الوزير يجيب..

الطاقة في إيران.. فرص التعاون وأرضية الاستثمار

الأحد ٢٨ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2020.06.28 – نستضيف في هذه الحلقة من برنامج "من طهران" وزير الطاقة الايراني رضا اردكانيان للحديث عن الخطوات التي اتخذتها ايران في الفترة الاخيرة في مجال الطاقة مع دول الجوار وخاصة مع العراق والانجازات التي حققتها ايران على هذا الصعيد.

العالم _ ايران

وإليكم نص اللقاء كاملا:

س- ما هي الانجازات التي حققتها ايران على مستوى الطاقة وتحديدا مع العراق بعد زيارتكم الاخيرة لها ،فقد تحدثتم عن انباء سارة للإيرانيين..ما هي هذه الأنباء؟

ج- منذ سنوات ونحن لدینا تبادل فنّي في مجال الطاقة الکهربائیة مع أشقائنا في الدولة الجارّة والشقیقة العراق. کي أکون أکثر دقّة، منذ حوالي ستّة عشرة عاماً ونحن نصدّر الطاقة الکهربائیة إلی العراق، ومنذ عام 2008 أصبح هذا التصدیر منتظماً وفقاً لعقود وإتّفاقیات سنویة ولایزال هذا التصدیر للطاقة الکهربائیة یجري علی قدم وساق. قبل عام ونصف العام تقریباً، وبعد أن تسلّم السیّد/ الدکتور عادل عبد المهدي مسؤولیة رئاسة الوزارة، توجّهتُ شخصیاً إلی العراق في زیارة رسمیة حیث أجریتُ محادثات في هذا البلد مع مسؤولین ووزیر الطاقة المحترم. بعد المحادثات توصّلنا إلی نتیجة مفادها أنّ صناعة الطاقة الکهربائیة في العراق بحاجة إلی مساعدات یمکن للعراق أن یحصل علی البعض منها من الدول المتقدّمة في صناعة الطاقة الکهربائیة، کما أنّ البعض من المساعدات لا تتبادلها الدول وعلی الأخص الدول الصناعیة التي تنظر إلی الدول النامیة کأسواق إستهلاکیة فقط. من الطبیعي أنّه في مجال بناء قدرات الموارد البشریة أو نقل المعرفة بهدف الوصول إلی الإکتفاء الذاتي في بلد ما لا تحبّذه هذه الدول. لهذا، فقد إقترحنا ایجاد برنامج لمدّة ثلاث سنوات ووضعه موضع التنفیذ بهدف إحیاء صناعة الطاقة الکهربائیة في العراق وأن یصبح البلد مکتفیاً ذاتیاً إلی حدّ بعید بعد هذه السنوات الثلاث. وافق المسؤولون العراقیون علی عمومیات هذه الخطّة، وبعد حضور وزیر الطاقة العراقي المحترم إلی طهران، أصبحت تفاصیل هذا المشروع نهائیة وتمّ التوقیع علیها من قبل الجانبین. ووفقاً لمشروع السنوات الثلاث تعهّدنا بتقلیل خسائر شبکة توزیع الکهرباء العراقیة والسبب أنّ الشبکة المذکورة کانت تتحمّل خسائر کبیرة، أي أکثر من خمسین بالمائة تقریباً. نحن قدّمنا إقتراحاً یقضي بأنّه خلال السنوات الثلاث التي قدّمناها یمکننا خلال التعاون الثنائي من تقلیل الخسائر بنسبة تصل إلی 30% أي أن نقللها إلی حوالي 20%، وبإختصار یعني هذا الکلام أنّ إنتاج الطاقة الکهربائیة في العراق سوف یرتفع بنسبة 30%. کان هذا من ضمن الإقتراحات التي تمتنع دول في العادة من تقدیمها إلی الأسواق المستهدفة. إذا کان هناك بلد ما یقوم بتصدیر الطاقة الکهربائیة لبلد آخر یعمل بالطبع في ایجاد حالة من الإستمراریة في هذا العمل لا أن یتصرّف بطریقة تؤدّي إلی أن یقلّل البلد المستورد من إحتیاجاته أو أن تنتفي الحاجة لدیه للإستیراد. أمّا إقتراحنا الثاني فتمثّل في إخراج خمسة آلاف محوّل کهربائي متضرّر في العراق بسبب الحروب المتعدّدة