وقال الخليف في تصريح خاص لقناة العالم الإخبارية مساء السبت، ان المفاوضات بين اميركا وطالبان كانت مستمرة دوما ولم تنقطع يوما وكانت احيانا تجري عبر وسيط واحيانا اخرى بشكل مباشر، معتقدا ان طالبان تستعد وتتفاوض اليوم مع الادارة الاميركية للعودة الى الحكم مجددا في افغانستان وإزاحة كرزاي بعد ان بات الانسحاب الاميركي والغربي من افغانستان أمرا واقعا لا محال .
واعتبر ان اقصى ما تستطيع اميركا تحقيقه من المفاوضات الجارية بينها وبين جماعة طالبان الأفغانية هو تقليل عدد الضحايا ورجوع باقي العسكريين الى الولايات المتحدة دون عناء وتثبيت حركة طالبان في كابول بعد اجراء بعض عمليات التجميل متمثلة بعدم اجبار النساء على ارتداء البرقع ولكن يمكنهم ان يتحجبوا اضافة الى امكانية ادخال بعض الفتيات الى المدارس واحترام حقوق الانسان وهو ما ستروج له الادارة الاميركية بأن برنامجها انتصر في افغانستان بعد حديث الاميركان مؤخرا عن طالبان معتدلين .
وفيما يتعلق بخطاب ساركوزي الجمعة الماضية، رأى الباحث في العلاقات الدولية زيدان الخليف ان إعلان ساركوزي تعليق عمليات الجيش الفرنسي في افغانستان اثر مقتل أربعة جنود فرنسيين في هذا البلد تأتي في سياق الدعاية للانتخابات الرئاسية الفرنسية في شهر ايار/ مايو المقبل وبدفع من المعارضة ومن قبل بعض عناصر اليمين بينهم الوزير الاول السابق والمرشح لرئاسة الجمهورية دومينيك دوفيلبان الذين يدعوه كافة الى سحب القوات الفرنسية التي يبلغ قوامها 3900 جندي من افغانستان .
واشار الخليف الى ان المتداول في الشارع الفرنسي هو "لماذا نخوض حرب اميركية في افغانستان والتي سنخسرها كما خسر الاميركان حربهم في العراق، حتى ان مرشحين من اليمين واليسار قالوا ان هذه الحرب عبثية وعلينا ايقافها وأعلن بعضهم انه في حال فوزه سيناقش مباشرة مع حلفاء فرنسا لسحب مبكر لقوات بلاده قبل عام 2014 ".
واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، ان سياسة ساركوزي الخارجية وخاصة في افغانستان موضوعة اليوم على المحك، منوها الى ان اميركا ومنذ سنوات ليس لديها سياسة خارجية مستقرة وثابتة بل انها واقعة تحت ضغوط الظروف الاقتصادية والاجتماعية الداخلية وسياستها الخارجية السيئة والربيع العربي الذي صدر ثوراته الى "وول ستريت" والمديونية وخسارتها في العراق وبالتالي فهي تريد ان تتملص من مسؤولياتها في هذا المأزق الذي ورثته من ادارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش .
كما رأى زيدان الخليف ان تصريحات ساركوزي تعتبر كورقة ضغط على الولايات المتحدة التي تخوض حاليا مفاوضات مع جماعة طالبان بعد فتح مكتب لها في قطر، من اجل اشراك فرنسا وحلفاء اميركا في هذه المفاوضات وان يكون لهم دور بارز واليد العليا فيها والتي تلزم الحلف الاطلسي بالإنسحاب او عدمه خلال فترة محددة .
MO – 21 – 17:37