مؤتمر بالقاهرة لاحياء مقاومة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي

مؤتمر بالقاهرة لاحياء مقاومة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي
الإثنين ٢٧ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٩:٥٣ بتوقيت غرينتش

عقد مساء الاربعاء الماضي مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس وهو من أقدم وأبرز المراكز البحثية المصرية المتخصصة في الصراع العربي الاسرائيلي، مؤتمراً ثقافياً وعلمياً موسعاً للاحتفال بصدور موسوعة (التطبيع والمطبعون: العلاقات المصرية – الإسرائيلية 1979 – 2011)، وذلك رفضاً للتطبيع ودفاعاً عن المقاومة واحياؤها وترحيباً بالموسوعة.

وأفاد المركز ان لفيفا من الأساتذة وكبار المتخصصين فى الدراسات الإسرائيلية بجامعتي عين شمس وجامعة القاهرة وممثلي وكالات الأنباء والصحافة المصرية وعدد من الفضائيات والمواقع الإخبارية، شاركوا في المؤتمر، حيث خلص (المؤتمر) إلى جملة من التوصيات والنتائج كان من أبرزها:

أولاً: أشاد المتحدثون بموسوعة (التطبيع والمطبعون في مصر) وأكدوا أنها تعد بمثابة (طلقة مقاومة) في مواجهة أعمال الخيانة التي مورست باسم العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع العدو الاسرائيلي، وأن أمثال تلك الأعمال العلمية تعد حدثاً تاريخياً ينبغى على النخبة المثقفة الاحتفاء بها والمطالبة بإعادة نشرها على نطاق أوسع وسط حالات الانشغال بالقضايا الداخلية أو بالصراعات المذهبية والسياسية ناسين الصراع الرئيسي في المنطقة وهو الصراع العربي الاسرائيلي، والذي من أبرز نتائجه الضارة هذا التطبيع، وتلك العلاقات بين مصر والكيان الاسرائيلي.

ثانياً: طالب المؤتمر بضرورة بناء استراتيجية علمية جامعية لمقاومة التطبيع وبضرورة إلغاء اتفاقية كامب ديفيد لأنها سببت أضراراً اقتصادية وسياسية واستراتيجية خلال الفترة من 1979 وحتى اليوم 2014، ومن استفاد منها هم فقط بعض رجال الأعمال من أصحاب اتفاقات النفط والغاز والكويز والمبيدات المسرطنة وبعض الصحفيين، المثقفين من أنصار المركز الأكاديمي الإسرائيلي وتحالف كوبنهاغن وجمعية القاهرة للسلام، وبعض الوزراء من أمثال يوسف والي وزير الزراعة الأسبق الذي دمر الزراعة لصالح الزراعة الإسرائيلية، وغيره من أركان النظام السابق، أما باقي الشعب المصري فلم يستفد من (التطبيع) وما ارتبط به من معونات أميركية (2.1 مليار دولار سنوياً). لقد كانت النتائج كما أثبتت وثائق الموسوعة في غير صالح مصر وشعبها ولذلك حرق الشعب المصري السفارة الإسرائيلية بعد ثورة يناير (2011) مرتين كرسالة لرفضه لهذا التطبيع ولتلك العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلي.

ثالثاً: أكد رفعت سيد أحمد معد ومؤلف الموسوعة في ثنايا عرضه التفصيلي لمضمون الموسوعة وفصولها، بأنه وفريقه البحثي (عشرة خبراء وباحثين) سعوا في أثناء عملهم (6 سنوات) لإعداد هذه الموسوعة، إلى الحفاظ على ذاكرة الصراع مع العدو الاسرائيلي حية من خلال إبراز الأضرار والمخاطر التي تعرضت لها مصر بسبب هذا التطبيع في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية والعسكرية، وأنهم قد كشفوا بالوثائق والمعلومات الدقيقة جرائم التطبيع وأسماء المطبعين طيلة الفترة من 1979-2011 في حوالي 2500 صفحة موزعة على ثمانية أبواب رئيسية، وأنهم أبرزوا أيضاً عمليات المقاومة الثقافية والصحفية بل والعسكرية المسلحة (ممثلة في الشهيد سليمان خاطر ومحمود نور الدين– أيمن حسن) ضد هذا التطبيع الذي مثل فعلاً فاضحاً غير وطني حتى يومنا هذا.

رابعاً: طالب المؤتمر بضرورة عودة اهتمام الجماعة الصحفية والثقافية المصرية بقضية مقاومة التطبيع وعقد المؤتمرات والفاعليات وإنشاء اللجان المهمة بذلك، لأن الصراع لايزال مستمراً والعدو لايزال يعيث فساداً في السياسة والاقتصاد والثقافة في مصر ولاتزال ركائزه قائمة من سفارة وقنصلية ومركز أكاديمي واتفاقات عسكرية واقتصادية (الكويز– الغاز) وعلاقات إعلامية وسياحية مؤثرة، الأمر الذي يتطلب مع أجواء ثورتي 25 يناير و30 يونيو، عودة حركة مقاومة التطبيع مجدداً على كافة المستويات. ولعل هذه (الموسوعة) بما تضمنته من معلومات ووثائق تكون بداية جديدة لعودة حركة مقاومة التطبيع لدورها في مصر.

جدير بالذكر، أن هذا المؤتمر هو خامس فاعلية مصرية وعربية للاحتفاء بموسوعة (التطبيع والمطبعين في مصر)، فضـلاً عن عشرات الأخبار والعروض الصحفية والتليفزيونية.