والأضرار التي لحقت بالبلاد من مدار الإستعمال ونقوم بإعادة تأهیل هذا العدد، وهذا التأهیل للمحوّلات لا یحدث في ایران وإنّما في بغداد أو البصرة من خلال تأسیس شرکات صیانة مشترکة بین البلدین ولاحقاً تتمّ إعادة المحوّلات بعد تصلیحها إلی مدار الإستعمال. ومن خلال هذا المشروع یمکن نقل هذه المعرفة وهذا التخصّص والخبرة في أعمال التصلیح والتأهیل للفنّیین والمهندسین العراقیین الذین سیصبح بإمکانهم من الوقوف علی أقدامهم في هذا المجال کما فعلنا نحن في فترة من الفترات. وهذا الأمر ینطبق علی تشیید محطّات الطاقة أیضاً. نحن لدینا في الوقت الراهن مشاریع في العراق قید التنفیذ والإستفادة، قدّمنا بعض الإقتراحات وتوصّلنا إلی تفاهمات بهدف تطویر هذا العمل. وفي نهایة المحادثات قلنا لنظرائنا العراقیین طالما کنتم بحاجة إلی الطاقة الکهربائیة ونحن یمکننا التصدیر، لدینا الإستعداد التامّ للإستمرار في عملیة تصدیر الطاقة الکهربائیة. کان هذا التفاهم لمدّة ثلاث سنوات، وقبل عام ونصف العام من الآن إتّفقنا مع الجانب العراقي علی أن یکون النظامان الکهربائیان في البلدین متزامنین وذلك للآفاق البعیدة المدی. ومن ضمن التفاهمات والعقود التي توصّلنا إلیها مع الجانب العراقي قبل حوالي سنتین عملیة التزامن في النظام الکهربائي وفقاً للبرنامج الموضوع لهذا الغرض، لهذا قمنا بعملیة التزامن بین نظامي البلدین في بدایة تشرین الثاني / نوفمبر من عام ألفین وتسعة عشر. وهذه العملیة سوف تعود علی صناعة الکهرباء في العراق بفوائد وإمتیازات جمّة، حسناً، لاحقاً شهدنا تغییرات في حکومة العراق لهذا کنّا بحاجة إلی وقفة مؤقّتة کي یعود الإستقرار إلی السلطة التنفیذیة في هذا البلد، وبعد تشکیل الوزارة وتسلّم وزیر الطاقة لمسؤولیاته، وتوجیه الدعوة لي من قبله، قمتُ بزیارة للعراق لمدّة یوم واحد حیث قمنا بمراجعة سریعة للتفاهمات والعقود الموقّعة علیها في السابق وقرّبناها إلی مرحلة التنفیذ إلی حدّ کبیر. کما أنّ موضوع تصدیر الطاقة الکهربائیة إلی العراق کان مطروحاً بطبیعة الحال علی طاولة البحث وذلك بسبب حاجة البلد، مع فارق وهو أنّ الإخوة العراقیین طالبوا هذه المرّة في أن یکون العقد لمدّة سنتین، وقد تمّ التوقیع علی العقد الجدید، ونحن نأمل في الصیف القادم والذي دخل مبکّراً هذا العام أن تلتزم ایران بما تعهّدت به للإخوة والأخوات في العراق بعد أن تفي بإلتزاماتها محلیاً.

س- ماذا بشأن الديون العراقية المترتبة جراء تصدير الكهرباء لها ،ما هي آلبتكم للحصول على هذه الأموال؟

ج- طوال السنوات التي کنّا ولانزال نصدّر فیها الطاقة الکهربائیة إلی العراق، دأبنا علی إستلام مبالغ فواتیرها بصورة منتظمة وفقاً للإتّفاقیات الموقّعة بین البلدین من دون أيّ مشاکل تُذکر، إلی أن طُرح موضوع الحظر الإقتصادي، ومن الطبیعي أن یحدث إضطراب وقلق في هذا المجال ما تسبّب في حدوث تباطؤ في دفع المستحقات والدیون من قبل وزارة الطاقة العراقیة. ولکن لحسن الحظّ، وقبل زیارتي الأخیرة لبغداد، تمّ إتّخاذ خطوات وإجراءات لدفع نصف الدیون المستحقة بینما النصف الآخر سوف یُدفع في المستقبل القریب إن شاء الله. ولن نواجه أيّ مشکلة في هذا الصدد.

