كيف يمكن طرد داعش من الموصل ؟

كيف يمكن طرد داعش من  الموصل ؟
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤ - ٠٥:٠٧ بتوقيت غرينتش

دخلت قوات داعش الارهابية الى الموصل واحتلته ونصبت راياته على المباني الحكومية فيه. وفي نفس الوقت خرجت مئات العوائل من المدينة متجهة صوب اماكن اكثر أمنا لتتقي شرور الداعشيين.

ليس الوقت وقت البحث عن اسباب دخول داعش الى الموصل واحتلال المحافظة بكاملها وانسحاب قوات الامن والجيش العراقي منها . البحث عن اسباب التخاذل والهروب والاستسلام يتطلب وقت يأتي بعد طرد الداعشيين من الموصل .
الوقت يتطلب من القادة العراقيين التفكير في تحرير الموصل من الداعشيين ، وطردهم منها واعادة الامن والاستقرار الى المدينة.

هذه اول مرة تتعرض لها الموصل الى مثل هذه الهجوم البربري المباغت ، هجوم قوات غريبة ، تحتل مدينة الموصل وترفع راياتها عليها .
اهالي الموصل يتوقعون من الحكومة العراقية ان تقوم بجهد منظم لتحرير مدينتهم من الداعشيين الذين يريدون اقامة دولتهم على اراضي سوريا والعراق ، يريدون ان يعيدوا الشعب العراقي والسوري الى الوراء بفرض حكم مثل حكم طالبان على العراقيين والسوريين.

داعش سيطرت في السنوات الماضية على مدن سورية وفرضت احكامها المتشددة على المواطنين وقطعت الايدي والارجل والرؤوس تنفيذا لاحكام الشريعة التي تطبقها اينما حلت .
هؤلاء يبشرون الشعوب التي تقع تحت سيطرتهم باقامة دولة اسلامية كالدولة الاسلامية التي اقامتها طالبان في افغانستان .

هؤلاء يتلقون تعاليمهم من العلماء السلفيين والوهابيين من اجل اقامة حكومة اسلامية تحكمها قوانين متشددة بعيدة عن روح الاسلام وروح العصر .
هؤلاء الداعشيون يريدون ان يعلنوا للجميع بانهم قادرون على تحدي الحكومات والشعوب ليثبتوا لمنافسيهم من الاسلاميين في سوريا الذين يحاربون الحكومة السورية انهم هم الذين سيتحكمون بمستقبل سوريا والعراق وهم الذين سيقررون مصيرمنطقة  الشرق الاوسط .

احتلال الموصل والمناطق المجاورة ، خطة داعش لاثبات وجوده ورسالة الى كل من يهمه امره ، فهذا التنظيم يستخدم المباغتة لارهاب اعدائه . ولكن طرد داعش يتطلب القرار والتصميم والتنفيذ .

فمن المنطقي ان تبدأ الحكومة العراقية التي وعدت بتحرير الموصل خلال 24 ساعة بتنفيذ وعودها وتجنيد قواتها لاسيما قوات الجيش والقوات الامنية لتحرير الموصل من فلول هذا التنظيم الذي لولا مساعدات دول ومنظمات معروفة للجميع لما تمكن من القيام بهذا الهجوم.
ان خطة داعش للهجوم على المحافظات الشمالية في العراق تحذير للحكومة العراقية وفي نفس الوقت اظهار قوتها امام دول المنطقة بانها  اكثر حزما من تنظيم القاعدة.

ان احتلال مدينة الموصل ، وقبله الهجوم على سامراء ، وكذلك مهاجمة داعش واحتلال مدن في محافظة كركوك كلها رسائل من هذا التنظيم ومن يموله ويدعمه .

ان تنظيم داعش الذي يهاجم العراق حاليا ويحتل بعض المدن وقبله قيامه بعمليات عسكرية في سوريا ، يريد ان يحذر السوريين والعراقيين بانه سيكون له شأن مستقبلا .

فالذين يدعمون داعش حاليا ويقدمون له المال والسلاح ، يريدون ان يرسلوا رسائل للقادة العراقيين ويقولون لهم بأنهم لن يسمحوا لهم بالعيش الهني وان تنظيم داعش سيكون رأس الحربة وانه سيكون طالبان ثانية في المنطقة.

ان ما يريده اهالي الموصل من الحكومة العراقية ان تقف بالمرصاد للداعشيين وتطردهم من مدينتهم ، وتعيد الامن والاستقرار الى هذه المدينة.
العراق قادر على مواجهة الارهاب والارهابيين من تنظيم داعش ، وهذا لا يتحقق الا بتظافر الجهود والوقوف وقفة رجل واحد امام الارهاب السلفي المتشدد الذي لا يؤيده المسلمون من اي مذهب كانوا .

*شاكر كسرائي