الجهاد تعلن سبب رفض حركته المشاركة باجتماع المجلس المركزي

السبت ١٣ يناير ٢٠١٨ - ١٠:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، محمد الهندي رفض حركته المشاركة في اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

العالم - فلسطين

وأوضح الهندي أن سبب رفض الحركة المشاركة في اجتماعات المركزي هو أن هذا الاجتماع يأتي في ظل تحديات كبيرة تعصف بالقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها قضية القدس، لافتاً إلى أن التصريحات الايجابية التي سمعناها من قبل السلطة خلال الأيام الماضية، بعد قرار ترامب الأخير لم تترجم على أرض الواقع، و كأنها تصريحات هوائية لا قيمة لها.

و قال: "إنه كان من المفترض أن يبنى على هذه التصريحات قرارات كوقف المفاوضات، و وقف التنسيق الأمني و سحب الاعتراف، وانجاز المصالحة الوطنية، ولكن فوجئنا بالإعلان عن اجتماع المركزي في رام الله".

واعتبر أن القرارات التي سيخرج بها الاجتماع لن تتجاوز السقف السياسي للسلطة التي لا زالت ترى في المفاوضات واتفاق اوسلو، وما ترتب على هذا الاتفاق من اعتراف بالاحتلال كأنه جار، ومن ممارسات على الارض مثل التنسيق الامني كطريق.

وبين أن المراهنة كانت خلال الفترة الأخيرة توضيح أن المسألة ليست مسألة المفاوضات، بل وقف مسألة الوسيط، معتبراً أن أمريكا ليست وسيطاً نزيهاً، ولا بد للبحث عن وسطاء جدد للتفاوض، على أساس حل الدولتين المقبور، الذي لم يعد له وجود على الأرض، و الاستمرار في تسويق الوهم".

وأشار الى أن حركة الجهاد لهذه الاسباب ولأسباب اخرى اتخذت قرار عدم المشاركة، و ما زالت تنتظر أن ترتقي السلطة الى مستوى المسؤولية العامة.

ولفت الى أن الاجتماع يعقد مع استمرار العقاب و سياسة عقاب شعبنا في غزة، متسائلاً: "لماذا لا ترفع هذه العقوبات ما دام هناك خطوات جادة لرأب الصدع وبناء استراتيجية وطنية للمرحلة القادمة..؟".

وأكد الدكتور الهندي وجود مشاورات بين حركته والفصائل الأخرى لتقييم الموقف و المشاركة، لا سيما وأن حماس والجهاد هم خارج إطار منظمة التحرير الفلسطينية.

وأضاف أنه كان من المفترض أن يتم دعوة الإطار القيادي الممثل في فيه حماس و الجهاد ليجتمع فيها الكل الفلسطيني في إحدى العواصم ليدشنوا رؤية واستراتيجية وطنية جديدة تحمي القدس و المقدسات.

ولفت إلى أن الجهاد الاسلامي لها علاقة جيدة مع كافة الفصائل، وخصوصاً حركة فتح، و يتم الحديث عن الواقع الفلسطيني والاقليمي الذي أدار ظهره للقضية الفلسطينية، مؤكداً بأن امام فتح فرصة لا تتكرر لتقود الانتفاضة في الضفة الغربية، لا سيما وأن في غزة ليس هناك نقاط احتكاك مباشر مع الاحتلال، الذي يريد ايقاع اصابات في صفوف ابنائنا، على السلك الشائك، ولكن الانتفاضة الحقيقية هي الضفة الغربية.

وحذر الهندي من أن الضفة الغربية مستهدفة وأن هناك مخاطر من أن تستغل "اسرائيل" الوضع الاقليمي المتدهور لاتخاذ اجراءات من جانب واحد ضد أهلنا في الضفة والقدس، مبيناً أن فتح لها دور مركزي في قيادة الانتفاضة في الضفة، وأن الفرصة أمامها لتتخلص من أعباء أوسلو التي قيدتها كحركة نضال و تحرر وطني.

وقال: "إن التصريحات الايجابية يجب ان تترجم بخطوات على الارض، حتى يشعر شعبنا أنها تصريحات جادة، ولكن المشكلة ليست في شخص ترامب بل انها سياسة امريكية استسلمنا لها، حل الدولتين غير قائم على الأرض نهائياً، بل إن الاستيطان يلتهم اراضي الضفة الغربية ويعزلها داخل مدن صغيرة".

وتابع يقول: "اذا كانت المشكلة في إدارة ترامب، وان نبحث عن وسطاء آخرين لاستمرار المفاوضات مع اسرائيل، فهذا يعني إعادة تسويق الوهم لشعبنا".

ودعا الهندي في سياق حديثه لوقفة مسؤولة بعد ان اعتدى ترامب و اعلن القدس عاصمة لكيان الاحتلال "الاسرائيلي".

وحول عوامل استمرار الانتفاضة، قال الهندي بأن الانتفاضة الشعبية الطويلة هي الرد الطبيعي على الاعتداء الغاشم على قدسنا واقصانا و أرضنا، وحتى تكون طويلة الأمد تحتاج لرعاية من قبل الفصائل الفلسطينية، وألا يترك الشعب الفلسطيني دون أن يكتسب الثقة بقيادته وفصائله من خلال رعاية الفصائل لعوائل الشهداء والاسرى، وبث الروح المعنوية فيه التي من شأنها ان تعطيه مدد، اذا استمرت الانتفاضة سيستمر تعاطف العالم العربي والاسلامي مع الشعب الفلسطيني.

وقال: "هذه مرحلة خطيرة وحاسة، واذا لم تلتقطها القيادة الفلسطينية، سيذهب هذا الحراك، وسيحقق العدو امنياته بأن تكون هذه هبة ستنقشع بعد شهر أو شهرين، أو مدة قصيرة" حسبما افاد موقع فلسطين اليوم.

ولفت الى أن السلطة ليس لديها خيار للمراهنة على أمريكا، و"اسرائيل" لن تعطي أي وسيط جديد أي دور، ولن تكون اوروبا و روسيا بديلاً عن أمريكا لرعاية مفاوضات، واذا لم تشعر "اسرائيل" انها متضررة من الاحتلال، لن تعطي السلطة أي انجاز نهائياً.

وأوضح أن "اسرائيل" خرجت من غزة بعد أن استنزفتها غزة، وأدركت ان غزة عبئاً عليها، و بالتالي لن تخرج من الضفة الغربية إلا إذا استنزفتها الضفة، وهذا يتطلب موقفاً من السلطة، بدلاً من الاستمرار في تسويق الأوهام.

6