مقتل صحافيين فرنسيين في شمال مالي

مقتل صحافيين فرنسيين في شمال مالي
السبت ٠٢ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٩:٤٩ بتوقيت غرينتش

قتل صحافيان فرنسيان في اذاعة فرنسا الدولية في كيدال، شمال مالي، التي توجها اليها لاجراء تحقيق صحافي، وذلك بعد ان خطفهما مسلحون اقتادوهما الى خارج المدينة.

واعرب الرئيس فرنسوا هولاند عن "استنكاره الشديد لهذا العمل البشع، كما اعلن قصر الاليزيه في بيان.

كما اكد الرئيسان الفرنسي مع نظيره المالي ابراهيم بوبكر كيتا السبت تصميمهما "على مواصلة المعركة المشتركة ضد الارهاب والانتصار فيها".

وفي محادثة هاتفية مساء السبت بعد الاعلان عن مقتل الصحافيين اعرب الرئيسان "عن عزمهما مواصلة مكافحة المجموعات الارهابية التي لا تزال متواجدة في شمال مالي بدون هوادة"، بحسب ما جاء في بيان للاليزيه.

وكانت وزارة الخارجية الفرنسية اعلنت في وقت سابق "العثور على كلود فيرلون وغيسلان دوبون الصحافيين في اذاعة فرنسا الدولية مقتولين في مالي". واضافت في بيان  "كانت مجموعة مسلحة خطفتهما في كيدال، وتقوم اجهزة الدولة الفرنسية بالاتصال مع السلطات المالية ببذل كل الجهود لكشف ملابسات مقتلهما في اسرع وقت ممكن".

وكانت اذاعة فرنسا الدولية اكدت في وقت سابق خطف الصحافيين.

واوضحت الاذاعة ان مسلحين خطفوا غيسلان دوبون وكلود فيرلون في الساعة 13:00 (نفس توقيت غرينش) امام منزل امبيري اغ رهيسا احد مسؤولي الحركة الوطنية لتحرير ازواد (حركة تمرد الطوارق) الذي كانا سيجريان حديثا صحافيا معه.

ونقلت الاذاعة عن اغ رهيسا قوله "سمعت ضجة مريبة وضرب باعقاب البنادق على السيارة" التي تقل الصحافيين "ثم تمكنوا من فتح باب السيارة قليلا ورايت الخاطفين يقتادون الصحافيين في عربة رباعية الدفع لونها بيج".

وقال هذا الشاهد ايضا ان الخاطفين "كانوا معممين ويتحدثون التماشيك" لغة الطوارق. وعلى الاثر "امروا اغ رهيسا بالعودة الى منزله وارغموا سائق الصحافيين على الانبطاح ارضا". وذكرت الاذاعة ان السائق "سمع كلود فيرلون وغيسلان دوبون يحتجان ويقاومان. وكانت هذه اخر مرة يشاهد فيها الصحافيان".

ونقلت الاذاعة عن مصادر عدة ان الخاطفين انطلقوا بالصحافيين نحو تين ايساكو، شرق كيدال.

وكان الصحفيان يريدان اجراء تحقيق صحافي في اطار برنامج خاص عن مالي كان من المقرر ان تبثه اذاعة فرنسا الدولية الخميس المقبل. وكانت هذه المهمة هي الثانية لهما في هذه المدينة التي سبق ان توجها اليها في تموز/ يوليو الماضي لتغطية الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية.

وغيسلان دوبون صحافية مخضرمة متخصصة في الشؤون الافريقية في اذاعة فرنسا الدولية منذ سنوات طويلة. وكلود فيرلون تقني تحقيقات على معرفة جيدة ايضا بهذه القارة.

وجاء في بيان للاذاعة، التي اكدت انها "في حالة صدمة"، ان "غيسلان دوبون (51 عاما) صحافية تعشق مهنتها وشغوفة بالقارة الافريقية التي تتولى تغطيتها منذ دخولها اذاعة فرنسا الدولية عام 1986" .

واضاف البيان ان "كلود فيرلون (58 عاما) وهو تقني تحقيقات يعمل في اذاعة فرنسا الدولية منذ 1982، رجل ميدان محنك معتاد على المناطق الصعبة في كل انحاء العالم".

وقد غادر الاثنان باماكو متجهين الى كيدال الثلاثاء لاجراء سلسلة تحقيقات خاصة عن مالي كان من المقرر ان تبث في 7 تشرين الثاني/ نوفمبر لكنها الغيت بعد موت الصحافيين.

وذكر مصدر حكومي فرنسي انه "قبل ايام طلب الصحافيان الانتقال الى كيدال بواسطة قوة سيرفال لكن القوة رفضت طلبهما كما تفعل منذ عام بسبب انعدام الامن في هذه المنطقة" لكنهما "حصلا على وسيلة انتقال من بعثة الامم المتحدة في مالي التي ما زالت تقبل نقل الصحافيين".

وتقع كيدال على بعد نحو 1500 كلم شمال شرق باماكو على مقربة من الحدود مع الجزائر وهي معقل الطوارق والحركة الوطنية لتحرير ازواد. وجرت في هذه المنطقة اشتباكات بين المتمردين والجنود الماليين في نهاية ايلول/ سبتمبر الماضي.

ولا يزال شمال مالي، الذي احتلته في 2012 جماعات مسلحة تابعة للقاعدة بعد حركة تمرد جديدة للجبهة الوطنية لتحرير ازواد وانقلاب في باماكو، في حالة عدم استقرار شديد رغم التدخل العسكري الدولي الذي بادرت به فرنسا في كانون الثاني/ يناير الماضي ولا يزال مستمرا لملاحقة الجهاديين في المنطقة.

وتزايدت الاعتداءات والهجمات التي يشنها المسلحون بشكل كبير منذ شهر مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية المقرر ان تنظم جولتها الاولى في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي.

وفي بيان ورد الى وكالة فرانس برس اكد المجلس الاعلى لوحدة ازواد (مجموعة من اعيان طوارق كيدال) انه يدين "بكل قوة جريمة اغتيال صحافيي اذاعة فرنسا الدولية التي وقعت السبت في كيدال" واضاف في بيان "بهذه المناسبة يتقدم المجلس الاعلى لوحدة ازواد بخالص تعازيه الى اسرتيهما والى الامة الفرنسية".

كما ندد موسى اغ اساريد ممثل الحركة الوطنية لتحرير ازواد في اوبوا ب"هذا العمل البشع" في تصريح لشبكة اي.تيليه الفرنسية.

وهي المرة الثانية في غضون عشر سنوات التي يقتل فيها صحافيون في اذاعة فرنسا الدولية اثناء ممارسة عملهم. ففي عام 2003 اغتيل جان هيلان مراسل الاذاعة في ابيدجان على يد شرطي. وقد منحته السلطات العاجية مؤخرا وساما تكريما له بعد وفاته.

ومساء السبت اعلنت نيابة باريس فتح تحقيق اولي بتهمة الخطف والاحتجاز ثم القتل المرتبط بتنظيم ارهابي كما اعلن مصدر قضائي.