'قيام' و'ذوالفقار': سيوف طهران على 'عين الأسد' 

'قيام' و'ذوالفقار': سيوف طهران على 'عين الأسد' 
الأربعاء ٠٨ يناير ٢٠٢٠ - ٠١:١٩ بتوقيت غرينتش

أعلن «حرس الثورة الإيراني» أنّه استهدف بعشرات الصواريخ، قاعدتين عسكريتين في العراق، تشغلهما القوات الأميركية، الأولى في غربه وهي «عين الأسد»، أما الثانية فتقع في محيط مطار أربيل الدولي، في عاصمة «كردستان». ووفق البيان، فقد تمّ الهجوم باستخدام صاروخي «ذو الفقار» و«قيام»، من إنتاج مصانع وزارة الدفاع الإيرانية.

العالم - مقالات وتحليلات

ويُعدّ «قيام» أوّل صاروخٍ دون جنيحات من إنتاجٍ محلّي إيراني، وقد وضع مخططه الشهيد حسن طهراني مقدم، الذي اغتيل بعملية تحمل بصمات إسرائيلية عام 2011. يصل وزن رأسه الحربي 746 كيلوغرام، أما مداه فـ 300 كيلومتر، ويتمتّع بإمكانيّة التخفّي المنظومات المضادة للصواريخ.
أما «ذو الفقار»، والذي يعدّ صاروخاً مطوّراً عن «فاتح 110»، فيتميّز بالقدرة على التخفّي وإصابة أهدافٍ بشكلٍ نقطوي. يبلغ وزن رأسه الحربي 450 كيلوغرام، أما مداه فـ 700 كيلومتر.

«قاعدة عين الأسد الجويّة»، تعدّ ثاني أكبر القواعد الجويّة في العراق، بعد «قاعدة بلد الجوية»، وهي مقر قيادة «الفرقة السابعة» في الجيش العراقي. تقع في ناحية البغدادي، في محافظة الأنبار غربي البلاد، وعلى مقربةٍ من نهر الفرات، وقد بدأ بتشيدها عام 1980، واكتمل عام 1987.
تحوي القاعدة مدارج عدّة، وعدداً من المرافق العسكرية والمدنيّة، من مبانٍ وملاجئ محصّنة، ومخازن وغيرها.

مع الاحتلال الأميركي للبلاد في نيسان/ أبريل 2003، اتخذت القوات الأميركية من القاعدة مركزاً رئيسياً، ومقرّاً لقيادة عملياتها في المنطقة الغربية. كانت هدفاً لمرّاتٍ عدّة من قبل المقاومة العراقية، بين عامي 2003 و2011، عندما تسلّمتها القوات العراقية بصورة نهائية.

ومع سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم «داعش» في حزيران/ يونيو 2014، وتشكيل واشنطن «التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب»، عادت إلى العراق لتقود «حرباً» على التنظيم. تواجد في القاعدة أكثر من 1500 جنديٍّ أميركي، تحت عنوان تدريب القوات العراقية. ورغم بُعدها كيلومتراتٍ عدّة عن ناحية البغدادي، والتي سيطرة عليها «داعش» أوائل العام 2015، لم تشهد القاعدة أي هجومٍ يذكر، بل ظلّت «صامدة» حتى إعلان بغداد عن «الانتصار العظيم» على أكثر التنظيمات تطرّفاً في كانون الأوّل/ ديسمبر 2017.

بين عامي 2017 و2019، استهدفت القاعدة بعددٍ من صواريخ «الكاتيوشا» وقذائف «الهاون» مجهولة المصدر. فُهمت أنّها تبادلٌ للرسائل بين طهران وواشنطن، رغم أن الأوّلى وحلفاءها لم يتبنوا تلك العمليات، فيما اكتفت الولايات المتحدة بالتلميح من دون الاتهام الصريح والمعلن، إلا في الأشهر القليلة الماضية.

القاعدة تضم طائراتٍ أميركية من طراز «أف 35»، المقاتلة، إضافةً إلى طائرات مسيّرة عن بُعد، ومئات العسكريين الأميركيين. لا تملك بغداد أي إحصاء رسمي، وترفض واشنطن هي الأخرى تقديم إحصاءٍ دقيقٍ لعديد قواتها.

في زيارته الوحيدة إلى «عين الأسد»، في كانون الأوّل/ ديسمبر 2018، التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالجنود العاملين في القاعدة. أظهرت الصور التي التقطت مشاركةً أكثر من 1000 عسكري أميركي، والذين احتفلوا بقدوم ترامب، رغم أن «زيارته الخاطفة» لم تسر بالشكل المطلوب، إذ أُحيطت بـ«سريّةٍ» مطلقة خوفاً من أي استهداف صاروخي قد يصيب طائرة ترامب.

المصدر: الاخبار اللبنانية