ضاحي خلفان .. بلبل التطبيع الاماراتي !

ضاحي خلفان .. بلبل التطبيع الاماراتي !
الأحد ١٦ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٤ بتوقيت غرينتش

كما كان مُتوقعًا، رحّب بالاتفاق الذي أعلن عنه بين الاحتلال ودولة الإمارات العربيّة المتحدّة، بما في ذلك وسائل الإعلام، المحسوبة على ما يُسّمى اليسار الصهيونيّ في كيان الاحتلال، ولكن الأنكى من ذلك، أنّ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، كان قد أبلغ جميع الصحافيين، الذين يعملون في تغطية الشؤون السياسيّة بالمُستجدّات، وطلب منهم الحفاظ على السريّة، وفعلاً، كما في ثقافة القطيع، لم ينبّس أحد منهم ببنت شفة، حتى الإعلان الرسميّ عن الاتفاق، والذي صدر أولاً من الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، يوم الخميس الفائت، في الساعة السادسة مساءً، حسب توقيت فلسطين المحليّ.

العالم- الامارات

بالإضافة إلى ذلك، أرسلت العديد من وسائل الإعلام العبريّة مندوبين لتغطية الحدث وسرد الانطباعات المُباشِرة من دولة الإمارات، ولكنّ مُراسِل قناة التلفزيون (كان)، وفي تقريرٍ مُباشرٍ من أبو ظبي أعلن أنّ السلطات المحليّة لا تسمح للإسرائيليين بالدخول إلى أراضيها بجواز السفر الأبيض والأزرق، أيْ جواز السفر الإسرائيليّ، معربًا عن إعجابه الشديد من العمران والتقدّم في هذه الدولة الخليجيّة، ولافتًا في الوقت عينه إلى أنّ الإماراتيين يرفضون التحدّث أمام الكاميرات، دون أنْ يُفصِح عن أسباب ذلك.

في السياق عينه، تقوم وسائل الإعلام العبريّة على مختلف مشاربها بإجراء مقابلاتٍ “حصريّةٍ” مع مسؤولين إماراتيين سابقين، ومع رئيس الجاليّة اليهوديّة في أبو ظبي، الذي يُكيل المديح لحُكّام الإمارات على المعاملة الحسنة والطيّبة لليهود، والسماح لهم منذ سنواتٍ طويلةٍ ببناء كنيسيْن اثنيْن للصلاة.

قائد شرطة أبو ظبي السابق، ضاحي خلفان، أدلى مساء أمس السبت بحديثٍ خاصٍّ للقناة الثانية بالتلفزيون العبريّ، وأثنى على حُكّام الإمارات والاحتلال لاتخاذهم القرار بصنع السلام، وسُئل القائد الأمنيّ السابق عن قيام الاحتلال في العام 2010 باغتيال القائد في حركة (حماس)، الشهيد محمود المبحوح في الإمارات، حيثُ ردّ بالقول إنّ عملية الاغتيال كانت خطأً إستراتيجيًا إسرائيليًا، مُضيفًا في الوقت ذاته أنّه لو كان يعلم بأنّ تنظيماتٍ جهاديّةٍ تُخطط للقيام "بعمليّةٍ إرهابيّةٍ" ضدّ الاحتلال، لكان قام بإبلاغ المسؤولين الإسرائيليين، بهدف إحباط المخطط التخريبيّ، على حدّ تعبيره.

وكتب خلفان على صفحته الشخصيّة في “تويتر”: هاتوا لي قائد فلسطينيًا واحدًا من 6000 عام إلى اليوم حرر فلسطين من اليهود، على حدّ تعبيره، وفي تغريدةٍ أخرى، أبلغ مُتابعيه أنّه سيكون ضيفًا في مقابلةٍ مع القناة الـ12 بالتلفزيون الإسرائيليّ.

إلى ذلك، يبدو أنّ مملكة البحرين تعمل على السير بمسار الإمارات في إطار التطبيع مع الدولة العبريّة، إذ توقّع مستشار ملك البحرين الحاخام الأمريكيّ والصهيونيّ، مارك شناير أنْ تكون البحرين الدولة الخليجية الثانية بعد الإمارات. وفي مقابلة مع هيئة البث العامّة الإسرائيليّة، قناة التلفزة “كان” شبه الرسميّة، قال شناير إنّه من الآن حتى نهاية العام، سنرى دولة أوْ اثنتين من دول الخليج تقيم علاقات مع الاحتلال، على حدّ تعبيره.

ونقلاً عن مصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب كشفت القناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، أنّ رئيس الموساد الإسرائيليّ يوسي كوهين، أجرى في الأيام الأخيرة، محادثات مع رئيس حكومة البحرين بهدف إخراج العلاقات مع هذه الدولة إلى حيّز التنفيذ، وزيادة الوتيرة والوصول معها إلى اتفاق، وفقًا لتأكيدات المصادر.

وفي السياق ذاته، قال المستشار الإعلامي لملك البحرين على “تويتر”، إنّ رئيس الوزراء خليفة بن سلمان غادر المملكة في زيارة خاصة للخارج، ولم يذكر تفاصيل الزيارة وإلى أي دولة. ويوم أوّل من أمس الجمعة، تحدّث ملك البحرين مع ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، وهنأه على تحقيق الخطوة التاريخية نحو السلام التي قطعتها الإمارات مع الاحتلال، على حد قوله.

يذكر في هذا السياق أنّ وزير الخارجية البحرينيّ خالد بن أحمد قال العام الماضي إنّ "إسرائيل" باقية ونحن نريد السلام معها، وأضاف في مقابلةٍ مع موقع “تايمز أوف إسرائيل” إنّ مؤتمر المنامة يمكن أنْ يغيّر اللعبة مثل اتفاقية “كامب ديفيد” بين الاحتلال ومصر، موضحًا في الوقت عينه أنّ هذه مقابلتي الأولى مع قناة إسرائيلية وكان يجب أنْ تحصل منذ وقت طويل، على حدّ قوله.

*زهير أندراوس/راي اليوم