامر لقناة العالم الإخبارية: "جاءت المبادرة وفيها الكثير من الجوانب التي لم تتطرق إليها، ولم تضع حلولا للكثير من المشاكل والتعقيدات في المشهد السياسي، ولهذا نحن بين الفترة والأخرى نتفاجأ بعراقيل معينة وبمشاكل على أرض الواقع".
ولذا فتحركات الأطراف المعنية لإصلاح ما أفسدته بنود الإتفاق لا توقف لها، ففي الوقت الذي يواصل فيه جمال بن عمر جهوده في صنعاء، تبدو جولة رئيس الحكومة باسندوة لمجموعة من دول مجلس التعاون في ذات الإطار ليطلق من هناك مناشدته بحاجة بلاده الماسة الى معونات مالية عاجلة قد تصل لعشرات المليارات من الدولارات، مناشدة قوبلت حتى الآن بمجرد وعود، الى جانب أنه طالب صالح بمغادرة اليمن قبل الإنتخابات، مغادرة يرى فيها البعض جزءا من الحل وليس الحل كله.
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد الزرقة لقناة العالم الإخبارية: "خروج علي عبد الله صالح من الساحة السياسية أو من اليمن كله من شأنه مساعدة العملية السياسية في اليمن الى أن تمضي بنجاح، نظرا لأنه أصبح يمثل بؤرة توتر وعرقلة".
وفيما الواقع السياسي مازال يعيش جدلا عقيما بشأن الحصانة ومغادرة صالح وأمور أخرى، يبدو الشارع الثوري غير مكترث بما تفرزه أروقة السياسة، فقد خرجت في تعز تظاهرات تطالب بمحاكمة صالح وترفض قانون الحصانة، وخرجت مسيرة في ذمار تندد بالتدخل الأميركي وتهتف بإسقاط نظام صالح.
والى جانب الإحتجاجات المستمرة المتعارضة مع التسوية القائمة، يبدو الوضع الأمني المعقد إشكالية أخرى قد تؤجل العملية الإنتخابية المفترضة وتؤثر على مسار الإتفاق الجاري.
AM – 18 – 08:43