التظاهرات تتسع في البصرة

التظاهرات تتسع في البصرة
الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٨ - ١٠:٥٠ بتوقيت غرينتش

قطع الطرق وإغلاق المنشآت الحيوية، اساليب اتبعها المتظاهرون في البصرة من اجل الضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم المتعلقة بشكل مباشر بمفصل الخدمات والبطالة، حيث شرع متظاهرون بقطع الطريق الرابط بين الحدود الإيرانية والبصرة من جهة منفذ الشلامجة الحدودي، وإقامة خيم اعتصام وسط الشارع العام، وتقييد حركة الشاحنات والسيارات ومنع دخول وخروج البضائع عبر المنفذ.

العالم - العراق 

فيما قام آخرون بقطع الطرق المؤدية إلى الحقول النفطية في الرميلة الشمالية والجنوبية وغربي القرنة الأول والثاني، وحاولوا منع العاملين من الوصول إلى المنشآت النفطية مطالبين بمغادرة العمالة الأجنبية واستبدالها بعمالة عراقية، فيما شهدت شوارع المحافظة حركة احتجاجية واسعة للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية وحلّ مشاكل الكهرباء والبطالة ومياه الشرب.

في المقابل، أعلن رئيس خلية الأزمة الوزارية لحلّ مشاكل البصرة وزير النفط جبار اللعيبي توفير عشرة آلاف فرصة عمل لأبناء المحافظة ستُوزع حسب الكثافة السكانية، مبينا ان طلبات التعيين سيتم تسلّمها من الادارات المحلية لكل منطقة، وجاء هذا الاعلان عقب اجتماع الوفد الوزاري الذي ترأسه وزير النفط مع مجلس محافظة البصرة ومحافظها لمعرفة المشاكل وايجاد حلول لها.

ويرى البعض من المراقبين ان الحكومة تحاول إطفاء حماس التظاهرات العارمة في البصرة من خلال تطمينات لحلّ المشاكل الخدمية، فيما يرى اخرون ان التظاهرات ستأخذ منحى اخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من لهيب الغضب ضدّ الحكومة ما قد يؤدي الى اسقاطها في حال غياب الحلول.

المرجعية الدينية العليا تعلن تضامنها مع احتجاجات البصرة

وأعلنت المرجعية الدينية العليا، الجمعة، تضامنها مع الاحتجاجات "الحقة" التي تشهدها محافظة البصرة، مشيرة الى أن المحافظة هي الاولى برفد البلد بالموارد المائية والشهداء والجرحى، مشددة أنه من غير الانصاف أو المقبول أن تكون اكثر مناطق العراق "بؤسا وحرمانا".

وقال ممثل المرجعية في كربلاء المقدسة عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي ألقاها داخل الصحن الحسيني، "نشهد هذه الايام في محافظة البصرة العزيزة وفي بعض المناطق الاخرى احتجاجات شعبية تعبر عن مطالب الكثير من المواطنين الذين يعانون من النقص الحاد في الخدمات العامة كقلة ساعات التجهيز للكهرباء بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة وعدم توفر القدر الكافي من المياه الصالحة للشرب بل ولا لبقية الاستعمالات الضرورية، فضلا عن انتشار البطالة وقلة فرص العمل والكسب اللائق وعدم كفاءة معظم المؤسسات الصحية بالرغم من ارتفاع نسب الاصابة بالامراض الصعبة في المحافظة".

وأضاف الكربلائي، "لا يسعنا الا التضامن مع اعزاءنا المواطنين في مطالبهم الحقة مستشعرين معاناتهم الكبيرة ومقدرين اوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين سابقا ولاحقا في تحسن الاوضاع وتقديم الخدمات لهم بالرغم من وفرة الامكانات المالية حيث انهم لو احسنوا توظيفها واستعانوا باهل الخبرة والاختصاص في ذلك واداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيدا عن المحاصصات والمحسوبيات، ووقفوا بوجه الفساد من اي جهة او حزب او كتلة لما كانت الاوضاع مأساوية كما نشهدها اليوم".

واشار الكربلائي، الى أن "محافظة البصرة الفيحاء هي الاولى في رفد البلد بالموارد المالية وهي الأولى في عدد الشهداء والجرحى الذين قدمتهم في معركة الدفاع ضد عصابات داعش الارهابية ولا تزال تمتلئ شوارعها وأزقتها بصور الآف الشهداء الذين بذلوا ارواحهم في سبيل إنقاذ العراق وحماية أهله ومقدساته"، لافتا الى أنه "ليس من الإنصاف بل ولا من المقبول أبداً ان تكون هذه المحافظة المعطاء من أكثر مناطق العراق بؤسا وحرمانا، ويعاني الكثير من أهلها شظف العيش وقلة الخدمات العامة وانتشار الأمراض والأوبة ولا يجد معظم الشباب فيها فرصاً للعمل بما يناسب امكاناتهم ومؤهلائتهم".

