الازمة السورية... بين حقائق الميدان وكواليس السياسة+فيديو

الأحد ٠٨ نوفمبر ٢٠١٥ - ١٠:٥٥ بتوقيت غرينتش

(العالم) - 08/11/2015 - على أعتاب اجتماع فيينا المزمع عقده مبدئيا نهاية الأسبوع الحالي تسعى الأطراف المنخرطة في الصراع إلى تعزيز موقفها التفاوضي.

ففي الميدان فرض الجيش السوري سيطرته على قريتي براوي وعزيزية سمعان وتل ممو في ريف حلب الجنوبي واستهدف نقاط تمركز المسلحين في أحياء النزهة والأنصاري الشرقي والشيخ خضر بمدينة حلب، وفي مدينة الباب وبلدة تادف بريفها وفي الريف بين حماة وحلب الممتد أوقع أكثر من أربعين قتيلا في صفوف الجماعات المسلحة.

عمليات الجيش العسكرية في الأرياف الثلاثة أحبطت أي آمال لربط تلك المنطقة الشمالية والشمالية الغربية وتوحيد جهود الجماعات المسلحة لمواصلة زحفها إلى العمق السوري مستفيدة من خط الإمداد التركي اللوجيستي والعسكري ما يجعل الجيش السوري يتعامل في إطار جبهاته الواسعة مع حالات موضعية.

سياسيا التقى المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا برئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة في جنيف قبيل تقديمه تقريرا الثلاثاء المقبل أمام مجلس الأمن يتضمن نتائج مشاوراته حول سوريا.

وفي القاهرة التقى وفد معارض برئاسة عضو لجنة متابعة مؤتمر القاهرة المعارض هيثم مناع بمسؤول روسي لم يكشف عن اسمه الوفد نقل إلى الدبلوماسي الروسي رؤيته للخروج بحل للأزمة الوفد أجرى مباحثات أيضا مع وزير الخارجية المصري سامح شكري.

طهران وعلى لسان مستشارُ قائدِ الثورة الاسلامية للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أكدت مشاركتها بشكلٍ فاعل في اجتماعاتِ ف يينا مع الأخذِ بعينِ الإعتبار الخطوطَ الحمراء وقال ولايتي إنّ ايران لن تتخلى عن سوريا وستواصلُ دعمِها حتى يتمكنَ الشعبُ السوري من الوقوفِ بوجهِ الارهاب، معتبرا أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصيرهم وليس أي أحد آخر.

جرعات التفاؤل التي سعت أغلب الأطراف المشاركة في مؤتمر فيينا إلى بثها في المسار السياسي تعوقها عقبات تبدء بأزمة الهوية التي تعيشها المعارضة أو المعارضات السورية التي يفترض أن تنخرط في مفاوضات مع الدولة السورية ومساعي احتكار التمثيل المعارض بفصيل مدعوم غربيا وإقليميا هو الائتلاف الأمر الذي ترفضه موسكو وبقية أطراف المعارضة.

التحدي الآخر هو عملية غربلة الجماعات المسلحة وعملية فرزها بين جماعات صالحة للاستخدام نظريا في مكافحة الإرهاب وأخرى يتحتم تصنيفها ضمن قوائم الإرهاب على غرار جماعة داعش للحؤول دون استخدام هذه الجماعات إقليميا ودوليا لتحقيق مكاسب سياسية كما هو الحال مع النصرة وأخواتها.

وثالثا التحديات الاختلافات القائمة رغم التسوية التي أفضت إلى القبول بمبدأ المسارين المتوازين أمني يحقق المطلب الملح بمكافحة الإرهاب وسياسي يفضي إلى عملية سياسية تشارك فيها مختلف المكونات السورية في إطار عملية سياسية شاملة يقودها السوريون فالأطراف الفاعلة ما زالت مختلفة حول ماهية المرحلة الانتقالية ومدتها ومصير الرئيس السوري بشار الأسد.

إلا أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قارب العملية السياسية من منظار آخر فهو يرى أن المسار السياسي يفضي إلى حوار وطني وحكومة موسعة وعملية دستورية معتبرا الحديث عن فترة انتقالية أمرا يجافي الواقع.
 
00:00 - 09/11 - IMH