س- ما هي الدول الاخرى التي تصدر ايران اليها الخدمات؟

ج- نحن بصفتنا کمسؤولین في الجمهوریة الإسلامیة في ایران، وبالتحدید في وزارة الطاقة، وبسبب الإستثمار الضخم الذي قمنا به خلال السنوات المنصرمة، لدینا القدرة علی تبادل الطاقة مع جمیع الدول الجارّة لایران والتي تشترك معنا في حدود برّیة، وهنا أقصد أفغانستان وباکستان وترکمنستان وأرمنستان وآذربایجان وترکیا وأخیراً العراق. وإضافة إلی ماسبق ذکره، تجدر الإشارة إلی أنّه لدینا شرکات ایرانیة للإستشارات الهندسیة وشرکات المقاولات لیست نشطة في دول الجوار فحسب، بل في المنطقة وخارجها أیضاً. وبسبب مستوی المعرفة والخبرة لهذه الشرکات من القطاع الخاصّ، فانّها تشارك في المناقصات العالمیة وقد نجحت في الحصول علی بعضها ونفّذت مشاریعها علی أحسن وجه. نحن لدینا شرکات متعدّدة في قارّتي آسیا وأفریقیا قامت بتشیید سدود کبیرة بمخازن متعدّدة الإستعمال إلی جانب محطّات للطاقة الکهربائیة تعمل علی الماء، من ضمن هذه الدول سریلانکا وطاجیکستان، کما لدینا مهندسین مستشارین في بعض دول القارّة السمراء ینشطون في مجال مشاریع الخدمات الهندسیة. علی سبیل المثال، أحد مشاریعنا الکبیرة في الوقت الراهن یتمثّل في عملیة تزامن الأنظمة الکهربائیة في ایران وجمهوریة آذربایجان وروسیا الإتّحادیة. إتّفقت الدول الثلاث المذکورة آنفاً بتفویض مهندس إستشاري ایراني علی دراسة هذا المشروع المهمّ والحیوي، والسبب أنّ الشرکة التي یعمل بها هذا المهندس معروفة ویبیّن سجلّها وسیرتها الذاتیة وتاریخها ونشاطها في المنطقة أنّها تمتلك القدرات والطاقات للقیام بهذه المهمّة علی أحسن وجه. لذا، فأنّ نشاطنا في الخدمات الفنّیة الهندسیة لاتقتصر علی جمهوریة العراق فحسب، ولایقتصر عملنا في هذا البلد علی تصدیر الطاقة الکهربائیة فقط. وفیما یخصّ الأقسام المختلفة، لدینا طاقات کبیرة في صناعة وإنتاج الأجهزة والمعدّات الکهربائیة إلی جانب تشیید محطّات الطاقة وتقدیم الخدمات الفنّیة أي بمعنی تصمیم المشاریع وتنفیذها والإستفادة منها.

س- الى اي حد نجحتم في توطين هذه الصناعة في ايران وما هي مكانة ايران في مجال الطاقة في المنطقة؟

