لكم الويل.. أيها "الدومينو الصهيواميركي" هذه قواطعكم!

لكم الويل.. أيها
السبت ١٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٦:٣٢ بتوقيت غرينتش

لعبة الدومينو المشهورة هي لعبة لا يمكن لعبها من قبل شخص واحد، وانما يكون أقل عدد لاعبين ثلاث وأكثر.. هذا ما يحدث دقيقاً على الحدود العراقية السورية الاستراتيجية.. وبالطبع ابطالها اميركا-اسرائيل- داعش.. فمن هم قواطعها؟

العالم - تقارير

اللاعب الاول.. تحرك الولايات المتحدة الاميركية بصورة مفاجئة القوات الاميركية من سوريا خلال 30 يوماً من تاريخ الاعلان وتنقلها الى داخل القواعد الاميركية في العراق قرب الحدود السورية، بعدها باسبوعين اعلن ان الانسحاب قد تأجل لاربعة اشهر.. ربما لاستكمال السيناريو الخطير بعد ظهور بوادر فشل السيناريو الاميركي.

-لا يخفى ان عملية الانسحاب هذه انما هي بالاساس اعادة انتشار وتموضع ليس إلا.. حقائق اكدها قائد محور غرب الأنبار في الحشد الشعبي العراقي، قاسم مصلح أن الحشد لم يرصد أيّ انسحاب أميركي عبر الحدود السورية العراقية، إنما تعزيز أميركي مستمر في سوريا، وذكر أن الطائرات الأميركية من الجانب العراقي تهبط في الجانب السوري حيث توجد مقار لداعش.

اللاعب الثاني.. استعداد تنظيم داعش الوهابي بالتحرك لشغل المساحة التي كانت تحتلها القوات الاميركية في سوريا وشن هجوم على العراق عن طريق الحدود المشتركة بعدما بثت الروح في اجساده النتنة جرعة الانسحاب الاميركي وبرقت اعينهم ضوءاً ليتجرأوا بالخروج من جحورهم من تحت الارض.

-كما لا يخفى ايضاً ان الحشد الشعبي قد احس بالخطر المحدق واعلن استعداده لشن هجمات الى داخل سوريا للقضاء على فلول الدواعش المنهزمة من العراق.

اللاعب الثالث.. هي الرسالة الاسرائيلية التي وصلت للعراق بقصف الحشد الشعبي، كشفها مصدر في الحكومة العراقية، أن وزير الخارجية الأميركي مارك بومبيو، أبلغ رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي بأن واشنطن لن تتدخل إذا قصفت "اسرائيل" مواقع تابعة للحشد الشعبي.

وقال المصدر لـRT إن بومبيو أخلى ساحة واشنطن من أي هجوم قد تقوم به تل أبيب على مواقع الحشد الشعبي في العراق، وإنها لن تتدخل لإيقافه"، مضيفاً ان عبد المهدي أبدى إنزعاجه من الأمر وأكد لبومبيو أن لهذا الأمر تداعيات خطيرة على المنطقة.

-ولا يخفى ان نأي واشنطن المفتعل عن حماقات تل أبيب لا يمسح عنها غبار المخطط الجهنمي الذي رسمته بيدها لتلعبها ربيبتها حتى تحافظ على سلامة تواجدها في العراق وعدم استهدافها باعتبار انها ليست الفاعلة.

-ولا يخفى ايضاً قيام غرفة العمليات الاميركية الميدانية، في قاعدة عين الاسد، باستطلاع تجسسي متواصل، بكافة الوسائل الفضائية والجوية والأرضية، لمواقع الحشد الشعبي على طول قاطع القائم /العبيدي /وقاطع البوكمال / مخفر الطريفاوي شمالا، على الحدود السورية العراقية، وتزويدها للصهاينة.

وتعتبر عمليات الاستطلاع هذه جزءاً من الاستعدادات الاميركية الاسرائيلية لقصف تحشدات الحشد الشعبي من الجو.

*** الجدير بالذكر ان لعبة "الدومينو" او ما تسمى "الضومنة" تعتمد بشكل عام على ترتيب القطع المستطيلة بجانب بعضها البعض، إلى أن تنتهي قطع أحد اللاعبين.

القطع الاول.. يعكف برلمانيون عراقيون على وضع اللمسات الأخيرة على تشريع وسّع من دائرة المطالبة بإخراج القوات الأجنبية والأميركية من المناطق العربية في العراق، ليشمل القواعد المنتشرة في منطقة كردستان ايضاً، واعتبار تواجدها غير مشروعاً، ما يسمح باستهدافها في حل تعرض القوات العراقية للقصف الاسرائيلي.

واكد النائب عن تحالف البناء منصور البعيجي، ان أغلب الكتل السياسية ستصوت على هذا القانون المهم الذي يمثل السيادة للعراق، وهناك إجماع وتوافق بين الجميع على تمرير هذا القانون دون أي تأخير لقطع الطريق أمام كل من يحاول المساس بالسيادة العراقية.

القطع الثاني.. منعت قوات الحشد الشعبي القوات الأمريكية من إستكمال الاستطلاع التجسسي داخل منطقة الانبار، مما اضطرها الرجوع إلى قاعدة بئر المراسمة وعدم اقترابهم من قاطع الحشد الشعبي.

القطع الثالث.. رفعت قوات الحشد الشعبي ومعها حرس الحدود والجيش العراقي من حالة الجهوزية على الحدود العراقية السورية وعززت من انتشارها على الشريط الحدودي تحسباً لأي طارئ ولمنع تسلل دواعش من الجانب السوري للاراضي العراقية.. جاء هذا الإجراء بعد تعرض قوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى هجوم شنته "داعش" الوهابية في مناطق هجين وسوسة في سوريا.

لا ننسى ان استهداف محور المقاومة بأذرع اسرائيلية هو سيناريو خطير اميركي الاصل بدأ تنفيذه اولاً بوهم انسحاب القوات الاميركية من سوريا واعادة تموضعها في العراق لتمهيد الارضية لتصعيد هجمات داعش في داخل سوريا والعراق بهدف تبرير استمرار التواجد الاجنبي العسكري في المنطقة وإضعاف محور المقاومة الممتد على طول الحدود العراقية السورية في مواجهة داعش الوهابية، لينتهي المطاف الى زعزعة استقرارها من اجل ديمومية بقائهم.

* اقبال عبد الرسول/ قناة العالم