وقال الدبلوماسي المصري السابق واستاذ القانون الدولي عبد الله الاشعل في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء : ان ايران تقول ان برنامجها النووي سلمي وتصدق كلامها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكل المخابرات الدولية التي تتابع هذا البرنامج، وهو مسموح به في القانون الدولي.
واضاف الاشعل ان امتلاك برنامج نووي سلمي قرار سيادي لكل دولة وعلى الدول النووية ان تساعد الدول غير النووية في انشاء برنامجها النووي ، معتبرا ان المشكلة اليوم هي في استقلال القرار الايراني وانها اصبحت طرفا اساسيا في المنطقة وقد اشتبكت مع المصالح الاميركية في المنطقة.
واوضح ان ايران تشتبك اليوم مع مصالح الولايات المتحدة واسرائيل في منطقة الخليج الفارسي وايضا على هامش الصراع العربي الاسرائيلي، معتبرا ان ايران لا تساعد للعدوان على اسرائيل وانما تساعد على مواجهة العدوان الاسرائيلي.
واعتبر الاشعل ان اسرائيل تريد منطقة ميتة وفراغا كاملا تتحرك فيه، كما ان الولايات المتحدة تريد الهيمنة المطلقة في الخليج الفارسي ، مؤكدا ان الملف النووي الايراني هو عنوان استقلال القرار الايراني الذي لا تريده الولايات المتحدة.
واشار الدبلوماسي المصري السابق واستاذ القانون الدولي عبد الله الاشعل الى ان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي يثيران الكثير من المشاكل لكسر الارادة الايرانية وتجويع الشعب الايراني ولكي تركع ايران وتسلم وتدخل في حوزة الهيمنة الايرانية، معتبرا ان هذا هو موضوع المعركة الحالية بين الطرفين.
ونوه الاشعل الى ان هناك خلافا بين الولايات المتحدة التي تريد التفاوض مع ايران والاعتراف بها قوة اقليمية وبين اسرائيل التي لا تريد ان تحصل ايران على اي قوة نووية سلمية او غيرها وتريد ان تستفرد بالجانب العربي في الصراع القائم.
وتابع ان اسرائيل تريد اليوم ان تدفع بالولايات المتحدة الى المواجهة مع ايران وقد فعلت ذلك مع العراق حيث لم تكن هناك اي مصلحة اميركية حقيقية في احتلال العراق ، معتبرا ان اصغاء الولايات المتحدة في تشديد العقوبات وتصعيد المواجهة مع ايران يضر بالمصالح الاميركية كثيرا.
وشدد الاشعل على ان الحرب الاميركية الاقتصادية والتجارية ضد ايران ستفشل وذلك ان لايران موارد غير النفط ، واذا ما تم اغلاق مضيق هرمز فان ذلك سيحرم جميع دول المنطقة من عائدات النفط ، الامر الذي سيترك تأثيرا على سوق الطاقة العالمي وسجعل المواطن الغربي يشعر بان مواجهة ايران تكلفه غاليا.
واتهم الوكالة الدولية لطاقة الذرية بتقديم فبركات حول البرنامج النوي الايراني للولايات المتحدة واسرائيل ، رغم التعاون الايراني مع الوكالة ، معتبرا ان التعاون الايراني يمثل تبييضا لصفحة ايران وكشفا للمؤامرة الغربية على ايران.
وحول الموقف التركي من النقاش النووي بين ايران والغرب قال الاشعل ان تركيا لا تريد ان تخسر التواصل مع ايران رغم التوتر الحاصل بسبب احتضان انقرة منظومة الدرع الصاروخي الاميركية الموجهة اصلا لايران، معتبرا ان الدور التركي في الوساطة بين ايران والغرب مفيد للطرفين.
واوضح الدبلوماسي المصري السابق واستاذ القانون الدولي عبد الله الاشعل ان تركيا تريد ان تكون جسرا بين العالم الاسلامي والغرب، ونقل رؤية الغرب الى العالم الاسلامي وحلقة الوصل بين الشرق والغرب.
ودعا الاشعل ايران الى الصمود بوجه الضغوط الغربية وتوقع حصل تصدعات في الصف الغربي في ظل الازمات التي تعصف بالولايلات المتحدة واوروبا ، مؤكدا ان اي عملية عسكرية ضد ايران ستكون مكلفة للغرب ولن تقبل بها الولايات المتحدة ، ولن تقدم عليها اسرائيل بدون دعم اميركي.
MKH-18-20:22