"جبهة علماء حلب" تكفّر "داعش" وصدامات جديدة تلوح بالأفق

السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

بدا خلال اليومين الماضيين أنّ فصلاً جديداً من الصدامات بين المجموعات المسلحة على وشك البدء في عاصمة الشمال السوري حلب.

فبعد المعارك المتتالية التي اندلعت بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وبين مجموعات مسلحة مختلفة لا تنتمي بشكل فعلي إلى التيار التكفيري "الجهادي"، أكّدت مصادر ميدانية معارضة لصحيفة "السفير" اللبنانية أن "حرباً حقيقية تلوح في الأفق بين داعش وبين جماعات محليّة ذات توجهاتٍ إسلامية متشدّدة".

واعتبرت المصادر أن البيان الذي أصدرته جبهة علماء حلب "يشكّل خطوة أولى لتأمين غطاء شرعي تستند إليه تلك المجموعات لشنّ معركة حاسمة تستهدف داعش".

ووصفت الجبهة بيانها، بأنه "دعوة للمخلصين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام لترك التنظيم والانتساب للفصائل المجاهدة المخلصة"، مفنّدة "جرائم التنظيم"، خلال ستة أشهر من بروزه في المشهد السوري المعقّد. واعتبرت أن "كلّ من ينتسب إليه مسؤول شرعاً عن جرائمه".

كما بدا لافتاً أنّ البيان خيّر داعش بين "التوجه إلى خطوط القتال ضد قوات النظام، أو العودة إلى العراق ومواصلة عملها فيه". الأمر الذي يتوافق في جوهره مع "الحُكم" الذي أصدره زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في شهر حزيران الماضي، وأعيد إلى الواجهةِ مؤخّراً. وقد وجّه الظواهري التنظيم بالعودة إلى العراق، وأعلن اعتماد جبهة النصرة فرعاً لتنظيم القاعدة، الأمر الذي رفض زعيم داعش أبو بكر البغدادي الامتثال إليه.

وذهبت جبهة علماء حلب أبعد من ذلك، مضمّنةً بيانها فتوى تؤكد على "حرمة دعم التنظيم بأي شكل من الأشكال"، معتبرةً ذلك الدعم "إعانة للظالم على ظلمه".

وعدّد البيان المطوّل الأسباب التي دعت الجبهة إلى تجريم داعش، ومنها "تواتر النقل عن عناصر الفصيل تكفير الجيش الحر بالجملة، بل وتكفير أهل بلاد الشام جملة بدعوى أنهم عباد قبور"، و"اتهامهم لأحرار الشام بأنهم سرورية ضالون"، و"لجبهة النصرة بأنهم بغاة على خليفتهم المزعوم، بل اتهام الظواهري بأنه ضال عندما وجه بحل التنظيم المذكور"، بالإضافة إلى "تجرؤهم على سفك الدم الحرام، وعدم الخضوع للشرع والنكث بالعهود"، علاوةً على اتهام التنظيم بـ"ارتكاب عمليات سرقة مسلحة، وارتكاب أخطاء استراتيجية تصب في مصلحة العدو".

وتوّجت الجبهة بيانها بالتأكيد على أنّ "عدم خضوع التنظيم للشريعة الإسلامية هو أشد الجرائم الموجبة شرعاً لتركهم".

وكان من الأمور اللافتة في البيان حرصه على مناصرة المجموعات المسلحة، التي خاضت معارك مع داعش، مثل "لواء عاصفة الشمال"، بالإضافة إلى تلك الداخلة في خلافات حالية مع داعش، من دون ان تصل إلى مرحلة الصدام المباشر بعد، مثل جبهة النصرة، وحركة أحرار الشام.

وبدوره، استخفّ مصدر تكفيري "جهادي" من داخل التنظيم بالبيان المذكور. وقال للسفير إنه "لا وقت لدينا للالتفات إلى هذه الترّهات، وليسأل المتحدثون به أنفسهم: ماذا قدموا للجهاد؟ وماذا قدّمنا نحن؟، وليقارنوا بين حجمهم الفعلي على الأرض وحجم دولة الإسلام قبل أن يتنطعوا لإصدار فتاوى لا قبل لهم بتحمل تبعاتها".

وعلى الصعيد ذاته، رأى مصدرٌ ميداني معارض أن "بيان الجبهة لا يمكن اعتباره إعلان حرب، لأنها (أي الجبهة) لا تحظى بثقلٍ نوعي على الأرض، لكنّ هذا لا ينفي إمكانية إحداث البيان أثراً قد يتوضّح خلال الفترة المقبلة".

وأضاف المصدر أنه "في ظل النقمة الكامنة لدى معظم المجموعات المسلحة ضدّ داعش، من الممكن أن يشكل البيان خطوةً أولى في حشد رأي عام داخل تلك المجموعات يقودها إلى إعلان حرب ضدّ داعش".

إلى ذلك، وصف "رئيس رابطة علماء الشام" المعارضة الشيخ أسامة الرفاعي في حديث مع وكالة الاناضول أمراء داعش بأنهم "لا يخافون الله، ويستبيحون دماء المسلمين"، موضحاً أن "استباحة دماء المسلمين توصلهم إلى الكفر". وأضاف أنه لدى التنظيم "تكفير وتطرف شديد".