ج- لو أردنا الخوض في حدیث عن صناعة الطاقة الکهربائیة یوجد أمامنا موضوع تصمیم المشروع ومن ثمّ التشیید وثالثاً الإنتفاع من المشروع. فیما یخصّ تصمیم المشاریع فقد وصلنا إلی مرحلة الإکتفاء الذاتي بنسبة 100%. بمعنی أنّنا نعتمد علی القوی البشریة الایرانیة بالکامل في تصمیم الهیاکل الکهربائیة وصناعتها وإنتاج الأعمدة ومحطّات الطاقة وشبکات النقل والتوزیع، وکما أسلفتُ مسبقاً نحن نقوم بعرض هذه الخدمات والطاقات في أسواق الدول الإقلیمیة. أمّا في موضوع التشیید والبناء فمن الطبیعي أنّ بعض أقسام المشاریع معقّدة لذا فأنّ الدول بحاجة إلی بعضها البعض، سواء کان ذلك بسبب مبرّر إقتصادي یستوجب الحصول علی عمل ما من مکان آخر، أو بسبب الجودة والنوعیة. نحن وصلنا إلی مرحلة الإکتفاء الذاتي في بناء وتشیید محطّات الطاقة ومراکز تولید الطاقة إلی جانب الأعمدة الکهربائیة، إلا أنّنا نستورد نسبة مئویة قلیلة من الأجهزة والمعدّات شأننا في هذا شأن بعض الدول، في حال أنّ الشرکات الایرانیة تبلي بلاءً حسناً کي تصنّع هذه الأجهزة محلیاً في المستقبل القریب. توجد دول لاتزال بحاجة للتزوّد بالمعرفة والخبرة في موضوع الإستفادة والإستخدام من المشاریع المنفّذة. أمّا بخصوص موضوع کفاءة وفعالیة الأجهزة والمعدّات والتقلیل من الأضرار فیها، فهو موضوع مهمّ، نحن نجحنا خلال العام الماضي وللمرّة الأولی من الوصول في عشرة مجالات من صناعة الطاقة الکهربائیة إلی أعلی مستوی ممکن من الوصول في تاریخ صناعة الکهرباء في ایران، علی سبیل المثال، ولأوّل مرّة وصلت أضرار شبکة توزیع الطاقة الکهربائیة في البلاد إلی رقم أحادي. فمنذ أن تسلّم الدکتور روحاني مسؤولیة رئاسة الجمهوریة قبل سبع سنوات، کانت أضرار شبکة توزیع الطاقة الکهربائیة في البلاد تصل إلی أکثر من نسبة 14%، بینما وصلنا في العام الماضي إلی 9.76% أي أقل من 10%، وهذه النسبة تعني أنّنا وصلنا إلی رقم أحادي. ولو قمنا بعملیة مقارنة مع الدولة الجارّة جمهوریة العراق في هذه النسبة لوجدنا أنّ النسبة في هذا البلد بحدود 50% وهذا یُعتبر إنجازاً کبیراً في حدّ ذاته. کلّ نسبة نصف بالمائة إنخفاض في أضرار شبکة توزیع ضخمة کالشبکة الموجودة في ایران والتي لدیها ألاف الکیلومترات من خطوط نقل الطاقة الکهربائیة وعشرات محطّات تولید الطاقة وأکثر من 83 ألف میغاواط تعني زیادة في طاقة الإنتاج والتوفیر في إستهلاك الطاقة التي توضع لها میزانیة وتکالیف کي تُنتج. خلال العام الماضي، وإضافة إلی ماسبق ذکره، نجحنا في الوصول إلی أعلی مستوی من الکفاءة والفعالیة في الإستفادة من محطات تولید الطاقة الحراریة حیث وصلت نسبة الکفاءة والفعالیة إلی حوالي 39% وهي نسبة جیّدة مقارنة بالدول الأخری الإقلیمیة وحتّی بعض مناطق العالم. ما أودّ قوله هنا لیس فقط نشعر بعدم وجود أيّ نقص في صناعة الطاقة الکهربائیة في البلاد، بل نعتقد أنّ صناعة البنیة التحتیة هذه تُعتبر أرضیة مناسبة جدّاً ومجال رحب بإمکاننا من خلالها تطویر وتوسعة علاقات الصداقة مع الدول الجارّة في شرق وغرب ایران، کما أنّ تبادل الطاقة مع الدول العربیة المطلة علی الخلیج الفارسي لیس بالأمر الغیر ممکن. ففي بعض فترات العام لدی هذه الدول فائض من الطاقة الکهربائیة کفصل الشتاء مثلاً، لذا یمکن الإستفادة من هذا الفائض في دول أخری کشرق ایران مثلاً ، وذلك من خلال وضع خطوط النقل في قاع البحر ونقل الفائض من الطاقة الکهربائیة عن طریق الترانزیت، وتحویل ایران التي تُعتبر محوراً للطاقة في المنطقة إلی دولة تسهّل عملیة تبادل الطاقة لیس للدول الجارّة فحسب، بل لأسیا الوسطی وجنوب آسیا.