وتشهد محافظة البصرة لليوم السابع على التوال تظاهرات شعبية كبيرة للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء وتوفير الماء الصالح للشرب، فضلا عن انهاء البطالة بتوفير فرص عمل لابنائها، وتصاعدت وتيرة الاحتجاجات في المحافة بعد أن أطلقت الشرطة النار الأسبوع الماضي لتفريق عشرات المحتجين قرب حقل غرب "القرنة 2" مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة.

الخالصي يدعو محتجي البصرة لعدم فسح المجال امام السياسيين لاستغلال تظاهراتهم

هذا وأعلن المرجع الديني محمد مهدي الخالصي، الجمعة، تأييده للمطالب "المشروعة" للمحتجين في البصرة وباقي محافظات العراق، داعياً إياهم إلى عدم فسح المجال للكتل السياسية أو الفاسدين باستغلالها لأغراض سياسية مريبة.

وقال الخالصي خلال خطبة الجمعة، إن "الاحتجاجات الشعبية الواسعة انطلقت من البصرة وسرت إلى الناصرية، والكوت، وكربلاء، وبغداد وغيرها، للمطالبة بتوفير الخدمات تأتي في ظل ارتفاع درجات الحرارة وأهمها توفير الكهرباء"، مضيفا أن "هذه الاحتجاجات الشعبية الواسعة وما ترتب عليها من تصعيد وأحداث مؤسفة تأتي بعد تحذيرنا في خطبة الجمعة الماضية من الانفجار الكبير إذا لم تسارع السلطات إلى تلبية مطالب المحتجين بتوفير الحد الأدنى الممكن للاحتياجات الملحة لجميع المواطنين".

وتابع قائلاً "إننا إذ لا يسعنا إلاّ تأييد المطالب المشروعة والحيوية للمواطنين، ندعو إلى التحلي بالحكمة من الطرفين، وعدم افساح المجال بخروج الأمور عن السيطرة والانضباط"، 
ودعا "المحتجين المظلومين بالحفاظ على سلمية مظاهراتهم واستقلالها، وعدم افساح المجال لبعض الكتل والجهات إلى استغلالها لأغراض سياسية فئوية مريبة".

كما طالب "الحكومة والسلطات الأمنية والإدارية بالحفاظ على سلمية الاحتجاجات وتجنب العنف، ومعالجة الأمر بالسعي الجاد لتوفير المتطلبات الممكنة والاحتياجات الملحة".

وفي سياق متصل شجب الخالصي "بشدة التدخلات الأجنبية لا سيما الجهات المسؤولة بالدرجة الأولى عن جميع مآسي العراق والوضع المزري الذي يعاني منه الوطن بجميع مرافقه"، ناصحا "التكتلات السياسية الشريفة بعدم الانخداع برسل الأحلاف العسكرية المعادية ولا بالمتعاطين مع مشروع جريمة (صفقة القرن) التي يسعى رأس الأفعى الصهيوني في الإدارة الأمريكية لفرضها على المنطقة، خدمة للكيان الإرهابي الصهيوني والأطراف الساعية للتطبيع والانصياع لها، فإن الانصياع لأمثال هؤلاء الرسل لا يشرف أحداً" على حد قوله.

وقال أيضا إنه "ممايبعث على شيء من الأمل في هذه الأجواء المدلهمة ما افصح عنه رئيس الوزراء أخيراً حين قال ان الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، وهذا طالما ألمحنا إليه في خطاباتنا، وبيّنا ان هذه العملة ذات الوجهين الفاسدين هي من مسكوكات (العملية السياسية السائدة) التي فرضها الاحتلال لتحقيق أغراضه حتى بعد انسحابه الظاهري، وهي أم المفاسد كلها".

وشدد على ان "لا أمل في إصلاح جدي إلّا في إطار (عملية سياسية وطنية عراقية) تنبع من إرادة عراقية حرّة تحقق استقلال الوطن وكرامته، وتطلق طاقاته الخيرّة لإعادة إعماره، وحفظ سيادة نظامه، طليقاً من شبح الارهاب".

وكان الخالصي قد حذر خلال خطبة الجمعة، الماضي، من مما سماه بـ"انفجار" الشعب العراقيين وثورة غاضبة بسبب سوء الخدمات.

مكتب العبادي يعلن اتخاذ مجموعة توجيهات وقرارات تخص أهالي البصرة     

وأعلن مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، الجمعة، عن اتخاذ مجموعة "توجيهات وقرارات" تخص محافظة البصرة واهلها.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، إن العبادي "التقى، اليوم، محافظ البصرة اسعد العيداني"، مبينا أنه "جرى خلال اللقاء مناقشة تقديم افضل الخدمات للمواطن البصري وحل الاشكالات التي تقف حائلا امام تنفيذ عدد من المشاريع ومطالب المواطنين".

وأكد المكتب في بيانه، أنه "تم اتخاذ مجموعة من التوجيهات والقرارات التي تصب في مصلحة المحافظة واهلها".

ووصل رئيس الوزراء حيدر العبادي صباح اليوم الى محافظة البصرة قادما من العاصمة البلجيكية بروكسل، للوقوف على اخر المستجدات الامنية والتظاهرات الغاضبة التي تشهدها المحافظة.

تصنيف :