وريث القاعدة الارهابية على الشاشات الامريكية بـ’بدلة حلوة’ !

وريث القاعدة الارهابية على الشاشات الامريكية بـ’بدلة حلوة’ !
الخميس ٠٤ فبراير ٢٠٢١ - ٠٤:١١ بتوقيت غرينتش

ظهر قائد جبهة النصرة الارهابية (فرع القاعدة في بلاد الشام) في صورة جديدة ببدلة رسمية وصفتها أمريكا بـ"الحلوة" ما أثار جدلا واسعا بين الناشطين عن سبب الهيئة الجديدة التي ظهر بها الجولاني والتعليق الامريكي.

العالم - كشكول
صورة أبو محمد الجولاني زعيم مايسمى بـ«هيئة تحرير الشام» التي نشرها الصحافي الأمريكي مارتن سميث، الأربعاء في إدلب شمال غربي سوريا، أثارت جدلا واسعا، لا سيما أن ظهور الجولاني الإعلامي ازداد في الفترة الأخيرة وأضحى يقدم نفسه كحاكم لإدلب بعد اطباق مجموعاته المسلحة السيطرة على مفاصل الحياة في المحافظة، وفي ظل تسلم جماعته المعابر الدولية الموجودة في المحافظة في اعتراف تركي غربي ضمني بالجماعة التي هي بالاساس (فرع القاعدة)، خاصة وان تقارير الامم المتحدة لم تعد تذكر النصرة كجامعة ارهابية تسيطر على إدلب بل ككيان يحكم في إدلب.

الجولاني الذي ظهر ببدلة عصرية ومرتب الشعر في هيئة غير معتادة معروف عنه كرهه وجماعته للصحفيين و"سجن عقاب" سيء الصيت والذي تديره النصرة في إدلب مليء بالصحفيين والناشطين المحليين، فلماذا ظهر مع الصحفي "سميث" وبهذه الهيئة بالذات؟

بداية يحاول الجولاني منذ سنة ونصف تقريبا تسويق نفسه كشخص معتدال وقد سبق ذلك إعادة تدوير النصرة لإظهارها أيضا كفصيل معتدل وذلك برعاية غربية وإشراف تركي.

ثانيا: يحاول الجولاني إعادة هيكلة الصفوف الأمنية والعسكرية في المنطقة وبدا هذا جليا من خلال استثماره التطورات التي وقعت داخل “حركة أحرار الشام” وضمه عامر الشيخ القائد العام الجديد للحركة عبر وساطة احسان صوفان الذي يؤيد فكرة الجولاني في إنشاء مجلس عسكري لإدلب يجمع ميع الفصائل المسلحة وبالطبع تقوده "هيئة تحرير الشام"، كذلك عمل الجولاني على تفكيك تنظيم "حراس الدين" وإعادة هيكلية خلاياه الامنية.

ثالثا والأهم هو ان الجولاني مع كل سلطاته العسكرية يفتقد للشرعية كممثل ولو لجزء بسيط من السوريين، وبالتالي يحاول الحصول على شرعية محلية عبر ما تسمى بـ"حكومة الانقاذ" التي يعنيها ما يسمى "مجلس الشورى"، وبالتالي إظهار شكل "مرن" و"مقبول" نسبيا للنصرة يمكن الاعتراف به دوليا، وهنا يأتي دور الغرب وامريكا، حيث لايمكن النظر إلى مقابلة الصحفي مارتن سميث إلا في هذا السياق، فسميث يمتلك شبكة إنتاج كبيرة في أمريكا، ومعروف بأفلامه الوثائقية فيلم ويمكن من خلاله تسويق الصورة الجديدة للنصرة، وبالتالي تهيئة الرأي العالمي للقبول بالنصرة والجولاني وجعل التعامل معها مستساغا كما حدث مع "طالبان".

والشيء المؤكد ان الجولاني ينظر الى وصول الديمقراطيين الى البيت الابيض، كفرصة لايجب تفويتها، ليصل الى السلطة، بأي صيغة كانت وربما نراه في اللقاء التالي يرتدي ربطة عنق حمراء أو زرقاء (ألوان تمثل الحزبين الامريكيين الجمهوري والديمقراطي)، ليثبت عدم عدائه لامريكا من جهة وعصريته أكثر من قبل من جهة أخرى، وما تعليق حساب «مكافآت من أجل العدالة» التابع لوزارة الخارجية الأمريكية على صورة الجولاني "الوسيم" و"البدلة الحلوة". و"مكافأة الـ10 ملايين دولار"، إلا نوع من أنواع ا"لزجل" بين حليفين اتفقا على تدمير سوريا.