س- ما هي مشاريعكم القادمة في مجال الطاقة ؟

ج- فیما یخصّ موضوع أنواع الطاقة المتجدّدة والإهتمام التي تحصل علیها في العالم، لیس بسبب طبیعتها النظیفة وغیر الملوّثة للبیئة، ولکن بسبب وتیرة الإستهلاك المتصاعدة نتیجة لإتّساع رقعة المدن وإزدیاد حاجة الناس للطاقة. من الطبیعي کان من المفروض أن تُستبدل الطاقة الأحفوریة بصفتها طاقة غیر متجدّدة، وقد طُرح هذا الموضوع منذ سنوات وتمّت دراسته، إلی درجة أنّ مجموعة هیاکل الأمم المتّحدة قامت منذ سنوات في منطقتنا بإنشاء وکالة لأنواع الطاقة المتجدّدة ومحطّات الطاقة المتجدّدة. وما یجدر ذکره هو أنّ معرفة هذا العمل قد وصلت إلی مستوی جیّد في المراکز البحثیة العالمیة وأنّ الأسعار والتکالیف أخذت منحی تنازلیاً. دولة کایران لدیها قدرة طاقة عالیة جدّاً من الطاقة الشمسیة وأیّام مشمسة کثیرة طوال العام، والأهمّ ممّا سبق ذکره شدّة الإشعاع في ایران ما یؤدّي إلی التوفیر الإقتصادي في نصب الألواح الشمسیة في مناطق متفرقة من البلاد. إضافة إلی ماسبق ذکره، لدینا في البلاد ألواح هوائیة متعدّدة، ووفقاً للدراسات في هذا المجال لدینا إمکانیة الحصول علی ثلاثین ألف میغاواط من طاقة الریاح، قسم من هذه الألواح الهوائیة یقع في شرق البلاد بالقرب من الحدود الأفغانیة، ولهذا فأنّ هناك إهتمام بأنواع الطاقات المتجدّدة في برامج التنمیة في ایران، وهذا بالطبع من مسؤولیات وزارة الطاقة. نحن بدأنا هذا العمل ، والیوم توجد في ایران مئات محطّات تولید الکیلوواط وعدد لا بأس به من محطّات تولید المیغاواط الشمسیة والریاحیة التي دخلت مرحلة العمل وتتمّ الإستفادة منها. وفي الوقت الراهن لدینا أکثر من ثمانمائة میغاواط سعة الترکیب، وقد تمّ هذا المشروع من خلال الإستثمارات المحلیة والأجنبیة. نحن نأمل بنقل المعرفة في هذا القطاع للدول الجارّة من جهة، ومن جهة أخری الإستفادة من إستثماراتها في ایران. کما أنّنا أعلنّا مؤخّراً موافقتنا علی قیام المستثمرین الأجانب بالإستثمار في ایران في مشاریع إنشاء وتشیید محطّات لأنواع الطاقة المتجدّدة وسوف نضع تحت تصرّفهم إمکانیات النقل کما یمکن لهؤلاء المستثمرین من تصدیر الطاقة المُنتجة، أي بمعنی عقد إتّفاقیات مع الدول الجارّة بهدف بیع الطاقة لها، ونحن نضع شبکة النقل والأعمدة تحت تصرّفهم کي ینقلوا نتائج إستثماراتهم التي تحوۀت إلی طاقة کهربائیة للدول المستهدفة وفقاً للإتّفاقیات الموقّعة بینهم وبین هذه الدول.

