السعودية و"تحسين صورة النبي" في أعين الصهاينة!

السعودية و
الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

نشرت مجلة "كيشر"  الصادرة عن قسم الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة "تل أبيب" مقالا لمسؤول الدراسات العبرية في جامعة الملك سعود في الرياض محمد الغبان، تحت عنوان "مساهمة في تحسين صورة النبي محمد في أعين الجمهور الإسرائيلي: تحالفات ومراسلات محمد مع يهود شبه الجزيرة العربية".

العالم كشكول

المقال الذي كتبه "الباحث" السعودي باللغة العبرية يقوم على فكرة إن "نبي الإسلام أقام علاقات جيدة مع اليهود، واشتبك معهم في أمور سياسية فقط وليست دينية على الإطلاق"، وان الصورة المرسومة لدى "اليهود" عن النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم هي بسبب "عدم ترجمة رسائل النبي إلى اليهود بالعبرية" ، او وجود ترجمات غير دقيقة.

يبدو ان الغبان يعتقد ان مشكلة العرب والمسلمين مع الصهاينة هي "سوء الفهم" الموجود لدى "اليهود" حول شخصية النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، لذلك إنبرى لمهمة "تحسين"! صورة النبي (ص) في اعينهم، ليساهم في حل المشكلة الموجودة.

الغبان وفي فورة الاندفاعة السعودية للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي نسي او تناسى:

-ان مشكلة العرب والمسلمين مع الصهاينة وليس مع اليهود.

-ان مخاطبته الجامعات والمراكز الاخرى داخل الكيان الصهيوني، هي مخاطبة للصهاينة وليس لليهود، فهذه الجامعات والمراكز اقيمت فوق ارض فلسطينية إغتصبها الصهاينة وتُدار من قبلهم.

-ان المشكلة بين العرب والمسلمين ليست بسبب سوء فهم لدى اليهود حول شخصية النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم، بل هي بسبب إغتصاب فلسطين والقدس والمقدسات الاسلامية من قبل الصهاينة بدعم بريطاني امريكي غربي.

-ان النبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم ليس بحاجة الى "تحسين"! صورته، فصورته وسيرته معروفة لجميع اهل الارض، ولكن ليس لمن في قلبه مرض.

-ان الوهابية التي اعتمدها ال سعود "دينا" لجزيرة العرب، هي اكبر جهة مسؤولة عن رسم صورة غير حقيقية لنبي الرحمة والانسانية محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم في أعين المسلمين قبل غيرهم، عبر تعاليهما المجافية للاسلام والقران وسنة سيد الانام، والتي وجدت تطبيقاتها العملية في الممارسات الوحشية واللانسانية للعصابات الوهابية كـ"داعش" واخواتها.

-لماذا لا تبذل الوهابية السعودية "جهدا" ولو بنسبة واحد في المائة من الجهد الذي تبذله للتقرب من الصهاينة والكيان الاسرئيلي، للتقرب من المسلمين الذين لا يوافقون قراءتها للاسلام، وتعكف ليل نهار على تكفيرهم وتدعو الى قتلهم وسبي ذراريهم.

وكلمة اخيرة نوجهها للغبان لكي يكون على بينة من ان من خاطبهم صهاينة وليسوا يهودا ، وان مشكلتهم مع العرب والمسلمين ليست في "عدم معرفتهم معرفة صحيحة لشخصية النبي"، بل في اصرارهم على اغتصاب فلسطين وتهويد القدس ومحو فلسطين والشعب الفلسطيني من الوجود والذاكرة، وعلى الفور وبعد نشره لمقاله العبري، احتفلت وسائل الاعلام الصهيونية بالمقال وأشارت صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن المقال "جاء على وقع أصوات في السعودية ورابطة العالم الإسلامي (مقرها مكة المكرمة)، تدعو إلى استغلال الحوار بين الأديان للتعاون مع الجاليات اليهودية وإسرائيل لتحقيق السلام"!.".

من جانبه، قال "البروفيسور الإسرائيلي" رعنان رين، من معهد "روزنفيلد" بجامعة تل أبيب: إن "أهمية المقال تنبع أولاً وقبل كل شيء، من أنها المرة الأولى التي يختار فيها باحث سعودي بارز نشر مقال أكاديمي في مجلة أكاديمية إسرائيلية، بهدف إزالة الحواجز وتأليف القلوب بين الشعوب"، معربا عن امله "في أن يكون التعاون الأكاديمي خطوة أخرى على طريق التعاون الاقتصادي والسياسي"!.