س-هل تم ربط محطة بوششهر بشبكة الكهرباء الايرانية وما هي الطاقة الاجمالية لهذه المحطة؟

ج- توصف محطات الطاقة النوویة بأنّها تنتج طاقة نظیفة، شأنها في ذلك شأن الریاح والشمس والطاقة الحراریة الأرضیة والطاقة الکهرومائیة. ومن جانب آخر بالنظر إلی الدور المهمّ التي تؤدّیه هذه المحطات في إمدادات الطاقة الأساسیة لهذا فأنّها تحظی بأهمّیة من قبلنا. حالیاً تبلغ طاقتنا المنفّذة في بوشهر ألف میغاواط، ولحسن الحظ فأنّ زملائنا في منظّمة الطاقة الذرّیة الایرانیة یسعون بکلّ ماأوتوا من جهد ونشاط کي یضعوا محطة بشهر في أفضل حالة خلال فصل الصیف بهدف اۀإستفادة من الطاقة الکهربائیة في شبکة التوزیع العامّظ علی مستوی البلاد، وبعد إجراء الصیانة الدوریة والروتینیة خلال هذه الأیّام إتّصلت محطة بوشهر بالمدار وبدأت بتقدیم خدماتها.

س- هي اثرت كورونا سلبا على مخازن المياه في ايران وما هي خططكم لمواجهة النفص الاحتمالي في المياه؟

ج- لیس في ایران فحسب، بل في جمیع الدول التي تستخدم ماء الشرب والمیاه الصحّیة من شبکة واحدة، أي أنّها لا تمتلك شبکتین، بل تضطرّ إلی الإستفادة من میاه الشرب في الصحّة أیضاً، وفي مرحلة فیروس کورونا من المؤکّد أنّها واجهت بعض المشکلات، والسبب أنّه لایمکن بأيّ حال من الأحوال تجاهل الإعتبارات الصحّیة من ناحیة، ومن جهة أخری لربّما یکون الإستخدام المکثف من الماء الصالح للشرب للإستخدامات الصحّیة یسبّب بعض المشکلات. نحن سعینا بکلّ ما أوتینا من جهد منذ نهایة العام الماضي لیس في توفیر المیاه اللازمة لمراعاة الإستخدامات الصحّیة فحسب، بل في توفیر الطاقة الکهربائیة للقطاعین أي المیاه والکهرباء للأطقم الطبّیة في البلاد التي تعمل من أجل سلامة أفراد الشعب، ولحسن الحظّ تمّ تنفیذ هذا العمل من دون أيّ توقّف. وفیما یخصّ عطلة النوروز والتي تزامنت هذا العام مع ظهور فیروس کورونا، کان لدینا عشرین ألف شخص یعملون في قطاع الکهرباء، بینما خمسة آلاف إلی ستّة آلاف شخص کانوا ینشطون في قطاع المیاه. وفي المصافي ومحطّات الضخّ لم یکن هاجسنا الرئیس توفیر المیاه فقط، والسبب هو لحسن الحظّ توفّر کمّیات کافیة من المیاه للشرب وللإستخدامات الصحّیة خلال العامین الأخیرین. وبالنظر إلی حاجتنا للإستفادة من المصافي والتي لدیها قدرات محدودة، أو في الحقیقة بسبب فیضان الأنهار لا تستطیع المصافي القضاء علی تعکّر المیاه بدرجة أکبر، لهذا کانت تخرج من الدائرة لساعات إلی أن تتحسّن جودة المیاه. علی أیّة حال، کان هاجس الإستهلاك العالي للمیاه والطلب المتصاعد علیها والذي وصل في بعض مدن البلاد إلی أکثر من 40% من إستهلاك المیاه خلال نفس الفترة من العام الماضي لربّما یؤدّي إلی قطع المیاه عن المستهلکین. ولکن لله الحمد وبسبب السعي الدؤوب الذي تبلور خلال هذه الفترة تمّ تنفیذ هذا العمل علی أحسن وجه. وفي المجموع، أعتقد شخصیاً أنّه لدینا نسبة تقدّر بسبعة بالمائة زیادة في الإستهلاك خلال الأشهر الثلاثة الأولی من العام الهجري الشمسي مقارنة مع نفس المدّة من العام المنصرم. نأمل أن یقوم أفراد الشعب بإدارة الموضوع بأنفسهم بسبب أولویة المیاه الضروریة للشرب ومراعاة الإعتبارات الصحّیة وأن یکون إستهلاکهم للإستخدامات الأخری أقلّ کي ینقضي فصل الصیف بدون مشکلات إن شاء الله.